الاثنين، 28 يونيو 2010
مكابدة ..!!
السبت، 19 يونيو 2010
الأربعاء، 16 يونيو 2010
يا أمة الهرب عفواً العرب...
قبل أن يبلغ الحلم سن الرشد فقد مرضعته , و فقد معها كل إخوته الواحد تلو الآخر
فوق نتوءات الزمن سقطوا و قرءنا و نقرأ فشل خطواتهم ,
كل صباح تستيقظ الأمة و ملء عينيها دموع , و كل صباح يفرخ الوجع ,يلثم قلباً بالألم,
فنسقط في ضجيج الصمت , ويحنا كيف تعودنا استحضار الذل ,
في أحشاء الأيام السؤال يطرح السؤال و كل جوابٍ يجلد النتيجة , و ينضب الحرف مختبئاً بين السطور,
ينفض غبار المعارك عن وجهه التاريخ ليجد الضبابية طوقت عنقه و أسماء لا يعرفها ألصقت على جدرانه ,
فيحتضر التاريخ على أبواب الكتب , مخلفاً بعض رصاصاتٍ باردة , حينها يصطف الحقد و الأسى
على جدار الخوف , يُخلَعُ القلب من مكانه و ينتفض الحب على أعتابه,
فبعد موت العظماء كيف يبزغ الحلم من خلف الضباب ,!؟!
على ضفاف الشوق وقفت أنتظر حاملةً معي كل سنين العمر ,’
و من أمامي مرت كل الجنائز تحمل نعشي و أبكي و أشهق و لم أكن أعلم أني عليَّ بكيت,
تصطدم الرؤية بمشهد درامي داخل البعد المبهم للأشياء ’ , و الكلمات المهترئة تقبض على الحرف,
و تكبر الغصة داخل سحابة سوداء , و تكبر معها مساحات صقيع الوطن , يزاحم أبناءه بين عبارات التواطئ ,’
و ثرثرة الساعة , وأنت تدرك بأن مأواك الوحيد هو مثواك الوحيد,
و مازال بأيدينا سلاح الشجب و الإستنكار , ؟!الاثنين، 14 يونيو 2010
تكلم حتى اراك..!!!
الجمعة، 11 يونيو 2010
مأتم..!!
هنا سأقيم المأتم عليَّ , بين الطرقات , بين كل ممرات الصباح ,
أنهكتني الحياة بالبطش و القوانين , أنهكني طول الصمت,
في حضرة من أهوى ... عبثت بي الأشواق,
حدقتُ بلا وجه... ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي ... وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي ... وفنائي استغراق
مملوكك لكني ... سلطان العشاق
حين أصنع أمراً لا أنتظر شكراً و لا إطراء, كل ما قد أتوقعه هو أن لا يتنكروا لنا فقط,
عدت لأكمل عبق الأيام برائحة العودة التي باتت مستحيلة ,عدتُ دون مراسم حفل أو أكاليل,
خلعتُ جلباب الأسى , و تركت كل الثياب و العطور الفاخرة عند باب " الإنسانية"
و فتحت كل الشبابيك على الليل ,على رمادِ الذكرى , رغم كل تلك الإحتقانات التي سببتها لي سابقاً,
كنتُ أخاف أن تنهرني ريح الذكرى و تنثر بوجهي رمادها لتقهرني من جديد بلغتها الدامية,
ايها القلب امنحني ذاكرة بيضاء , أكتب فيها حكايا عن الإنسان , الإنسان .
ايها القلب لا تقضم بنيرانك و بنبراتك الخشنة ملامحي , ابتعد عني لحظات كي أراك بوضوح,
لحظة توقف لا تبتعد , تذكرت بأن الرؤية ضبابية منذ البدأ ,
فلايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,
يقولون أن من قوانين الطبيعة بأن الشئ الثابت يظل ثابتاً إلا إذا دفعه للحركة مؤثر ما ، فإذا بدأ بشئ من الحركة ، فلا بد أن يظل في حركة إلى أن يوقفه مؤثر آخر ,,
فالحب الحقيقي أو المحبة الحقيقية هي مرآة تعكس واقع الفعل على الفاعل ,و أخرى تعكس الواقع المعاش ذاته, ترصد ايجابياته , الأدبية و الإجتماعية ,و السلوكية و النفسية ,
و لأن الوعي بشكله و حجمه الحقيقيين المطلوبين انعدم أو يكاد , لدى بعض الأشخاص ,لذا تعيش الأنت , الأنا في حالة ما بين فكيّ القمع و التهميش , كأننا خرقة بالية تتقاذفها الريح,,,, ياه لم أتوقع ...ربما لهذا كانت الضربة قاسية جداً,
فحين لا تتوقع الضربة تؤلمك أكثر,
بين دهاليز الحرف فتشتُ عن كلماتٍ تليق بالحدث فوجدت , أن اللقاءات الأولى تنطبع في الذاكرة بطريقة خاصة ,و أشياء عديدة تترتب عليها , فمهما حدث من تطورات و تغيرات , شيئاً خاصاً يبقى ممتداً هناك إلى ما قبل قبل الحدث, إلى ما قبل الذكرى , إلى ما قبل قبل الزمن,
من فضلك ,,
حدثني عن الخيل , عن الجبال , عن الليل , عن مدينة تخلو من كل شيء إلا من الرجال الرجال,
حدثني عن النهر الأبدي , عن لؤلؤ المساء , حدثني عن قمر يعلو قبة السماء , عن رحلة عبر الماضي لأنه كان الأجمل و سيظل أجمل ’ يقولون عنه : "الزمن الجميل " صدقوا و حق الحق ,صدقوا,
على الإنسان أن يستنتج من الدوران السريع في عيونهم بأن أمراً ما يخفونه خلف ابتسامة قصيرة , سريعاً ما كانت تتحول إلى اقتضاب و تفكيرٍ عميق ......و لفرط ما تكررت أصبحت عادة تشبه العبادة,
قال أحدهم : " هؤلاء الشرقيون لا يكفون لحظة واحدة عن التمثيل و التقليد,و إنهم يفعلون ذلك بثقة تصل بعض الأحيان درجة الإزعاج , و إنهم كالقطيع دائما يركضون خلف الدابة الكبيرة" لا أذكر القائل ,.أعزكم الله,
لو أستطيع النفاذ إلى عقولهم و أكتشف أية أفكار يحملون و ماذا يدور في تلك العقول, لتبددت أمامي كل الإحتملات ,
عندها فقط كنتُ أترك كل أفكاري تحترق في عالم الفراغ الكبير ,
لحنٌ حزين , يأتي من بعيد يخفف من وطأت الألم ,لكنه يعتقلك و يحكم قبضته فوق الزمن,
وضعوك في معتقل الفِكر , جلدوا الحروف اعتصروها لإخراج ما لم يكن فيها يوماً ,
ابحث لكَ عن ركنٍ بعيد و اتكأ على لحظة تأمل , كي لا تغرق في فراغ الوجع
و في النهاية امنحني مساحة للبكاء عليَّ وحدي...........
الثلاثاء، 8 يونيو 2010
أنا و العرافة ,,,
الأحد، 6 يونيو 2010
هي الغريبة هي الأنا ..!!
هي ,, حتى أعواد الثقاب تحتفظ بها ,, تذكرها بلحظة اشعالها, كم تخاف فقدان ذاكرتها , و الصحيح أنها تخاف على نفسها منها, تخاف أن تتهمها بما لم يكن يوماً , كأنها تحتفظ بدليل براءتها..!!
أخطر شيء في حياة الفرد أن يصبح أسير حالة , كأن يصبح أسير فكرة أو كذبة,
هل حقاً يزورنا الأموات..؟
إنه يقف الآن على يميني , أشعر بحرارة أنفاسه , أخاف أن التفت فلا أجد سوى الفراغ ,
هذه الكذبة بدأت تلعب لعبتها المفضلة باتقان حتى تأكدت من أنك ستستجيب لجميع مطالبها , و حين تشعر بأنك قريبٌ من اكتشافها تتظاهر بالتعب و الخوف أحياناً, كي تموّه حقيقتها ولا تعلن عن رغباتها الجنونية ,
فعليك أن تحتمل نزواتها الوحشية, و تطرفها و صمتها القاتل , و تجاهد كي لا تصرخ شاهقاً بوجهك , بعد أن لبث النداء في جوفك مدة كافية لينجب نقيض الرغبة ,
كي تدوس سيجارتك بنعلك , اسحقها بلذة الشعور بموقف القوة و العظمة ,
هذه الكذبة عشت فيها عمرا كاملا مضى , ليتني لم أخلق و لم أعش تلك الحالة أبداً,
ساد حكم الذل و للصمت صار صوت, تملؤني لهفة و رغبة شديدة في الضياع وسط الزحام بين أزقة الذاكرة ,
أصرخ و صوتي لا يتجاوز الشفاه , و سياط الأسى تجلد ظهري , و ما مللتُ الطرق على الأبواب,
هل يولد اليقين يوماً ..و متى نخرج من كينونتنا المختبئة في بؤرة الحقد الضيقة,كي تستيقظ فينا الرغبة و يبعث الحلم من جديد ,
فتخرج المخيّلة أثقالها حاملةً قبساً تضيء به الظلمة الزاحفة نحو القلب ,
قيل بأن أوراق الأشجار تتساقط في الخريف فقط ,
و منذ ولدتنا أمهاتنا و كل يوم تتساقط أوراقنا المغدقة بعرق التاريخ ,و الدم ما زال يحتفظ بحرارته و كأنه أُريق الآن,
و الأيدي العابثة بمخيلتنا تلهو بنا ,تسطُر ملحمة على جسد الحرمان , تُلقينا بين أروقة الجريدة و الجريدة , كالعناوين الحائرة ما بين المحتوى و العنوان ,
و القهر منذ وصوله لم يتوقف عن استصدار القرارت و اغراق الحروف في الرذيلة ,
إذا كنتم ترون أنه ماتزال لدينا القدرة لنصرة الحق , قولوها بصدق و لنسر جميعنا نحو المصير ,
لحظة ,,كيف يمكن القاء القبض على دقيقة و حبسها في قمقم اللحظة .؟!
أهواك بلا أمل ..
إلى من أدمن الخيبات ,’
الإدمان على الفكرة يشبه إلى حدٍ ما الإدمان على التدخين , لكن الفرق بينهما انك لو حاولت الإقلاع عن التدخين فهناك احتمال كبير في النجاح,
بينما أن تتنازل عن فكرة ما قد لا تنجح أبداً,
للتوضيح أكثر...
أعلم انك قد تقول لي الآن بأن الفِكرة مثل الأحلام , نتنازل عن حلم مقابل حلم أو بعض حلم,
و الحقيقة غير ذلك,
لأن الحلم وليد الفكرة , فقد تلد الفكرة الف الف حلم و قد نتنازل عن بعض الأحلام في طريقنا نحو تحقيق الهدف"الفكرة" و تبقى الفكرة هي هي لم تتغير , كل ما في الامر أنك تنازلت عن شيء من أشياء كثيرة لكنها لا تشكل عائقا في طريقك,
عودة إلى الفكرة ذاتها , هل يمكنك تحديد الفِكر الذي تحمله أو حصره في زاوية..؟!
من تحت الخيمة ما لبثت أن اشتعلت حتى إنطفئت
يعلو الخنق فيتزاحم الدم في الشرايين مصحوبا بكل أدرينالين , الدنيا متجهاً بسرعة جنونية نحو الدماغ , و في الطريق الف فكرة عن ثورة اللحظة ,
نسير بخطى متثاقلة نحمل أوزارا , تعصف بنا الساعة تنجب لنا مزيداًمن التباطؤ,
يَهُدُ ما تبقى من العزيمة ,يقتل الرغبة في البقاء, و يشكل دبابيس تخز النظرات المثبتة نحو الأفق,
من بعيد يشهدون على كل المشاهد...حفارون القبور,’
ينتظرون السقوط و أيديهم محكمة على .... و الف فكرة تدور في رؤوسهم
يتساءلون ترى من عليه الدور , و متى تفرح المدافن باحتضان جسد جديد
و ماذا يحل بالعظام بعد عام ’,
حين تكون وسط الدائرة تكون الأكثر عرضة للأذى, و على هذا الأساس عليك أن تعلم بإن جميع الجبهات فتحت ضدك, و أعلم أن خيار العودة لأي من الشطآن خيار خاطئ,
اغتصبت تلك الدقيقة , و ضاجعها كل عابر على أرصفة الثواني ,
شهقت بالدمع و ناحت على جسد الساعة , و خيّل اليها أنها تسمع ذلك اللحن الحزين ,
ولولت مثل الحريم حينما أنجبت من مغتصبيها اثنان و ستين عام و خيبة مرمرا ,
سودا عليكم يا عرب ,’ يا امي لا تنطري ماعاد حدا يجي ,’
و اللي عندو ام تزغرد عليه يوم يموت يجي يوقف بوشي و يقول:
أنا ذباح اليهود,’
بيقولوا عنا يا امي عرب ثماني و اربعين يا حيف على الرجال اللي تعاير بالحدود
و تنسى حدود رب الوجود ,’
بخاطري كلمة قولها قبل ما امشي
لوما انتو يا عرب ما كنا ثماني و اربعين و لا ضفة و لا غزة
لكن عيب على اللي باعنا و شرى بالثمن فخدة
يا غزة خليكي مثل ما انتي هيك ابقي عار على جبين العرب
يا حيفا لا تهتزي كل رجال الكون عند اقدامك ما بيسوا قشة
يا ضفة يا دمي يا حرقة قلبي لا تبكي وفري الدمع ليوم الفرح بكرا بتصحا الأمة
السبت، 5 يونيو 2010
تحية شرف..!!!
طاولة ممتدة بإمتداد المساء , على شرف المحبة تقدم الفناجين ,
في حضرة المضيف صاحب الطيب
سمعته لا تشبه الذهب لكنها تلمع و لمعانها خالٍ من الزيف, قهوة بنكهة الشرف, ساخنة بسخونة الجمر,
ذات مساء تواطأ الذل مع الصمت , في مؤامرة حيكت ببراعة , كشف فيها الجُبنُ عن مخالبه ,
و ظهرت عناكب الشك التي أقامت في رأسه , مزقت أعصابه, و نسجت في رأسه الف فكرة للإنتقام , و راح يستعرضُ عضلات القسوة ,يرافقه مواء الحاقدين ,
مذهلة هذه اللحظات التي فيها ترفع الستار عن المكر و الخداع ,
أشعر برغبة جامحة في سحق رأس خبيثة تطل من نافذة العار على طاولة الشرف,
جنون مفاجئ اعتراني من ذلك الحقد الدفين , أين كان يختفي و من الذي أيقظه فجأة..؟!
كادوا يجهزون عليه بعنف الإنتقام...كاد يختنق من بريق نظراتهم الصفراء المثبتة نحو جلبابه , و هو يحاول الثبات على الموقف , في مثل هذه المواقف تعرف الرجال الرجال ,
و يا أسفي على أمة تخشى من الإنسان , ولا تخشى يوم الحساب,
انقضت ساعات الليل الطويل , بكى خلالها و أحسستُ بدموعه الصامتة تنحدر على وجنتيه , حين يتذكر حديثه المتخم "بالمحبة"
كان يرددها و كأنها حبات سبحة في يد قلبه ,
قال الشاعر :
قالوا تُحِبُّ العرب؟ قلت أحبهم.... حباً يكلفني دمي و شبابي
مهما لقيت من الأذى في حبهم.... أصبر له و المجد ملء أهدابي
من بعيد رأيت عينين قلقتين ترقبان و تبرمان بضيقهما نهاية الإحتراق ,
اختنق , حبسَ أنفاسه و حبس عليَّ أنفاسي ,استسلم لذراع تحكم قبضتها على عصا المهانة , تتلذذة بالأذى ,
في وقتٍ متأخرٍ من الليل انطفئ مصباحي و نظراتي تلتصق بالسقف تلتمسان لي النوم الأبدي, إلى جانب الصمت الطويل الممتد أمامي بلا نهاية,
إن مجرد التفكير بهذا و النظر ببلاهة إلى هذه البشاعة الراقدة على صفحات الوجوه, منتهى القساوة,
غابت عنا ابتسامة كانت ترف على ثغورنا من الصباح حتى المساء ,
حين أخبره بأنه سيستبدله بعصا , و الحقيقة أنه لم يستبدله بأي شيئ سوى في قلبه,
تسرب اليه السكون فملأه عليه , بات تلك الليلة حين تلاشى شعوره بمن حوله و معه , حتى تسربل الثلج بخوائه إلى أعماق القلب ,
كان يستخرج الحروف من عمق الجرح و يلوكُها بصمت,
ثوانٍ رهيبة كانت تزحف بثقلها الآثم في النفوس , و بعضها تنتفض برعشة الموتى , و السؤال يحز رقبة الساعة ,
كيف يمكن أن يحدث هذا ..؟!
الغريب في الأمر أني لم أغضب , لعله قلبي أو لعلي تعودت مذاق الخيانة و طعم المرارة,
للفناجين يا سادة شموخٌ و كبرياء ,
قال علي رضي الله عنه : أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر ، نُكِّس ، فجعل أعلاه أسفله. |
تحية شرف..!!!
طاولة ممتدة بإمتداد المساء , على شرف المحبة تقدم الفناجين ,
في حضرة المضيف صاحب الطيب
سمعته لا تشبه الذهب لكنها تلمع و لمعانها خالٍ من الزيف, قهوة بنكهة الشرف, ساخنة بسخونة الجمر,
ذات مساء تواطأ الذل مع الصمت , في مؤامرة حيكت ببراعة , كشف فيها الجُبنُ عن مخالبه ,
و ظهرت عناكب الشك التي أقامت في رأسه , مزقت أعصابه, و نسجت في رأسه الف فكرة للإنتقام , و راح يستعرضُ عضلات القسوة ,يرافقه مواء الحاقدين ,
مذهلة هذه اللحظات التي فيها ترفع الستار عن المكر و الخداع ,
أشعر برغبة جامحة في سحق رأس خبيثة تطل من نافذة العار على طاولة الشرف,
جنون مفاجئ اعتراني من ذلك الحقد الدفين , أين كان يختفي و من الذي أيقظه فجأة..؟!
كادوا يجهزون عليه بعنف الإنتقام...كاد يختنق من بريق نظراتهم الصفراء المثبتة نحو جلبابه , و هو يحاول الثبات على الموقف , في مثل هذه المواقف تعرف الرجال الرجال ,
و يا أسفي على أمة تخشى من الإنسان , ولا تخشى يوم الحساب,
انقضت ساعات الليل الطويل , بكى خلالها و أحسستُ بدموعه الصامتة تنحدر على وجنتيه , حين يتذكر حديثه المتخم "بالمحبة"
كان يرددها و كأنها حبات سبحة في يد قلبه ,
قال الشاعر :
قالوا تُحِبُّ العرب؟ قلت أحبهم.... حباً يكلفني دمي و شبابي
مهما لقيت من الأذى في حبهم.... أصبر له و المجد ملء أهدابي
من بعيد رأيت عينين قلقتين ترقبان و تبرمان بضيقهما نهاية الإحتراق ,
اختنق , حبسَ أنفاسه و حبس عليَّ أنفاسي ,استسلم لذراع تحكم قبضتها على عصا المهانة , تتلذذة بالأذى ,
في وقتٍ متأخرٍ من الليل انطفئ مصباحي و نظراتي تلتصق بالسقف تلتمسان لي النوم الأبدي, إلى جانب الصمت الطويل الممتد أمامي بلا نهاية,
إن مجرد التفكير بهذا و النظر ببلاهة إلى هذه البشاعة الراقدة على صفحات الوجوه, منتهى القساوة,
غابت عنا ابتسامة كانت ترف على ثغورنا من الصباح حتى المساء ,
حين أخبره بأنه سيستبدله بعصا , و الحقيقة أنه لم يستبدله بأي شيئ سوى في قلبه,
تسرب اليه السكون فملأه عليه , بات تلك الليلة حين تلاشى شعوره بمن حوله و معه , حتى تسربل الثلج بخوائه إلى أعماق القلب ,
كان يستخرج الحروف من عمق الجرح و يلوكُها بصمت,
ثوانٍ رهيبة كانت تزحف بثقلها الآثم في النفوس , و بعضها تنتفض برعشة الموتى , و السؤال يحز رقبة الساعة ,
كيف يمكن أن يحدث هذا ..؟!
الغريب في الأمر أني لم أغضب , لعله قلبي أو لعلي تعودت مذاق الخيانة و طعم المرارة,
للفناجين يا سادة شموخٌ و كبرياء ,
قال علي رضي الله عنه : أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر ، نُكِّس ، فجعل أعلاه أسفله. |
تحية شرف..!!!
طاولة ممتدة بإمتداد المساء , على شرف المحبة تقدم الفناجين ,
في حضرة المضيف صاحب الطيب
سمعته لا تشبه الذهب لكنها تلمع و لمعانها خالٍ من الزيف, قهوة بنكهة الشرف, ساخنة بسخونة الجمر,
ذات مساء تواطأ الذل مع الصمت , في مؤامرة حيكت ببراعة , كشف فيها الجُبنُ عن مخالبه ,
و ظهرت عناكب الشك التي أقامت في رأسه , مزقت أعصابه, و نسجت في رأسه الف فكرة للإنتقام , و راح يستعرضُ عضلات القسوة ,يرافقه مواء الحاقدين ,
مذهلة هذه اللحظات التي فيها ترفع الستار عن المكر و الخداع ,
أشعر برغبة جامحة في سحق رأس خبيثة تطل من نافذة العار على طاولة الشرف,
جنون مفاجئ اعتراني من ذلك الحقد الدفين , أين كان يختفي و من الذي أيقظه فجأة..؟!
كادوا يجهزون عليه بعنف الإنتقام...كاد يختنق من بريق نظراتهم الصفراء المثبتة نحو جلبابه , و هو يحاول الثبات على الموقف , في مثل هذه المواقف تعرف الرجال الرجال ,
و يا أسفي على أمة تخشى من الإنسان , ولا تخشى يوم الحساب,
انقضت ساعات الليل الطويل , بكى خلالها و أحسستُ بدموعه الصامتة تنحدر على وجنتيه , حين يتذكر حديثه المتخم "بالمحبة"
كان يرددها و كأنها حبات سبحة في يد قلبه ,
قال الشاعر :
قالوا تُحِبُّ العرب؟ قلت أحبهم.... حباً يكلفني دمي و شبابي
مهما لقيت من الأذى في حبهم.... أصبر له و المجد ملء أهدابي
من بعيد رأيت عينين قلقتين ترقبان و تبرمان بضيقهما نهاية الإحتراق ,
اختنق , حبسَ أنفاسه و حبس عليَّ أنفاسي ,استسلم لذراع تحكم قبضتها على عصا المهانة , تتلذذة بالأذى ,
في وقتٍ متأخرٍ من الليل انطفئ مصباحي و نظراتي تلتصق بالسقف تلتمسان لي النوم الأبدي, إلى جانب الصمت الطويل الممتد أمامي بلا نهاية,
إن مجرد التفكير بهذا و النظر ببلاهة إلى هذه البشاعة الراقدة على صفحات الوجوه, منتهى القساوة,
غابت عنا ابتسامة كانت ترف على ثغورنا من الصباح حتى المساء ,
حين أخبره بأنه سيستبدله بعصا , و الحقيقة أنه لم يستبدله بأي شيئ سوى في قلبه,
تسرب اليه السكون فملأه عليه , بات تلك الليلة حين تلاشى شعوره بمن حوله و معه , حتى تسربل الثلج بخوائه إلى أعماق القلب ,
كان يستخرج الحروف من عمق الجرح و يلوكُها بصمت,
ثوانٍ رهيبة كانت تزحف بثقلها الآثم في النفوس , و بعضها تنتفض برعشة الموتى , و السؤال يحز رقبة الساعة ,
كيف يمكن أن يحدث هذا ..؟!
الغريب في الأمر أني لم أغضب , لعله قلبي أو لعلي تعودت مذاق الخيانة و طعم المرارة,
للفناجين يا سادة شموخٌ و كبرياء ,
قال علي رضي الله عنه : أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر ، نُكِّس ، فجعل أعلاه أسفله. |