الأربعاء، 29 فبراير 2012

http://www.youtube.com/watch?v=UMAHZjad3uQ&feature=BFp&list=WL9F99A37ED730595B


بعض الشوق لا دواء له، كما داء عصي على الشفاء.
 كلمات الحب الركيكة المعتادة العادية الباهتة لا تفضّ اشتباك الشوق و الحنين بين أضلعي، مما ألزم اللسان أن يختلق لغة أخرى ، أكثر عمقاً و أكبر وسعاً ، أعنف شارسة ،تطوق الأعناق، تلثم الليل بهمسة  تلتهمنا بشراهة فوق الاحتمال. لا أحد يشتاق إليّ مثلما يشتاق إليّ شيخي،الحامل بكل آلامي و لم يجهضها بعد.
عند أدراج الفلّ العتيق كم جلست أنظر إلى المارين عبورا لغرض الوصول إلى غايتهم لا يكترثون بعبير الفلّ ،لا يدركون رائحة خطاهم العالقة فوق الدّرج، لا يصل قرع كعوبهم  طبلة السّمع،فإن سقط الفلّ أرضاً داسته قسوة مرورهم.
" كل دقة في قلبي بتسلم عليك يا واحشني من زمان"
صباح الخير يا بابل العشق، يا عطرا أكدي ملئ أوردتي.

الثلاثاء، 28 فبراير 2012

من "الرواية"



مَن يَتصفّح  المُجتمع الفلسطيني بشرائحه المُتعدِّدة، وفصُوله المُنوعة، يَجد أن أهم مَلمح يُمكن أن تَلتقطه العين، هو مَلمح السّقم، وتَكتُّل الهموم فَوق بَعضها، حتى بَدأنا نَتغنّى بالتّلاحم و نرقص حول نار أوقدها مجانين الزمن العاقل جداً، وأخشَى أن نَصل لمرحَلة لا يمكننا معها العيش دون الجنون ، والرَّاجي عَفو رَبه المواطن البَسيط علي لَيس مُستثنَى من قاعدة المهمومين، فهو أحد ضَحايا الوَلائم، وأسلحَة الدَّمار الشَّامل"السّقم".
وطَالما أن الإنسان يعيش في فلسطين ، فهو يَتنقّل ما بين ثلاث عينات ،ما بين عرس"شهيد" ومسيرة و منفى، فما أن يدخل إلى عُرس حتى يخرج منه بدعوة إلى مسيرة تضامنية ، يَلح أصاحبها مُؤكّدين على الحضور، ومُشدّدين على أن من يَتخلَّف عن إجابة الدّعوة فهو خائن ، ومن شَذّ فهو شذّ في نار التخوين .
وإذا انتهينا من المسيرة والعرس وجدنا أنفسنا أمام الجدار العنصري ، لا يَختلف كَثيراً عن العُرس والمسيرة ، فكلاهما يَتّسم بالكآبة والبؤس ، إلا أن العزاء يَسوده الصّمت والإطراق والتفكُّر ،و الجدار يسوده العجز و شعور مفرط بالقهر.
 ونظراً  لأن الناس تخلط بين مُسمّيات الدعوات والولائم ، فقد أحببتُ أن أدفع زكاة سعادتي، باستخلاص تَعريفات الوَلائم التي وَردت في مخزون الأمم و اللغة، حتى تَكون كثافة السّقم تُساوي الكَثافة الوطنية.

وأوّل مَا يُمكن التقاطه هو الحزن المستعجل، فهذه الوَليمة تُسمّى "تحت الحساب".
أمّا المسيرة أو التي تُسمّى دعوة تضامنية ، والتي أنَا إحدى ضحاياها، لأنني مثل غيري دائماً مدعوة للمشاركة. لا تختلف كثيراً عن الأعراس، وهي إحدى المصائب الكُبرى لدينا لأنّها تَحرق الأعصاب، تسمّى دفعة زيادة" فوق البيعة".

أهل فلسطين أكثر شعوب الأرض يَحتفون بالسّقم ، ويُعدون له طعاماً خاصاً.
و إنني الآن  مُتأكّدة أن آلَافا ممّن يَرتادون وَلائم "أعراس الشهادة" لا يَعرفون اسم الميت،أو من هي حبيبته ،أو ماذا كان يحب ،أو ماذا كان يكره ، أو بما كان شغله في دنياه قبل أن يتوفاه الله.

من "الرواية"

الاثنين، 27 فبراير 2012

فيما بعد!



فيما بعد!

وحدنا على الرّصيف، لمّا وصلنا إلى ناصية الأمل انتقل كل منا إلى الرصيف المقابل.

كنت أجهل أنك أنت أيضاً جاهل .

كنت قد رهنت عقلي عند ذكرى في نحو الستين من عمرها ، تميل في ألوانها إلى البرزخ.
لها بريق كــبريق المعدن ، أنيقة الهندام ،لها مظهر من مظاهر السادة،
لها نظرة ثابتة ملحاح،مثل الحب المزَّمل بخبايا أقمصة التاريخ كــ لفافة تبغ فاخر في المساء ، لا يخلو من وسامة ،و إن لحدوثه نضارة لا يُرى مثلها،
مما يتيح لك السهر حتى آخر الليل ، لتسمع شهيق باب شقة مجاورة ينغلق على آخر الهمس، ويتيح لك اكتشاف أنك الجار الوحيد الذي لا ينغلق بابه على أحد سواه.

عند كل لحظة هاربة يشدّ العمر بما يشبه الكلاّبة، عند كل كلمة نقولها في الحب نوجعنا، بينما أعيننا تلتهمان بعض النظر،بدهشة و ذهول،

و حين يلتقي البصر يغادر منكَّس النظرات بلا مناقشة ولا تردد،باحساس بالخوف و الرعب،نحن البشر لا نحب أن نُحبّ دون الرغبة و نزعة العصيان ، و في النهايات دوما نلوذ بالهروب.

من هنا ، وحين نحب يجب أن نمعن في التنقيب ، هنا التحديق ضيّق لا يصلح للتعبير ،لو لم نفترق لساء حاله مزيدا من الفظاظة ،ما ينبغي أن نحنقه.

الآن و أنت تبدو صغيرا جدا، هل ذهب عقلك منذ مدة طويلة؟

سأقول لك فيما بعد :" إن توقف الحب برهةً لا يستأنف فيما بعد

الجمعة، 24 فبراير 2012



قيل :"الحاجة تفتق الحيلة"! .

مددت إليه يدي فأعتمد عليها حتى استولى ونال من الوجد عشقا .




وقفت بين الغدر و الوفاء برهة من العمر، يغالب أولهما ثانيهما حتى غلبه، فأيقنت أنه فقد كرامته، و أنني لن أجد بدّاً من أن أهجره.




لذا سوف أجد حيلتي و أجعلها رتقا أرتق بها ما فتقه عطره، و صمّمت النفس على ألا يجدد لي مرآه حزناً كان في القلب كميناً، و دفيناً بين أضلعي.




أذكركم و أذكر نفسي أن لا تأمنوا إلى الغرباء.

ثور و تحرر

صباحكم ثورة حد النصر

الثلاثاء، 14 فبراير 2012

قوارِص!


لا تنصب لي شباك التحرّش، لا تُقلّبني ذات اليمين و ذات الشمال فلا أنا مبعوثة إليك و لا أنت إليّ مرتد.


أيها الشرقي ، هذه الملامح تغريني ، و بقدر ما تغريني فإنها تخيفني ، فــ تخفيني،لا لإعلال موجب المواعيد و لا لإلزامها ، إنما تخفيفا لاجتماع الشوق و الاشتهاء،و أعذرني ،كلما اشتدّ بي شوق فيه تهمة سقطت طريحة  فراش وهذه نعمة، فإن جئت ما استطعت إليك النظر، فلا أنا أهمّ  بك ولا أنت بي هممت.


 تورطت العصافير فأُخذت بجريرة الهجرة،
تسللوا إلى مسمعي باسطوانة مشروخة عن البعد الثالث لنا تنطوي على قدر من القسوة: " و إن ذهب إلى شتات سنذهب خلفه."


 تريد استبقاء اختيارات الهدنة التي تدار بين جنده و جندي و تخشى تحطم الحلم بعد خلع رأسه، تسعى إلى إعادة ترميمه ، و تعول على اعتداله.
أي حلم هذا المعتدل في ميدان الذاتية يستقطب خصمي و يثير جنوني؟



لك وحدك يجثو الشوق على ركبتيه
بحثا عن مخرج من تهمة الغياب العظمى
لك وحدك يُشرعُ الحنين أبوابه
و لمن شغل و يشغل منصبه
بالتواء  كلمات الحب
بشراسة اللغة
بتواطؤ أشواق شهيّة
تضاعف  حرج القُبل

لك وحدك تهاجر العصافير بالمواعيد
تضم أحرفا تغري بتوقيع فريد
يُقلِق أنفاسي و يحترف توثيقي
فتنعقد أشواقي المتأهبة

من أجلك فقط  ضاجع الحلم وسائدي المتوترة
 ورطني في محنة الأمومة

بتلكؤ المواعيد التي تأخرت
بالحروف القارصة
لمَ
متى
أين


وليمة متضررة دون المستوى،إنه البعاد من رخّصه.؟
 لا يحتاج منا اللقاء يا رفيق  اللهم إلا تفعيله.  

الاثنين، 13 فبراير 2012

انحراف !


انحراف !

ينحرف بي الشوق إليه نحو الوسائد لأجدها باردة كما وجه الموت،
فينحرف ابن الأرض  عني  نحو الخزامى ينقصه العود فلا يعرفه بالأسماء الحقيقية  ،

ثم تمتم بين خبايا الملايات :

 صحيح أنني أشتاق إليها ملء فمي ، لكنه ليس البعد من حال بيني و بينها ، إنما تقصيري  و العجز ،

كـــزهر اللوز كــمذاق الاجاص  سكّره لا يذوب في فمي ،كــمزاجيتي تدور من جنب إلى جنب ، يا منتهى دنياي من لي بدفء احتراق الصنوبر ؟

ثم وشوشت لنا الخبايا:

منتهى الأشياء هو أجمل ما فيها و ألذّه و أعذبه،
هي مثل اللقاءات الأولى تنطبع في الذاكرة ولا شيء يغيرها أو يمحو طعم المذاق ، إلا منتهى آخر يكون امتدادا لمن سبقه.

بيني و بينك يا "هـ الفنجان" ما لا يدركه كل شارب و ما لن تقرأه قارئة  غجرية.

و تغيب عني و عنك أشياء مني و أخرى منك ،
فأنا أحتسيك ولا أدرك آلام منتهاك،
و أنت يغريك اشتهائي لك ولا تدرك آلام  الاشتهاء.


الخميس، 9 فبراير 2012

Warda : Bi3omri Kollo 1 بعمري كله حبيتك



لا تحشرني في خندق الاحتمال فــ ليلي مصقول بالشوق .
لمّا كلّفني أن أنوب عنه و أجمع له مجاهل التردّد ليغير ما فيّ و أصلح لــ "بريسيج " يناسب كمية أناه ، لم أكن أظنه يحرمني من ميراث الدفء و يوصي لغيري بثروته الطائلة ، كل ما بقي بحوزتي قطعة شكولاتة ، لملمني إن أمكنك .


أسرفتُ كثير من أيامي و أنا لا أرجو سوى الحروف التي تحويها كلمة "لاحقا" ،فيها كل شيء ، فيها أحلام نادمتها ليل طويل و نادمني فيها الخذلان ،
كم نحتاج لكم من قدر الانكسار كي تفقهوا لغة الانتصار و لعلّ تدركون أن من لا يدفع ب و إلى لن يصل إلى النبع.
هل ظننتم أن الوطن ينحر بسيوفك الصدئة ، بعضكم لا يليق به المنفى ، و البعض الآخر لا يليق به إلا ألا يعود أبدا.
فأحفظ نفسك في موقعك ، و دع الوطن يحفظ الأسماء و نحن نتكفل بحفظ الوطن من عجزكم و الخذلان.

مارسيل خليفة - آخر الليل

الخميس، 2 فبراير 2012

حِداد


حِداد

كنا في احتدام الانتفاضة نعلن بين الحين و الحين عن الحداد تعبيرا عن التضامن مع احدى المدن الماحصرة أو عدد الشهداء المرتفع أو أية اجراءات قاسية .


اليوم لسوف أعلن الحداد :


- على أمتي 
- على رائحة الدم التي أكاد اختنق بسببها
- على عدد القتلى 
- على عدد الرصاصات الباردة
- على عدد الصامتين
- على عدد الخانعين
- على عدد الفارين
- على ارتفاع نسبة المخيمات في الوطن العربي
- على عدد اللاجئين يزداد ارتفاعا كل لحظة 
- على المسافات
- على عيش المذلّة
- على عدد السفهاء المثير للإسمئزاز
- على ارتفاع عدد عّباد البطون و كثرة العروش و انتفاخ الكروش
- على عدد الثكالى و الأيتام و الأرامل و المساكين و الفقراء و الجياع 
- على عدد المنتهكة حقوقهم 
- على نسبة ارتفاع اسعار الخنازير و هبوط سعر الجينات الشرقية
- على قول اليسا لو فيّ أنا لو فيّ
- على محو التراث و احياء الليل وقراصنته 
- على مين ماكان بيتمرجل علينا
- على صوت النشاز هيفاء و ارتفاع سعر هزّة الخصر مع هبوط حاد في أسعار الحجاب و فتوى قالت:هو عادة و ليست عبادة(بكرا الناس بتتعرى و بتصير عادة ) ف اعتادوا يا أصحاب العادة.







حِداد

الأربعاء، 1 فبراير 2012

مواسم!


مواسم !   




زائر الدنيا في القلب مقيم ، يضمر  لي حبا و ما درى في أعماقي أضمر له  قبرا.
هذا المتحرّش وشى بي إلى الشوق نكاية بالعجز و بالمسافات ، فأرسل هذا الأخير عطر الأول يقتفي أثري ،ظنه أنني لستُ على دراية بأمره ، فأزمعتُ عليه  إذا ما مات فيه الجسد ظل عطره  يختلس من الصواب حتى أتى على كله ، لا هو أضعف يقيني ولا هو أبطله.


 يا صاح ، مارس الاحتراق دون أن تُشعر بك أحدا ، و نم ساعة راحة تلقيها لي رحمة من ذلك الحيّز المكتظ  بالعابرات في قلبك، و لا تخشَ معاركي فكل ضحاياها ذاكرة، وإن أنا اختلست من الطمأنينة أنقض مضجع الروح فلا نوم  لك ولا راح .
فلا تدّعي النضج فمثلك في الجهل مثلي، إلا أنك قبيح و أنا حمقاء ،قد تعدّدت الأغراض، فمنهم من خصّص للهجر أفكاره و منهم من خصّصها موشــّحة لزمان الوصل الآتي ، و عند الكرى تنام عند ركبتيه بثيابها الرّثة و ما علمت أنه الفقير إلى لغة العطف .


 يا صاحبي لا أجيد نسيان المآرب التي حكى لي عنها قلبك ، نعم أود لو أنني كنتُ امرأة عادية وبسيطة جداً ، إلا أن تعاقب الخذلان  أجبرني على التعنت و العناد كي أترك وحيدة  كعصف جزّ قبل موعده ، فلا يشاء الاقتراب أحدا  ولا أنا أنبت الأغصان بدون جذع.

يا أنتَ حتى وسامتك ذهبت أدراج الرياح ، لم يبق من الماضي إلا أنت و نفل قديم.  

ضع آلامك في كأس و أدعُ الموت أن يأتيك في هذا البرد القارس، ففي العالم المجنون لا يوجد من يرحم ، ولا ترى أملا  في العيش بتعقل  ،فإما أن تُجنّ كي تحيا  و إما أن  تموت كي تحلم.

تحت رشات المطر   مدانٌ أنت أيها المقيم و أروع  ما فيك أنك مازلت تجد ما تؤمن به وسط كل ذلك تزاحم الجراح ، أجمل ما فيك أنك رغم كل شيء مازلت تحتفظ بدمك .

يا صاحبي الحائر كم روحا تملك كي  تبقي التفاصيل بداخلك  إنه ضرب من الجور ، فقاوم إن بقيت فيك روح مقاومة ،  لكنك مدانٌ  و المدان بريء حتى يثبت براءته.

 و تذكر نحن معشر السنابل  لا نشتهي رجلا تستهلكه العابرات و لسنا نغار من تعاقبهن على بقاياه ، فليس يأكل من كل وعاء  إلا من فقد  فمه المذاق و مازال الطعم في فمي.

أشعل سيجارة نخب القرار و أملأ الفناجين ، قبل أن  يزداد تصفيقهم في رأسي ، كم رغبت في انتزاع هذا الرأس من مكانه  وأن ألقيه في غياهب الأرض .

للقمح  يا صاح موسم  واحد، إن فاتك كانون  لن يكون لك موسم حصاد، و أنا مثل القمح لي موسم واحد ، لا يجيء حزيران  و ليس من زرع يؤتى أكله إن فاتك كانوني.    

تذكر ما أقوله لك جيداً  : عندما نفترق و ندفن في القبر ، لا نحن نبقى ولا الخطيئة تُذكر. إنما يبقى الأثر فأنظر أين تدوس بقدمك و على من، و أحذر أن تدوسَكَ بقدميك، و  كلما استبان لك القبيح عظم جمالك فقط تذكر .