الاثنين، 17 فبراير 2014

اسطنبول مدينة الطيور والأضرحة – حكاية مدينة

اسطنبول مدينة الطيور والأضرحة – حكاية مدينة



في اليوم الأول كانت مدينة الطيور تصغي إليكَ صامتة ملتحمة  بنتوءاتها، تتوارد 
إلى ذهنك صور لا تسمعها، هي لا تداعبك، ولا تدعك تقترب منها، هي فقط تمنحك مساحة ما قائلة” خذ ما شئتَ من الوقت ثم ابتعد سريعًا عن المكان.”متلازمة الأبنية، الجدار على الجدار ليس بينهما برزخ ولا هواء، كأنها بذلك تعلن تآخيها، حتّى مع الجار جدار، أو تستعين به لتتماسك خوفًا من الانهيار، ليتهم يعلمون أن كلّ من عوّل على جدار جاره، إذا تشقّق البنيان تناسل الانهيار.مدينة تصيبك بالمرض عصرًا، ثم تغفر لك في صباح اليوم التالي، جمالها الصامت يمنعك من معانقتها، بواباتها مغلقة، والأضرحة حبيسة خلف القضبان، حتّى القهوة ليست قهوة، وثمّة حديقة كبيرة بممرات عريضة تحفّها الأشجار الشاهقات العاريات إلا من الطيور، لست أفهم كيف لعاشق أن يمرّرَ قبلة وضمّة بين أشجار عاريات لا يسترن حتّى شيخوختهن.!أتليقُ الفضيحة بالحب.!هنا أيضا تباع قهوة الشّوارع، وكعك الشّوارع، هنا أيضا تكثر الغربان والحمام والنورس، إنها مدينة الطيور والأضرحة الرّماديّة الشّواهد، يغيب الأمن في شوارعها، إﻻ من حراس القبور، كأن الأموات هنا أكثر أهمية من اﻷحياء، ومع ذلك، تطمئنك، شيء لن يحدث لك.تسحبك إلى صمتها بأناقة كي يحتسي الحمام قهوتك وتأكل العصافير فتات الكعكة القزحيّة ،ليس ثمّة ضجيج هنا سوى الغياب، كل شيء على ما تروم الألوان الباهتة، حتّى التّبغ لا يعبِّئ الرّئتين وليس يعدل مزاج الصّباحات. تكثر من شرب الشاي بأكواب كالّتي تستخدمها أمي لكاسات الهواء في علاج آلام الظهر والرّبو، وتأخذ لونها الرّماديّ من الأضرحة، يزعجني فيكِ أيّتها المدينة كيف تواطأ سكّانكِ مع القبور وكيف جعلوا المقاهي فوق الأضرحة، حِرتُ أيهم الحيّ وأيهم الميتُ.

الاثنين، 3 فبراير 2014

تلويحتان


أنتَ لا تعرف شيئًا عنا، 


تلويحتان 
ذاتي حين تتحطّم إلى قطع زجاجيّة صغيرة،تعكس سخف الآخر كي أرى بوضوح أكبر،لستُ مجبرة على العيش  ضمن حدود نتاج تجاربك. 

تلويحة لي وأخرى لظلّك القابع في ملامح المدينة،للناي حين يجزّ عنق الصّبر ويعزف آياته الحزينة،للحب إذا ما جفّ ريقه والتصق لسانه بسقف حلق الأمنيات الوئيدات،للجدّات الواثبات عند عتبة مخبز العويل،للآباء وعصيّهم السادية يقفون كالصخر الناتئ عن الجبل،للأمهات وهنّ يعددن عشاءً فاخرًا "بالحنّية"
هل تعرفونهم.؟
أولئك الذين يختال الفرح من أسمائهم،و تتعاظم فينا الخيبة والإنكسار كلّما طرقت أبوابنا الفجيعة.

كم أحسد أولئك الذين يقدرون على قرار الرحيل وتطبيقه،نعرفهم أولئك الذين يتجلّى القهر والحزن في آن معًا حين نذكرهم.

رسلًا،
تذكرتُ،فرسان أحلامنا الذين سقطنا منهم سهوًا ذات زمن لن يعود
كيف لي أن أخبرهم،أن الخطى تشيخ في الطريق  نحوهم، ونحن هنا في العالم الآخر نعيش كلّ الأشياء دون تاريخ.!

بدي حضن وبدي دفا
وبدي نام وفيق
وما لاقي من الوجع حدا
بدي جن وما حدن عليّ يحن
بدي روح وما إرجع
وخلي كل الدني تولع
بدي غني وارقص وكلّ الدني تسمع
بدي لاعب بنت الجيران
وغازل فارس مارق عحصان
بدي أشنق عابوابك زنابق
وفرفط عسريرك ورد
وعلّق بكعبي خلخال
أي أي بدي حب
وإلبس شال مطرّز
ولف خصري بغترة مختار



كلّ مساء وأنتم بإنسانية