السبت، 5 يونيو 2010

تحية شرف..!!!

طاولة ممتدة بإمتداد المساء , على شرف المحبة تقدم الفناجين , في حضرة المضيف صاحب الطيب سمعته لا تشبه الذهب لكنها تلمع و لمعانها خالٍ من الزيف, قهوة بنكهة الشرف, ساخنة بسخونة الجمر, ذات مساء تواطأ الذل مع الصمت , في مؤامرة حيكت ببراعة , كشف فيها الجُبنُ عن مخالبه , و ظهرت عناكب الشك التي أقامت في رأسه , مزقت أعصابه, و نسجت في رأسه الف فكرة للإنتقام , و راح يستعرضُ عضلات القسوة ,يرافقه مواء الحاقدين , مذهلة هذه اللحظات التي فيها ترفع الستار عن المكر و الخداع , أشعر برغبة جامحة في سحق رأس خبيثة تطل من نافذة العار على طاولة الشرف, جنون مفاجئ اعتراني من ذلك الحقد الدفين , أين كان يختفي و من الذي أيقظه فجأة..؟! كادوا يجهزون عليه بعنف الإنتقام...كاد يختنق من بريق نظراتهم الصفراء المثبتة نحو جلبابه , و هو يحاول الثبات على الموقف , في مثل هذه المواقف تعرف الرجال الرجال , و يا أسفي على أمة تخشى من الإنسان , ولا تخشى يوم الحساب, انقضت ساعات الليل الطويل , بكى خلالها و أحسستُ بدموعه الصامتة تنحدر على وجنتيه , حين يتذكر حديثه المتخم "بالمحبة" كان يرددها و كأنها حبات سبحة في يد قلبه , قال الشاعر : قالوا تُحِبُّ العرب؟ قلت أحبهم.... حباً يكلفني دمي و شبابي مهما لقيت من الأذى في حبهم.... أصبر له و المجد ملء أهدابي من بعيد رأيت عينين قلقتين ترقبان و تبرمان بضيقهما نهاية الإحتراق , اختنق , حبسَ أنفاسه و حبس عليَّ أنفاسي ,استسلم لذراع تحكم قبضتها على عصا المهانة , تتلذذة بالأذى , في وقتٍ متأخرٍ من الليل انطفئ مصباحي و نظراتي تلتصق بالسقف تلتمسان لي النوم الأبدي, إلى جانب الصمت الطويل الممتد أمامي بلا نهاية, إن مجرد التفكير بهذا و النظر ببلاهة إلى هذه البشاعة الراقدة على صفحات الوجوه, منتهى القساوة, غابت عنا ابتسامة كانت ترف على ثغورنا من الصباح حتى المساء , حين أخبره بأنه سيستبدله بعصا , و الحقيقة أنه لم يستبدله بأي شيئ سوى في قلبه, تسرب اليه السكون فملأه عليه , بات تلك الليلة حين تلاشى شعوره بمن حوله و معه , حتى تسربل الثلج بخوائه إلى أعماق القلب , كان يستخرج الحروف من عمق الجرح و يلوكُها بصمت, ثوانٍ رهيبة كانت تزحف بثقلها الآثم في النفوس , و بعضها تنتفض برعشة الموتى , و السؤال يحز رقبة الساعة , كيف يمكن أن يحدث هذا ..؟! الغريب في الأمر أني لم أغضب , لعله قلبي أو لعلي تعودت مذاق الخيانة و طعم المرارة, للفناجين يا سادة شموخٌ و كبرياء , قال علي رضي الله عنه : أول ما تغلبون عليه من الجهاد ، الجهاد بأيديكم ، ثم الجهاد بألسنتكم ، ثم الجهاد بقلوبكم ، فإذا لم يعرف القلب المعروف ولم ينكر المنكر ، نُكِّس ، فجعل أعلاه أسفله.

هناك تعليق واحد:

  1. نص مترف الجمال غارق في متهات همومنا

    يقلّب المواجع و يثخن في جراحات الجثث الحية / الميّتة /

    أعجبني الاسلوب المميّز و بلاغة المعاني ،،

    انت هكذا دوما يا مرمر او لا تكونين !

    منجي http://zaman-jamil.blogspot.com/

    ردحذف