الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

ليسوا كأبنائنا



أبناءهم ليسوا كأبنائنا،

لا يلعبون كما لعبوا،

لا يحلمون بغير زقزقة كصافير البنادق،

يلعقون البارود من على رؤوس أصابعهم كالعسل،

ويصوْبنون أبصارهم بدخان الإطارات المشتعلة،

"مسيل الدموع"لا يحدث أكثر من دغدغة خفيفة في فتحة الأنف،والبزات المغتصبة لا تخيف سوى الزنابق،

لا يطير الحمام في بلادنا،

كلّ ما في الأمر أن تلك الأجنحة أشباح فارة من أطفال الشّقاء.!

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

من "مدينة الحب والخطايا."



من "مدينة الحب والخطايا."




حين نام الجميع بقيتُ ساهرًا كطفل ينتظر مجيء العيد، خرجت أجوب الشوارع المطفأة، مررتُ بالمسجد القديم والكنيسة وشجرة الجميز، عبرتُ وادي القلط إلى نهايتة مرورًا بسجن الاستخباراتية، إلى أن وصلتُ إلى الدوّار ثم اتجهت شرقًا باتجاه فندق القدس، شعرت بتعرّق دبق كالذكريات الثقيلة، فقررت العودة إلى الشقّة، في الطريق بكيت وتمرّغت كالنساء حتّى اختلط عرقي بالتّراب كأمٍ تمرغ أنفها بثوب ابنها الغائب، لحظة أدركت أني وحيد دون أخ أو صديق، على الرّغم من سنوات التدريب مع هؤلاء الرفاق إلا أنني لم أبنِ معهم علاقات حميمية، هكذا كان ينصحني أبي، وهكذا تدرّبنا حتّى احترفنا اليتم.

الأحد، 14 ديسمبر 2014



هنالك مقولة دارجة"نموت ونحن نقاتل"لماذا الحياة أو الموت،لماذا النصر أو الهزيمة،لماذا لا نعيش ونقاتل




هل نحتاج هوية تميزنا أم هوية تجمعنا.؟
من قال بأن الفلسطيني يحب الفلسطيني،ومن قال إن الفلسطيني لم يجرب أن يكون عراقيا أو مغربيا أو حتی يهوديا.؟
كيف ألا تعلمون .!!
في فلسطين نسوق الحشيش في مدننا بأنفسنا"القريب أولی من الغريب".




دائما في المجالات الحساسة والهامة يعطون أهمية كبيرة لأعلی المناصب ،كما في الصحة يمنح الطبيب الجراح قيمة عالية ويقصی عامل النظافة،في حين تتوقف غرفة العمليات عن العمل إذا غاب عامل النظافة.
كذلك في الأمن أصحاب رباطات العنق خلف المكاتب ليسوا أكثر أهمية من رجل الأمن الميداني،ولعله أكثر أهمية منهم ودونه يفقدون هيبتهم.




لا أحب الأشياء المنزوعة،كفرح منزوع البهجة يصبح دون قيمة،وكل رداء عليه فضيحة.




الحب يا صديقي كأن نعتقد أن الشمس لا تشرق إلا من أجلنا وفي قرارة أنفسنا قناعة أنها ستشرق سواء كنا أو رحلنا.
المسألة متعلقة بحجاب نضعه إما مرغمين أو راغبين علی صندوق أفكارنا،والحزام،حزام العفة الذي ندعيه يفسد المعنی.




ثمة ثقوب في الذاكرة تتسلل إليها أشياء وتنسل منها أشياؤنا،بعضها ثمين والأسود منها باق بقاء الرائحة الكريهة حين تعلق في ذاكرة الأنوف.
ثمة أسرار لها رنين الخاتم إذا سقط في بئر عميقة.
ثمة ثقوب في كل مكان.!




يموت قط الحي تفرح الفئران وتبكي النسوة.
وتموت عجوز في الحي ،لا ماء لديها للمغسل وليس لها أبناء للكسوة.
لا أحد يعلم.




بما أفكر.؟
في قبضة حنين،أو لعلي أفكر بلم حزمة حطب يابس مونة لمدفأة بلل الإنتظار رمادها،بالأمس فكرت باستعراض الفيلم القديم،بالأبيض والأسود،دونت أسماء الرفقاء من أول خطوة علی الطريق إلی يوم التقينا،وما أن فرغت جاءني اتصال من خالد،حذرني زوال ذكرياتنا من رأسه،قال إن الأطباء أخبروه خطورة الموقف،ورغم أنني نسيت أن أخبره كم اشتقت إليه وأتمنی له السلامة، اطمئن فقد طلبت منه تدوين أهم الأحداث وألمع الأسماء.
عش بشغف يا رفيقي.
عبالي قشر كستنا واقرأ كتاب بيحكي عن الغندرة.





زوجة ابن عمي



زوجة ابن عمي

امراة نحيفة طويلة،كانت ترتدي تنانير "المكسي" ملوّنة ،كثيرًا ما كنت الأسود والأزرق الداكن سيدا الألوان لديها،وكانت لها غرفة نوم واسعة جدًا،تفتح بابها على باحة الدّار تتوسطها شجرة لم أعد أذكر لأي فصيلة تنتمي،وعلى حواف"الحوش"دالية تتسلّق السور الإسمنتيّ،وأزهار كثيرة تلتفّ على أعناقها نباتات المدّادة.
في غرفة نومها كانت كوميدينا خشبية تشبه الأثاث العتيق بجوارير كبيرة،في الجارور العلوي كانت تضع أقراطها الكثيرة،الملوّنة والمزركشة والبرّاقة جدًا،منها الطويلة ومنها القصيرة بأحجام عديدة،ولعلّي كنتُ الطفلة الوحيدة المسموح لها بدخول غرفتهما في حضورهما وفي غيابهما،مما أتاح لي رؤية أشياء كثيرة غير الأقراط،ولكن،لم يستوقفني سواها.
زوجة ابن عمي كانت عراقيّة،شعرها سواد الليل وصوتها وحده مدّعاة للبكاء،لست أدري كيف نجا ابن عمي طيلة فترة زواجهما من الإصابة بالحزن الدائم،كنتُ أراها امرأة،وسيّدة،ولم أقس يومًا نسبة جمالها،لكنني سمعت كغيري من الأطفال"ما الذي يعجبه فيها وكان بإمكانه الزواج من امرأة جميلة.؟"


لماذا خطرت ببالي اليوم.؟
لستُ أدري،فأنا لم أتحدث عنها إلى أحد من قبل ولم أذكرها من قبل.
وبالطّبع ككلّ الأطفال كنتُ أغضب لسماع تلك الأحاديث السرّيّة عنها،ولم ترقني مقاييس الجمال لديهم،كان يكفيني منها ضحكتها كي أتأكد من أن الكون بخير.





يخبرني والحزن غائر

أن الحياة متاعب

يا رفيقي،

ليتكَ تسمو والأوطان مزابل

فأنجُ،وليتكَ تحيا

فالحياة وإن كانت مريرة

تستحق شرف النجاة

عزّة وعلاء

الثلاثاء، 9 ديسمبر 2014






لا أذكر متى اخترتك،ومتى قررتُ أن أنتظرك إلى الأبد،لكنني سأشكر من تسبب بتلك الحادثة من العام الماضي كي آتيكَ بمحض إرادة وفي نفسي أمنية واحدة"يا رب يطلع غير،يا رب يخذلني توقعي".وليس كالعادة،فاجأني الحدس بأن ذهلتُ بنبلك.

هل أخبرتك يومًا كم أحبك.؟ حسنًا،دعني أقول لك أولًا،في الحقيقة سوف أحاول أن أشرح لك بكلمات بسيطة معنى التنازل عن قطعة مني،عن أشياء حسبتني لن أتخلّى عنها يومًا،كالبحر مثلًا،كأرصفة الطريق الصديقة لأحذيتي،ومواعيد المقاهي،حتّى النادل الذي نشأت بيني وبين ركوته علاقة حميمية،تبًا،تذكرت أن بيني وبين منفضة السجائر في بيت أمي علاقة حميمة أيضًا. لتلك المنفضة قصة،فكلّ صباح أفتح عيني وأدير رأسي إلى يميني أتفقدها للتأكد ما إذا تركتها هنا قبل النوم أم أني نقلتها إلى الصالة،ثم أتوجه إلى مطبخ أمي أضع ركوة فوق عين الغاز،أغرق فيها ملعقة سكّر وثلاثة من البُن،وأتركها على نار هادئة بينما آخذ دشًا ساخنًا لمدة لا تزيد عن الخمسة عشرة دقيقة،لا أجفف شعري ولا أضع المساحيق،كل ما يهمني الآن أن أطفئ سجائري العشرة في المنفضة قبل الخروج إلى العمل وركوة قهوة مدلّلة بجانبها قطع شكولاتة،وتلك الأحاديث المقتضبة بيني وبينها،تحاول أمي من خلالها استجوابي تستذكي كمحقق أقنعوه باجتياز امتحان القبول إلى دائرة الشرطة.

المهم نسيت أن أخبرك كم أحبك ومنذ متى قررتُ أن أنتظرك إلى الأبد.

عامر بدران 'ظلّي..وحيداً' / بقلم: مرمر القاسم





-لا لم أقصد الدعوة بحد ذاتها،إنما الدعوة للسهرة.
-"بلاش هبل فهميني شو قصدك."
-يا خيي،عادة نوجه دعوة للقهوة أو للعشاء،ونخفي نيّة السهر إلى ساعة متأخرة،الأمر يعتمد على قدراتنا استبقاء من نريد قضاء الليلة معه.
-آها،"شكلك بتحبي المراوغة والتلاعب،"سوف أجد لك صفة تليق بكيدك الّلذيذ.
-وليكن،شريطة ألا تحرمني الصفة حق الاحتفاظ بصفاتي السابقة.
-سيرين،جاوبي بصراحة.
-تفضل.
-لماذا كلّما شممت عطرك،من هنا،قرب هذا العرق الناتئ عن عنقك،ازدادت شكوكي حول فصيلة دمك.؟
-فصيلة دمي.!!!غريب أنت،هيا أخبرني هل يمكنك معرفة أي فصيلة دم لدي وكيف وجدتها.؟
-لم أتعرف عليها حتّى الآن،ولكن لو اقتربتِ قليلًا همسًا ربّما مكّنتني من المعرفة.
-تبًا لك،كان يجب أن أعرف أنك ذكي بدهاء مشاكس يتعلّم دومًا من الدّرس الأول.
-ها،رح تسهري معي وإلا أقوم أوصلك.؟
-بشرط.
-أي شيء.
-أطلب لي واحد عرق وإكسره بريقك.

الأحد، 7 ديسمبر 2014

النوايا السيئة كالسم لا تكتشفها إلا بعد ابتلاع الطعم،وإن رحمك الرب تستشعرها،فللخبث رائحة لا تخطئها فروسية الأنوف.


إنك لن تشعر بالغربة في وطنك إلا إذا كانت بينك وبين المدن علاقة طارئة كعلاقة الزبون بالغانية،ولو أن كل واحد منا عاشر المدن بالمعروف كما يعاشر زوجاته لما لجأن إلی الخلع.

السبت، 6 ديسمبر 2014









انتظرته طويلًا،ربّما ساعة ناقصة دقيقة،ربّما أكثر،في المدن العربية مهما بلغ أهلها من التحضّر وبانت عليهم علامة الثقافة تظلّ بعض المعتقدات راسخة في عقولهم كما ألوانهم،أن تجلس امرأة بمفردها في مقهى يعني ذلك أنها متهمة ومسكينة خاب ظنّها وخان الوقت حبيبها،ومهما بلغت بثيابها من الحشمة تبقى ساقطة ما بين الكراسي وما بين مسافة باب المقهى.




لن أترك لهم فرصة للشماتة وسأظلّ أنتظره حتّى يأتي،لابد أن يجيء،ثم إن تأخره يمنحني فسحة لاحتساء قهوتي على مهل دون أن ترعبني نظراته الغيور وتفزع دخان سجائري،ودون أن يعاقبني على نظرات العابرين،تبًّا له،أحبه كما هو بكل عيوبه وقرفه وبمواعيده الخاطئة ببشاعة اعتذاره وعهر أسبابه ورغم ذلك لا يتوانى عن انتقاد كلّ تصرّفاتي من سجائري حتّى طريقة مشيتي.




هذا الحقير يتفنن تعذيبي،كم اشتهي أن يواعدني ويسبقني إلى حيث الموعد،لا بأس فمازال الوقت مبكرًا،ولم يتأخر اليوم،آخر مرة تأخر ساعة ونصف الساعة،حين يصل ،سأوبّخه ،سوف أهدده بقطع علاقتي به،لن أقبل دعوته مساء الأحد إن لم يتوقف عن التعامل معي بهذه الطريقة،سوف أضرب هذه العلاقة عرض السّخف.




تبًّا لي،جبانة لن أستطيع إلا أن أقبّله،وأن أدعوه ليبقى أكثر.

















كما يتراءى لكَ شاطئ جزيرة،بائعة الورد بسطت زهورها الفوّاحة الملوّنة على امتداد الأدراج الأولى،بائع القهوة والسجائر المهرّبة يقف على يمينها،وبائع الجرائد إلى يسارها،وخلفهم شرفة قلب انبثقت من السّماء مفتوحة على وجهك،مثل عازف كمنجا متجوّل يستميل فساتين الجميلات شهوة أمواج خاملة.
كذلك لقاء حبيبي.!






https://www.youtube.com/watch?v=hfxWcNdLwZM&index=12&list=UUJ6fMeJXjaUA2E6tZONh3Mw

هكذا!






كعجوز بالكاد تفتح عينيها في حفنة ضوء قرّصت خدّيها،

كزهر الجوّافها خضرة أوراقه الباهتة ضيّعت بياض الزّهر،

هكذا تشرق شمس كانون.!

كتنور أمي حين تنتهي من خبزِ آخر أرغفتها المتعوب عليها صباحًا وقبل الصلاة،

مثل عصفور شاء له القدر التغريد من خلف حريق ما بين السّواد والرّماد.

هكذا مثل عشبة بريّة شقّقت وريقاتها الرّقيقة تربة يابسة.!










لك الأوطان حالها كحال من اكتشف متأخرًا مزقًا في مؤخرة سرواله،
والسياسي خياط يقطّب سراويل المواطنين بخيط تقليدي،
أما النساء"بعضهن"حالهنّ كحال الطابون"يزبّلونه مرة كل عام،
أما بعض الرجال،فمثل الكلب في الوفاء وأوفى،لكنّهم ليسوا ملائكة.!




دونك هذا الليل يفتك بي
ويهتك ستر الأغنيات الصالحة
ينشر على طرف المشربية برد كانون
ويدلق من النوافذ عتمته


وإذا تأخرتَ أكثر
أرسل جنده الغاوِين يلعقون أطرافي
وأنا لستُ نبيّة وليس ذنبي إن جئتَ متأخرًا

الجمعة، 5 ديسمبر 2014

تلك الأوطان حالها كحال من اكتشف متأخرًا مزقًا في مؤخرة سرواله،
والسياسي خياط يقطّب سراويل المواطنين بخيط تقليدي،
أما النساء"بعضهن"حالهنّ كحال الطابون"يزبّلونه مرة كل عام،
أما بعض الرجال،فمثل الكلب في الوفاء وأوفى،لكنّهم ليسوا ملائكة.!

الاثنين، 1 ديسمبر 2014



كــروائية تدفعني بعض المواقف والأحداث لكتابة منشور قصير وربّما أتجاوز الإختصار إلى مقالة صغيرة،لكن الرواية تحتاج لأكثر من حادثة حقيقية وتُلزمني قراءة عشرة كتب على الأقل.




تريد أمي عجينة حناء،كيف أخبرها أن كفيي مملوءة بالقبل.؟
حاولت أقنعها بأن ترسم بها علی أكف الأطفال حديقة للعب،فيها المراجيح والسحاليل ودراجة هوائية،لكنها تصر كطفلة لا يعجبها من العيد سوی خبز المقابر.

مد إلي ذراعيك وأرتديني
يحتوينا المدی كالعصافير





يبدو لي والعلم عند ربي العلي العظيم أنه
بقي أمامنا كفلسطينيين أن نصلب كتابنا ونقطع أصابعهم وألسنتهم ونحرق المكتبات ودور العلم ونحول المدارس إلی مراقص والأندية الثقافية الأدبية نجعل منها مقرا للبغاء والرذيلة وليلا نستخدمها صالات للأفراح ثم
نسمي ذاك يوم،بيوم الذبح الأعظم. لأن تلكم الأشياء الوحيدة الفاصلة ما بيننا وبين التخلص من الإحتلال.
نبية.!




يا صديقتي،
ليس كل ما يؤلمنا نشتاقه،كما ليس كل ما نشتاق نحتاجه،بعض الذكريات يجب ذبحها،ليست قرابين للنسيان إنما كي لا تفضحنا فتقتلنا.
قيل "غلب بستيرة ولا غلب بفضيحة"
ترك الماضي والمضي ليس بالضرورة تخل عنه،فأحيانا تركه في الوراء يعني أن نستمر في الوفاء وإن كان دونه.




الله سبحانه لم ييفرض عقوبة على ما لم يقنن من قبل،كذلك لا يحق لأي حكومة أو تنظيم فرض عقوبة على ما لم يبيّن من قبل.
أولم يقل في كتابه "إلا ما قد سلف."