السبت، 28 يناير 2012

!!!



تلثمني بدفء الأرض فأستمر في الاعتقاد أن.... لا ليس هذا ما أردتُ قوله.

 لكني سوف أحاول إعادة صياغة جملتي ربما أتخلص من زفرة تقف رأس قلمي .

أخبرني أتذكر تلك المصادفة التي جمعتنا مع بعض فقرّبتنا ؟ رغم غيبوبة العقل حينها نسيتُ أن أسألك : من أنت؟

 رغمَ العوائق اقتربنا  وملأتَ فراغات النبض بنبض، تلك الفراغات ما بين النبضة و النبضة لا يملؤها إلا.. لا ليس هذا ما أردتُ قوله.

سوف أحاول مرة أخرى .

إنّي إذا ما وقعت في مخالب الشتاء برفقتك توجب عليّ أن أدعك ترحل لأستبين الأسباب ، فلا يمكن أن أسقط في براثِن البرد، إلا أنه ضرب الساعة مشيراً أن الوقت شارف على النفاذ فهيا نلج النهاية يا رفيق .

لا ليس هذا ما أردتُ قوله.

 سوف أحاول مرة أخيرة فكأن قلمي اليوم  ليس قلمي  .

عندما أصل إلى مرحلة أقول لك معها أريد منك طفلا فأعلم أنني سوف أدفعك إلى أقاصي الدنيا كي لا يكون لك وليَّ عهد ، فعهدي معك لن ينتهي و لا أريد لك وريثا ذكرا ، فالوراثة عندي ليست وراثة نسل إنما وراثة ملكية.

الراية السوداء إلى أن تحرر سوريا


الجمعة، 27 يناير 2012

دكّان الحنين !



هذا اليوم تناولتني ذاكرتي كما لو كنت وجبة شهيّة، فنضج في دمي الحنين إلى أرض الآباء . شيطان الوجع مراوغ  يراودني عن الأمل ،ساعدته الفتنة في علوِ الحنق فأثقلني و أوجعني. 

يتذكّر دمي ريح المسكِ و العود يفوح من أجساد الأمنيات المجاهدات و في مثل هذه المناسبة لا يمكنني أن أزعم أن الرفاق حبسوا أشجانهم كي لا يذرفوا دموع آلامهم، في زمن الانبطاح و قد صار المبتغى ضالاً يا صاحبي  لا ريب من الدم المنثور في أسواق الأنين . 

إن لم تألم كما يجب فإن للألم حق أن يقاضيك أمام القضاء ، و أعلم أن الألم دين عليك سداده ،فأنت و أنا و هي و هو  نقطة ارتكاز  و ما دوننا بيئة لإنتاج الأجيال القادمة للحزن يحفرون الصخر  يخرجون  أفكارا تتكاثر و لا يبحثون عن الصواب .


ننكبُّ على وحدتنا  الباردة  بلا جبين يمر  بأجسادنا   تحرّق الحنين أسراب برد من ثلج ،  مر المساء كدنا نشيّع السعادة الهاوية بنا وديانا من آهات خلف الغائبين وراء المستحيل . 


اصرخ  في فراغ راسك أن لنا بينهم غائبين و أن زمان الوئام مضى و تلاشت معه أحلام  الأنقياء ،ضحك الضعف على القوة  فأطرق البؤس رأسه و هدأ الجمع.

 كانت الحرب تدور ما بين الوريد و الوريد ،و بائع الحنين في سكونه الغريب مثيراً للريّبة، ما يلبثُ أن ينتفضَ فيفزع في صوته الجهور قائلاً: إن لم تغوص  في دروب التائهين فلا طائل من شراء الحنين .  فآلمني. 

ابتعتُ وطناً مشبوهاً  و معارضين ألهبتُ مشاعرهم و ما أتعبوا أنفسهم حتى غرقوا في الضوضاء و فوضوية الانقسام  مدّعين أنّا نحن مجمع التابعين  ننفي و نثبت في غابة يرونها أنيقة، يكفينا فيها شرف الإدانة .


اخرجي من لغة الذّوْد يا أناي و انضجي يا شقيّة في دمي، على الباغي يا أناي تدور الدوائر ، و في دكان الحنين مخزونٌ يكفينا دهورا .



شكراً لحزني الذي يمدني بصلة قرابة  ما بيني و ما بين البؤساء .


الأربعاء، 25 يناير 2012

في قهوة عالمفرق-فيروز

شهيٌّ هذا الصباح و المدفأة ،

قهوة شرقيّة و ذكرى تتمطى بالقرب مني مثل قطة للتو أفاقت على فرش أنوثة ،

رشفة قهوة ساخنة و زفراتّ لذيذة مع أول حرف على شفة رقشاء ، تُسمِعكَ طوارق النفس الأمّارة المتكهّنة همس أمنيات خلف المدى، فأرصف بها وتر يومي و أشدّهها لي لِتَطْمَئِنّ إليّ،

أعود إلى قهوتي ولا أرتوي فضبطتُ الميم و تابعت تعاقب الفناجين و تمطي الذكرى .

الاضداد

النور من شأنه أن يمنحك الضوء و طهارة النقاء ،و الظلام ليس كما العتمة فكل ما تناله منه هو التيه و الخطى الموحلة، ( و قد توحل في خطيئة دون ادراك ) ، و الحياة منحة أو لنقل نعمة الله على البشر تهبك فرصة الفرح و الألم و السعي الإرادي إلى تحقيق الهدف من وجودك قيدها ، و الموت شيء لن ندرك ما يعطيك إلا بعد أن نكون (أمواتاً ) لذا فهو الحقيقة المطلقة الثانية، الأمل ايمان لأن الأمل من بالله كما الايمان بالله ، بينما اليأس فقدان للايمان مما يجعل الله ( الحقيقة الأولى المطلقة ) ضعيفة جدا (أي الايمان بالله ضعيف) ،لذا فإن الأضداد لا يمكن أن تسقط و تنعكس لتشكل وجهان لعملة واحدة .

الاثنين، 23 يناير 2012

طال الانبطاح العربي


بنظرة قاصرة جدا نستطيع أن نستوعب أن العرب متخاذلين في الشأن السوري ،
طال الانبطاح العربي و غدت دامية مدننا ، اللهم يا رب العالمين اجعلها خاوية عروشهم ، اللهم لا تبقي منهم أحدا ،اللهم يا رب المستضعفين و رب العرش العظيم اجعل طعامهم حميما غساقا ، اللهم آآمين .

)  
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآبًا (22) لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا (24) إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26(
من سورة ( النبأ(

قراءة في لوحة للفنان خليل غيث

اللوحة للفنان الفلسطيني خليل غيث 




أدرك أنّنا ورثنا أفكار جيل  تفوّق  في عهده لا تتناسب مع  أبناء هذا الجيل و غير صالحة لبناء أجيال قادمة .
مطلوب منا عدم التمسك بذلك الإرث  الفكري  و الاجتماعي بينما علينا التشبث بإرثنا الأدبي .
لا تقفنّ مستسلما إلى ما توصلوا إليه ، و كن على دراية  من أنه صار لزاما عليك الاستمرار بمشية واثقة  الخطى ملء يقينك.
كونوا يا أبناء اليوم منارة عِلْم تضيء  الطريق  لمن يجيء من  بعدكم ، ولا تكونوا كمن طمس الله على أعينهم  فأضلوا السبيل.
  لملم الأوراق المبعثرة على طاولة البيت الأسود ،  ما هي إلا  ولايات متحدة  في كعبة العار ، و  على اعتبار أن الشعب العربي  ما زال يتنفس شيئاً من  حرية ، اسمع قولنا هذا و أمضي ، أرسم مستقبلا  عربيا حضاريا إسلاميا يكون امتداد للأندلس  .
هذا ما  قاله  أبن المخيم حين أخفى ابتسامته ترفقا بما قد يصيب القهر.

الأحد، 22 يناير 2012

-!


من قال لك أني نسيت، من قال أني أشرع الأبواب للعابرين بجانب أسوار مدينتي،من قال أني لغيرك نظرتُ نظرتي الثانية و اقترفتُ خطيئة النظر.؟
لا ما فعلتُ لا ولا  قالتُ ، هم يصرّون أن نستمرّ على عهد عزف القبيلة ، لا ترتل وراء أسراب الغربان،لا تصدق إن قيل أنّي إلى أحلامي أويتُ دونكَ ، و نفسي ذدتُ بها عن جميع الرِّجال فلا تبالِ إن قيل لك أني عنكَ اعتكفتُ و لا تصدق فأنت ألذّ خطيئة في كتابيَ .
يا وافر الطيب أتمنّى لو تخرج من لغة القبيلة إليّ و أن أغدف عليّ دفئك فلن تكتمل الأنوثة إلا بك .

فيروز حبيبي قال انطريني.wmv

الخميس، 19 يناير 2012

من قصيدة حديقة الغروب للشاعر لغازي القصيبي





من قصيدة حديقة الغروب للشاعر لغازي القصيبي




أيا رفيقةَ دربي!.. لو لديّ سوى ... عمري.. لقلتُ: فدى عينيكِ أعماري
أحببتني.. وشبابي في فتوّتهِ ... وما تغيّرتِ.. والأوجاعُ سُمّاري
منحتني من كنوز الحُبّ.. أَنفَسها ... وكنتُ لولا نداكِ الجائعَ العاري
ماذا أقولُ؟ وددتُ البحرَ قافيتي ... والغيم محبرتي.. والأفقَ أشعاري
إنْ ساءلوكِ فقولي: كان يعشقني ... بكلِّ ما فيهِ من عُنفٍ.. وإصرار
وكان يأوي إلى قلبي.. ويسكنه ... وكان يحمل في أضلاعهِ داري
وإنْ مضيتُ.. فقولي: لم يكنْ بَطَلاً ... لكنه لم يقبّل جبهةَ العارِ 




ذكرتني ب مارسيل خليفة  و  آخر الليل .




ttp://www.youtube.com/watch?v=9eQjER3Yu_M&feature=related

الاثنين، 16 يناير 2012

باسم الإنسانية



باسم الإنسانية

القسوة شيء و الشناعة شيء آخر  ، لكن إذا ما التقيا معا لحظة غياب الإنسانية وغفوة ضمير فإنها للحظة غير قابلة للتصنيف ولا للتقدير فنقسو علينا فوق القسوة قسوة .


حينما يسألونني عنه ( حسن )  إذا ما كان شهيدا أم له صفة أخرى أجدني للحظة عاجزة عن إعطاء إجابة كافية شافية ، لكني أدرك أن مثله لم أقابل بعد على مر ما مر من حياتي ، علمني معنى الصمود ، علمني كيف أحشو بندقيته ذاتها التي قتلته  و كيف أسدد الرصاص ذاته الذي اخترق صدره ، علمني و من جملة ما علمني كيف أحب أبناء أمتي رغم ما قد يصيبني منهم  من أذى ، كان يقول : إن شئتِ خيانة أحد فافعلي إلا أبناء البلد إياك.

كان يقولها مدافعاً مقاتلاً في حماس شديد يبعث على إحباط أية فكرة  للانتقام ، كان يحمل إرثا قبائليا و يمنحك فرصة لحفظ إرثك الحضاري الإنساني .


منذ صباح هذا اليوم و صوت الرصاص يداهمني و ذكريات الماضي كلها جاءت تترا ، يستحق وقفات منفردة، ففي ذاك التعيس قمم و معضلات لا يفقه كنهها كل من رأى .


تذكرتُ أني رفعت سماعة الهاتف و طلبت رقمه ألف مرة و يزيد و في كل مرة كنت على قناعة تامة  من أنه لسوف يرفع سماعة الهاتف و يرد عليّ قائلا : ( هلو ) حبيبتي .... و في كل مرة خذلتني قناعتي .


أكثر ما أخشاه من بعد خشية الله الفقد .. تصور أن نصحو في الغد فاقدين أية وسيلة اتصال .. تصور ألا تسمع صوتي و ألا تراني .. و إن سُأِلت عني يقال : تحت الثرى ...! إنه الفقد لا محال .


أُمني النفس أن مازلتُ محتفظةً بتسجيل صوتي له ، كان قد أرسله إليّ ذات حكم قضاه في السجون .
( بعبارة أخرى أضحك عليّ).


جسد بارد  و ثلاثة رصاصات في الصدر ،  دم تخثر بعد أن ملأ الفم ، رفقا بعجزي أيتها الذكريات.


جيلنا كان يصارع لنيل حريته على الأرض و تمسّكنا بالأدب كان سلاحا من أجل نيل الغاية ، لكن جيلكم اليوم يعيش الماضي و يتمنى .

كيف اختلف الوضع إلى النقيض ؟ لن يستقيم الخط إلا إن استقمنا .

مازلت أذكر شكلها تقطع الشارع ذهابا و إيابا في انتظاري و قد جرّح الدمع أخاديد الحنونة   ،  حين أقبلتُ عليها بكت كما لم تبكي من قبل ، فسألتها و في النفس غصة كأن روحه جاءت و خبّرتني ، ما بك من الذي أغضبك ..؟


يجثو الحزن عند رأسي يهمس إلى الوسائد : هذه شقيّة بأمر الإنسانية فلا نوم ولا راحة . 

         
 يراد مني التنصّل من ذكرياتي دون وجهِ حقّ ، و أريد أن أغربل موروثي  و أرغب في إبقاء ما أحتاجه  و أبقى حبيسة ما علمني باسم الإنسانية .




رتبوا الحكاية كما شئتم فليس بمقدوري أن أفعل وحدي ،


ما انتهيتُ بعد ،و ما قلتُ إلا قليلا من القليل  ، و بصراحة أكثر حاولت التخفيف و تجميل الحقيقة قدر المستطاع ترفقا بأرواحكم و وطن ترونه أجمل الأوطان .....و في جعبتي حكايات كثيرة و  للتو بدأت ...


الاثنين، 9 يناير 2012

مقتل !


أنفقتُ كلّ مدّخراتي و ما أستطيع إليه سبيلا في سبيلك .

أما الآن رُفِعَ عنكَ حمقي.

( أُحِبُكْ)  صرتُ أكره سماعها لو تعلم،

 فوضوية  تخرجك من  ثقوب  الذاكرة من وحلها  إلى وحل الآهات،في لحظة بدأ  الألم يؤتي  ثماره،
أكرهها لأن أحداً لا يملكُ أن يُحِبكَ كما يجبُ أن تُحب!




شخصيا قررتُ قبل عام ابتلاع التاريخ المغبّر ،و الآن قررتُ أن أفرغ رأسي من كافة الشوائب العالقة به ،  اتخذت العديد من القرارات بعضها خرج إلى نطاق التنفيذ و بقي بحوزتي البعض الآخر  و حفنة أفكار أقلّبها ذات اليمين و  ذات الشمال ، أنت واحدة من بين تلك الأفكار العالقة إلا أنني قررتُ اليوم و عزمتُ على تنفيذ الآتي:

أولاً : سيتوقف العقل عن التفكير بأي شيء له علاقة بك.

ثانياً : لسوف أبيد أبجدية وجودك .

ثالثاً : أُلزم نفسي باستخدام عضلات النسيان حتى أمارس عليّ  محو الذاكرة  للحصول على ( ذاكرة أميّة ).

رابعاً : سأقتلك بكلمة و فِعل ( شكراً ) و ( صمت  ) .

خامساً : الفرق بين اللقاءات الأوروبية  و العربية في الحب , أن النطق  بمفردة ( أُحِبُكْ )  تعني لدى الأوروبيين بداية مسيرة الحياة مع  الطرف الآخر , بينما تعني للعرب بداية الجولة الانتهازية


و صاحت قدماي ألماً و  الآن و قد أفرغت كل ما لدي و انتهيت منك  و بدأت هذه الفكرة تؤتي ثمارها ، راجعت ذاكرة الأمس فلم أرَ سوى  كذب يتبعه عنقود كذب و يليه عنقود آخر ، 




لم أعد أتذكر شيئاً مما كتبت.

الأحد، 8 يناير 2012

تمت اجازة كتاب أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة !


تمت اجازة الكتاب .

الشاعر فريد مسالمة مسالمة

عندما  تتوه البوصلة بنا يبقى بصيص أمل وشعاع نور ~ويبقى لنا الإصرار أننا نحمل رسالة للناس والتاريخ. و لمّا كانت الرقابة تستعجل قتل الجنين كتاب أوراق مهربة للكاتبة الفلسطينية الأصدق. كان لابد و لزاماً على القدر أن تتم فهرسته و ترقيمه رغم أنف التخلف و بيروقراطية النظام الرقابي،  و لوائحه العفنة التي تمارس قسراً وتعسفاً بلا مبرر!!
هنيئاً لنا مرمر القاسم هنيئاً لفلسطين بزوغ فجرٍ للحرية و القلم، و مبارك عليك الترقيم واعتماده للنشر في العالم وترجمته دون قيود.


صدر عن دار فضاءات للطباعة و النشر بإدارة الأستاذ جهاد أبو حشيش .الغلاف لوحة و تصميم الأستاذ الفنان نياز المشني ،
أتمنى أن ترقى إلى أذواقكم

الجمعة، 6 يناير 2012

مقتل !


عندما تضيق كتف الشوق عن حمل الأنين لا تنتظروا أن يحمل الانتظار أكتاف الحنين !
لم يستوقفني عطرك الأنيق إنما قراءات في عينيك من خلفها المعاني الواثقات ، حينما استولى عليّ صمت غريب ، شتت السمع و بقي الوحيد دونك يبدو كئيب .
امتثل لي لنفسك فإني أخشى عليك أن تبتذل أكثر في العشق فتترك عاريا من كل إحساس.

اصرخ حتى نصبح مدركين .

أفرطتُ بشراء أمتعة المنفى من عالم مكتظ ببهارات الوجع.
أردتُ أن أكتب لكَ قولا يقرع طبلة أذن الصخر ، لكنه المطر الذي يحيل الصراخ إلى همس ، فصرت أعتقد بوجود جدوى من ادّخار القول إلى أجل آخر ، و ربما رجل آخر .
ألا أجد لديكَ عمراً للبيع تقضي الأحبار فيه نحبها حزناً إن يجهش بالبكاء الورق حين لا يجد إلا كلمة عزاء عارية من الرّحمة .؟
كان لابدّ لي أن أثق بالمطر الذي بلغ مني مبلغاً يحفزني على عدم إدمان حضورك و أن أودع أحلاما غادرن إلى الآخرة .


أشياء لا تشترى نأت بي عنك و حرّضت العقل ضد أناي ، استثارت الأماكن الحالمة ، تطايرت أوراق الخريف و تساقطت أحلام حتى داستها أقدام باردة .
قشرتُ جلدها لأظهر خلف ما تبطنه ... من أين لي بمعطف يقيني شرّ عاصفة غبار .؟

لتفرغ رأسك من كافة الشوائب التي لحقت به و أن تألم لابد من استعادة ظاهرة دود الذاكرة وتنشيطه كي يصبح الجرح أكثر إيلاما و توقداً ، و مع كل آهة تسقط ورقة توت حتى تبقي الأشياء عارية تماما من كل ذكرى هكذا بالضبط كما تُحِب .

الخميس، 5 يناير 2012

مدخل كتاب / أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة للشاعر الأديب فريد مسالمة.


 مدخل 

فريد مسالمة 



جملة من العناصر المتضافرة و المتآلفة أكسبت هذه النصوص كافة، جنسا أدبيا ينظم مكوناته من زوايا متعددة كاملة و متباينة خلقت حالة من التشويق و الإيقاع و الجذب ، منحها قيمة فنية موضوعية اتسمت بمنهجية أدبية متأنية بانورامية سردية ، غابت عنها لمصطلحات و المفردات الشكلانية مما عمق التميز بالمضامين و الأدوات للمسائل الفنية و الموضوعية من حيث اللغة الذاتية المتدرجة ضمن نسق إبداعي واع متمكن ، مكنت للنصوص بنية دلالية سردية لم تخلُ من مجملها من بصمة روح أدبية عميقة عمقت الفهم و النسيج المترابط بين عناصر متعددة تنظيرية و تحليلية دفعت بدورها في تحريك الإيقاع و الرؤية لإبراز جماليات و روح اللغة الأدبية و القيمة ، سيما أنها تمازجت و تماهت في وحدة العمل و المزامنة للحكاية و الانزياح و الاستغراق و الاسترجاع و الاستباق ، كشفت جوانب متعددة و متنوعة للكاتب للحياة و الإنسان و الأمكنة بعثت في النفس صوراً متحركة ناطقة و معبرة ضمن معادلات تبادلية مع دمج و تآلف موضوعيين ، ما بين قلم الكاتبة و فكرها و ما بين التناقض و الدمج و التناص بين مدارس متعددة نسجتها مرمر القاسم ككتلة واحدة ضمن إطار تشكلت من خلاله حزمة من الأوراق المركبة مع حقيقة الإنسان و الزمان و المكان و الطبيعة .




فريد مسالمة

تقديم/ كتاب أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة


تقديم
                                                    د. عبد الحق

مذ عرفت الأديبة مرمر على صفحات المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية أدركت أني أمام كاتبة لها خصوصيتها في التعامل مع الحدث واللغة، وأن على المتلقي أن يتأنى في قراءة نصوصها، فأحيانا تنحرف باللغة عن المألوف أو لغة الكتاب المكررة
ومرمر كاتبة متمردة على الموقف والحدث واللغة والأساليب، فهي لا تجامل على حساب مبدئية الموقف ، ولا تتحرج في استعمال المفردات اللغوية أو إصابة معنى ما ، ولا تقلد أسلوبا بعينه، فهي نسيج مدارس متعددة أفرزت منها شخصية متفردة تراها تشبه الجميع ولا يشبهها الجميع ، وطالما وقفت عند هذه المعضلة قبل أن أكتشف أن لمرمر قصدا آخر لم يظهر في المستوى الأول من قراءتي لنصها. وهو ما يشد كل قارئ لديه ظمأ للقراءة الواعية القائمة على تفكيك البنى الأساس للنص للوصول إلى تفسيره وتحليله واستنباط مكنوناته الخفية وإزالة جميع الأقنعة عنه.
إن قراءة هذا الكتاب وضعتني أمام الحياة بكل ما فيها من فرح وحزن وتمرد وثورة وفكر وأدب ، ولكل لون ميزاته وبريقه وفق موضوعه ووفق أفكاره الرئيسة ، وهو ما منحني متعة القراءة ومتعة السياحة في ربوعه ومعايشة أحداثه بكل ما فيّ من مشاعر وأحاسيس تتعشق هذا اللون من الكتابة الراقية.
 كنت أعلم أن المعهد سيضيق بمرمر كما ضاق بي وبكثير من الكتاب ممن يدركون معنى الكلمة ومسؤوليتها الحيوية ، وحقا ما خاب ظني فقد تعرضت مرمر لهجمة ظالمة ممن لا يفرقون بين الكتابة على الجدران في الشوارع الساقطة وبين من يجتهدون في تحرير الأمة بقوة الكلمة وعظمتها ، فما كان منها إلا أن غادرت المعهد ونفسها تعاف ما رأته وما تكشف لها مما لا يليق بالمرأة العربية ورسالته التربوية في الحياة.
لن يكون هذا الكتاب سوى مقدمة لإبداعات آتية ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها ويوفقها في مسيرتها الأدبية

الأربعاء، 4 يناير 2012

إلى حبقي



ازداد شأن الشوق خطراً ، من حيث أنه الوحيد ، و إن عهداً جديداً قد بدأ ، مما أدى إلى اتخاذ قرارات أقسى ، و استقر قرار قبائل الحمق على ولايته ، رغم أن الرّقابة عزّزت و ظلت نفوسهم تفيض حقداً .
جرح ما اندمل ، و طبقاً شهياً من البرد لا يعوض لندرته ، و كل شيء يتحول عن مساره حتى المصداقية ، إلا فيما يختص بطريق الأغلال .
في منتصف الليل و منتصف الرحلة كان الوجع يمارس خسوفه في كبدي ، ينجلي الوجع للصلاة و يرحل قبل أن يكمل ما بدأ .
أنطلق من فوري لبائع الصمت ، أشتري ما يكفيني مسافة ألف غصّة ، و حفنة صراخ تكفي لاختراق القهر .
تتكرر المأساة و نحن يا رفيق ما زلنا نردد و ننتحب على أشلاء النعوش .