الخميس، 26 مارس 2015

لم يعد



لم يعد..




تطلُّ هذه المساءات على الخيبات الّتي أجلنا بسببها المواعيد ولأسباب أخرى منها المطر،تلك أيضًا كذبات ليست صغيرة،فما كان المطر يومًا عائقًا للقاء حميميّ ولا كان مطفئًا لنار لهفتنا الذّبيحة.

فأيّنا عاف حبيبه وأيّنا اختصر الحب لبضعة أيام ربّما شهور.؟




كان والدي يجبرني على قراءة التعاويذ الصّباحيّة وذكر أسماء كثيرة للرّب لم أك أعرف جوهرها، وكذلك أمي مساءً كانت تفعل،وأنتَ وأنا لم نلتقِ يومًا للذّكر،لكننا تسببنا بإرهاق لنا وكنا مصدر تندر للحيّ حين كنا نضحك من جارنا الذي تشتمه زوجته على الملأ، وممن يخطئ منا بترديد أحد أسماء أولاده أو ذكر الكنية الخاصة به كــ"أبو القعقاع" وأذكر كم كانت تعجبني أم عديّ الّتي تبدأ المساء بالغناء "عندما يسقط القمر كالمرايا المحطمة يكبر الظل بيننا "وهكذا مع كل ذكرى وأنت حبيبي كي تكبر الأسطورة.

الثلاثاء، 17 مارس 2015

سأنتظرك

سأنتظرك وأنا على وشك اليقين،وكتفّاحة أينعت ومازالت صغيرة على الحلاوة،كمن تجبل  الحنّاء ثم تطرحها في كفّها كأن لم يدبغها،
سأنتظرك كما كانت جدّتي تنتظر خمرة العجين كما لو كان نبيذًا شاءت تعتيقه،
سأنتظرك كما لم ينتظرني غير أمي ووجه أبي الحزين.

قهوة



الصور التي تطاردنا حتی الممات ليست لاولئك الذين وارينا تحت التراب،إنما لهؤلاء الذين دفنا في الذاكرة.


قهوة
دون الخوض في نظريات أمي وموروثات جدّتي المفعّلة في السياط"فعليًا" ودون أن أجري إلا مرة واحدة في الوطن، فإن الشارع المقابل لبيتنا تعوّد على إلقاء الخيبات في مكبّات النفاية حتى صار "حارتنا ضيقة وبنعرف بعض" هي مصدر الراحة النفسيّة إلى جانب أمور كثيرة أهمها النكات وهي الحاكم الفعليّ في نفوس البشر البؤساء منهم، كما قال أبو الصعاليك الأشرار وجدّي كبير الحمقى:
"إنتي بغية واحد يكون دمو بارد"

الاثنين، 16 مارس 2015

عبث



رسم القهوة علی شفة الفنجان كوجه جدتي وهي عائدة من الحقول تحمل سلة قشية فوق. رأسها وقد ملأتها بالبرتقال والليمون،كانت جدتي تدفن الليمون الأخضر في بطن الأرض وتتركه هناك حتی يصفر ويستوي،وكذلك تفعل أمي،لو بالإمكان دفن الأحلام الطفولية كالليمون حتی تبلغ ويستوي شوقنا.!

عبثًا حاولتُ  ضبط الموجة على صوتها كي يخرج دون كدَر،ليزداد الجو سوءًا مع ارتفاع ضجيج الشارع الصباحيّ أمام الحاجز وذبذبات اللاسلكيّ مثل طنين ذبابة قرّرت جزّ هدوء الإشراقة عنوةً، "بكرا  إنتَ وجاي رح زيّن الــ طن طن طن طن ري طن طن ح"حتّى الشّمس أبدت امتعاضها.
عند الحاجز جميعنا بلا أسماء، نتشابه في الصمت وأحيانًا يعدل الجنديّ بيننا زمن الإنتظار،بائع الكعك في مكانه المعتاد،كلّ شيء كما كان صباح الأمس إلا بائع القهوة ،لا أدري لمَ يبدّل مكانه مع أني أومأت له أنني سأعود كي أعبر الحاجز مرة اخرى غدًا،وظننتني أشرت عليه أن ينتظرني غدًا وفي نفس المكان.
جاء دوري،لم أعثر على بائع القهوة وفاتني شراء كعكة لاستراحة الظهيرة ومازلتُ أحاول ضبط الموجة

الجمعة، 13 مارس 2015



_القبل ممحاة للشفاه الحزينة.
_الأسرار الرنانة مثل طوارق الليل لن تمنحك هنأة النوم.
-الصناديق العتيقة مثل الأمهات والجدات تحفظن رائحة الذكری شهية ساخنة كالآن.
-أقلام الرصاص مثل أقلام أحمر الشفاه لا تمح إلا لتترك أثرها علی شفاه الممحاة.
-السينما حلم المراهقات وذريعة فاشلة للحصول علی قبلة ساخنة.
-القهوة علی الريق وعند المساء كأولی القبل وآخر الأحضان.
-الفراش الخالي كالكفن،والمهجور منه قبر.
-المكتبات المنمقات فائقات الترتيب رؤوس تملؤها الفوضی.
الرأس الأشعث بداخله مكتبة باهظة الأناقة.
-التمائم أمنياتنا الصغيرات حين يصبح تحققهن مستحيلا نصنع منهن مثلثات قماشية نملؤهن ملحا ونعلقهن فوق فتحة الباب.










لن تقتلوا فينا ما لا يموت.!
ذاك هو الأمل.


الخميس، 12 مارس 2015



هنالك لحظات خاطفة في الحياة لا يمكن تسجيلها.
هنالك لحن لن يكتب ولا يمكن تسجيله.




دائمًا كنتُ أعتقد بأن المرأة والعالم السفلي"العصابات"والمخابرات إخوة.




القبل الأقل احتمالا هي الألذ من تلك التي أكثر احتمالا.

السبت، 7 مارس 2015

لمن



لمن بتجن الدني بتهيل عراسنا سناسيل

متل لمن بتكون الدني برد
بنحس حالنا متل الطير طاير بلايا وعد
مرة بيحط فوق شجرة
ومرة بتصير الشجرة خيبة كبيرة
كبر الصوت
و لمن الأرض بتصرخ
بيجن الحب وبيجي البرد
وبيصير الشوق تلال
والزعتر حنا بكفوف لجبال.


هيك بنضل نسهر
ونغني للي راحو عشية
وللي جايين صبحية
وبضل الدني متل العمر
متل الزهر
مرة بنزرعه ف قواوير فخارية
ومرة متل الخنفسة بنعلقها برقاب الطفل.

الأحد، 1 مارس 2015

فلسفة المقاومة

فلسفة المقاومة


فلسفة المقاومة





في انعدام الأسباب المعتادة المعروفة للمقاومة يتوجب علينا خلق أسباب للمقاومة ثم اتخاذها ذريعة للعمل على نحو يحقق للفرد ما يبتغيه من «المقاومة»في مجتمع محتل منذ بدء الخليقة،ولم يكن له يد في ذلك لأنه لم يجد حوله إلا أساتذة في الخنوع ،يذهبون في المقاومة إلى مذهب المساومة مما جعل ظروفه تتطور حتى اتخِذ عنه صورة شكّلته في الواجهة تشكيلًا حاسمًا على هيئة متطبع.التركيز على أسباب المقاومة من شأنه أن ينتزع عنه ثوب التقليد والتأثر بفكر «التعايش»ليعمل على صياغة أفكاره النضالية الخاصة والنظر لذاته الإنسانية المحتلة.مما يدعونا إلى وجوب العمل التطبيقي بين المؤسسات والفرد ومراعاة الفروق الفكرية والفردية بين المؤسسة والفرد مع التركيز على التعاون على المقاومة بدلًا من التنافس على غير ذلك من المبادئ الّتي كانت تطبق على هذا الشعب ويجب النظر إلى المجتمعات على أنها مدرسة تجريبية لا نظرية،إنسانية دينية لا دينية طائفية،فأكثر عناصر المجتمع إضرارًا به هو تعدد المعتقدات الطائفية وهي تشكل نقطة ضعف لضرب أية محاولة للنهوض بالمجتمعات.وهذا ما عجز عن فعله المحتل بالشعب الفلسطيني فلجأ إلى تعدد الفصائل وضرب بها الشعب الفلسطيني فأحدث فيها التفرقة المطلوبة لتمزيق لحمة الشعب وإبطال ثم محو كل هدف مشترك قد تقوم عليه اللحمة الوطنية.وعلى اعتبار أن المقاومة المشروعة هي مقاومة شريفة يتوجب علينا أن نعيد إحياءها بكافة السبل المتاحة أمامنا.برأيي أن الحل الجذري للمعضلة يجب أن يكون في الثورة وتدعيم الثورة بسرعة المواءمة بين أفراد المجتمع وبيئتهم، وبين أهدافهم المشتركة والمحافظة عليها، إلى جانب اتحاد دول الحدود مع الثورة عكس ما هو قائم اليوم»اتحاد دول الحدود مع نظام المحتل». لجعل الهدف مبدأ من مبادئ ثورة المقاومة لضمان النصر.






ألا يكفينا أننا نعيش في وطن لا نملك فيه حق الاحتجاج على تقرير المناهج التعليمية، ألا يكفينا أننا لا نملك رخصة بناء فوق أرض ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ،ألا يكفينا أننا لا نملك حق اختيار دراسة المهنة وحق العمل وحق العيش وحق الأمن وحق الكرامة...؟





واجب المقاومة المؤسساتية ليس أن ترينا كيف نقاوم الاحتلال بل هو أن ترينا كيف نستطيع أن نقاومه ونتحكم في مستقبل شعوبنا،نتقدم في الظفر بالتغيرات الاجتماعية والثورية الّتي تأخذ بيد الفرد وتضمن رقيه بجدية مثمرة لا مجرد تبديل،وإن صدرت هذه النظم دون إرادة الشعب بمحض حرية سيكون الأمر مجرد تبديل لا يؤدي الغرض المقصود. يكفي أننا دون هوية كي نقاوم.