الجمعة، 11 يونيو 2010

مأتم..!!

هنا سأقيم المأتم عليَّ , بين الطرقات , بين كل ممرات الصباح ,

أنهكتني الحياة بالبطش و القوانين , أنهكني طول الصمت,

في حضرة من أهوى ... عبثت بي الأشواق,

حدقتُ بلا وجه... ورقصت بلا ساق

وزحمت براياتي ... وطبولي الآفاق

عشقي يفني عشقي ... وفنائي استغراق

مملوكك لكني ... سلطان العشاق

حين أصنع أمراً لا أنتظر شكراً و لا إطراء, كل ما قد أتوقعه هو أن لا يتنكروا لنا فقط,

عدت لأكمل عبق الأيام برائحة العودة التي باتت مستحيلة ,عدتُ دون مراسم حفل أو أكاليل,

خلعتُ جلباب الأسى , و تركت كل الثياب و العطور الفاخرة عند باب " الإنسانية"

و فتحت كل الشبابيك على الليل ,على رمادِ الذكرى , رغم كل تلك الإحتقانات التي سببتها لي سابقاً,

كنتُ أخاف أن تنهرني ريح الذكرى و تنثر بوجهي رمادها لتقهرني من جديد بلغتها الدامية,

ايها القلب امنحني ذاكرة بيضاء , أكتب فيها حكايا عن الإنسان , الإنسان .

ايها القلب لا تقضم بنيرانك و بنبراتك الخشنة ملامحي , ابتعد عني لحظات كي أراك بوضوح,

لحظة توقف لا تبتعد , تذكرت بأن الرؤية ضبابية منذ البدأ ,

فلايكفي أن تطرق باب الإنسانية لتحس بمجيئها نحوك , عليك أن تخطو تجاهها و التوقف عن الاختباء خلف الزمن,

يقولون أن من قوانين الطبيعة بأن الشئ الثابت يظل ثابتاً إلا إذا دفعه للحركة مؤثر ما ، فإذا بدأ بشئ من الحركة ، فلا بد أن يظل في حركة إلى أن يوقفه مؤثر آخر ,,

فالحب الحقيقي أو المحبة الحقيقية هي مرآة تعكس واقع الفعل على الفاعل ,و أخرى تعكس الواقع المعاش ذاته, ترصد ايجابياته , الأدبية و الإجتماعية ,و السلوكية و النفسية ,

و لأن الوعي بشكله و حجمه الحقيقيين المطلوبين انعدم أو يكاد , لدى بعض الأشخاص ,لذا تعيش الأنت , الأنا في حالة ما بين فكيّ القمع و التهميش , كأننا خرقة بالية تتقاذفها الريح,,,, ياه لم أتوقع ...ربما لهذا كانت الضربة قاسية جداً,

فحين لا تتوقع الضربة تؤلمك أكثر,

بين دهاليز الحرف فتشتُ عن كلماتٍ تليق بالحدث فوجدت , أن اللقاءات الأولى تنطبع في الذاكرة بطريقة خاصة ,و أشياء عديدة تترتب عليها , فمهما حدث من تطورات و تغيرات , شيئاً خاصاً يبقى ممتداً هناك إلى ما قبل قبل الحدث, إلى ما قبل الذكرى , إلى ما قبل قبل الزمن,

من فضلك ,,

حدثني عن الخيل , عن الجبال , عن الليل , عن مدينة تخلو من كل شيء إلا من الرجال الرجال,

حدثني عن النهر الأبدي , عن لؤلؤ المساء , حدثني عن قمر يعلو قبة السماء , عن رحلة عبر الماضي لأنه كان الأجمل و سيظل أجمل ’ يقولون عنه : "الزمن الجميل " صدقوا و حق الحق ,صدقوا,

على الإنسان أن يستنتج من الدوران السريع في عيونهم بأن أمراً ما يخفونه خلف ابتسامة قصيرة , سريعاً ما كانت تتحول إلى اقتضاب و تفكيرٍ عميق ......و لفرط ما تكررت أصبحت عادة تشبه العبادة,

قال أحدهم : " هؤلاء الشرقيون لا يكفون لحظة واحدة عن التمثيل و التقليد,و إنهم يفعلون ذلك بثقة تصل بعض الأحيان درجة الإزعاج , و إنهم كالقطيع دائما يركضون خلف الدابة الكبيرة" لا أذكر القائل ,.أعزكم الله,

لو أستطيع النفاذ إلى عقولهم و أكتشف أية أفكار يحملون و ماذا يدور في تلك العقول, لتبددت أمامي كل الإحتملات ,

عندها فقط كنتُ أترك كل أفكاري تحترق في عالم الفراغ الكبير ,

لحنٌ حزين , يأتي من بعيد يخفف من وطأت الألم ,لكنه يعتقلك و يحكم قبضته فوق الزمن,

وضعوك في معتقل الفِكر , جلدوا الحروف اعتصروها لإخراج ما لم يكن فيها يوماً ,

ابحث لكَ عن ركنٍ بعيد و اتكأ على لحظة تأمل , كي لا تغرق في فراغ الوجع

و في النهاية امنحني مساحة للبكاء عليَّ وحدي...........

هناك تعليقان (2):

  1. حين أصنع أمراً لا أنتظر شكراً و لا إطراء, كل ما قد أتوقعه هو أن لا يتنكروا لنا فقط

    -----
    من _ مآثر _ الكثير من اهل هذا الزمان هو انهم ينسون

    الشخص السابق بعد الالتقاء بالثاني و ينسون اللحظة

    الاولى بعد مرورها بلحظة اخرى

    يتبدّلون و يتلونون و كل شيء ينسون !

    صحيح ان المأتم اقيم على فقد الكثير من

    شكرا ايتها المرأة / من المرمر /


    منجي

    ردحذف
  2. شكرا كبيرة للغالي منجي

    ردحذف