الاثنين، 28 يونيو 2010

مكابدة ..!!

أجلد نفسي و أحاول أن أُخرج الآخرين من جو التعاسة و الكآبة , لأجدني غارقة فيها وحدي, أبحث عن قصة حب أبدية , عن قصيدة ,عن أغنية لا املُّ سماعها تغنيني , تغني لي لرفيقي , قال لي أحد الرفاق : أكتبي اكتبي عن عجوز مثلي يبحث عن واحدة قريبته بحيفا ظل يحبها وتحبه من رسائل تهرب عبر الحدود .. اكتبي عن شباب يفقدون الاتصال بحبيبة ليكتشف أنها متزوجة .. عن العجز الجنسي عن الخيانة الزوجية عن الشبق بتاعي ..هناك حب لأننا معقدين... سأكتب عن حلم يلازمني ليل نهار, أستيقظ على صوت بكائه الذي لا ينقطع, رغم ذلك لم يجد للشكوى مدخلا , و ظل يبكي, فتتُ الحكايات إلى تفاصيل دقيقة , و انتقل من حكايا الأطفال إلى أخرى تفتتح قصص الليالي الطويلة, لا يدركها الصباح و لا أكف عن الحديث عنها , ليس هناك حلم قبيح في الكون لكنه مثيرٌ للرفض فالتجاعيد فوق جبهته تُحدّثُ عن استحالة الوصول اليه,غارق بين سراديب الخوف يكابد ويعاند ليخرج من الضباب , ليتحول الرفض بعد ذلك إلى شفقة .. تعب يلامس شغاف القلب و يستقر هناك في الأعماق , ينام ...يستيقظ...يتقلص وجه بطنه في حركاتٍ عصبية تستفز استقرار الروح ... تُمانع ..يُصر..يدور بها في فضاء الأمس ..هدها السهر و القلق المزمن غطى وجهها بالأسى , يهمس بكلمات تستقر في قلبها الضعيف ..و يقف بينهما صمتٌ ثقيل .. طويل .. كان يسمع في الليالي بكاءها الصامت ...تسرب من عينيه بكاء ...فزع ..خوف..خاف عليها منه .. من أزقة البلد. تبحث عنه ضائعة ..ولا تصدق أنها ميتة ..تنتظر تشييعها إلى مثواها الأخير في أحشاء قلبه الصخري طال وقوفهما على حافة المشاعر و أوغلَ أبعد منها بشبر ...الآن يحس بالندم و الألم معاً.. تعجب..تعجبت ...كومة من الأوراق و الذكريات ..قرءاها معاً ..و أنكسرا معاً..فنال الظهر قصم العمر.. قالت لنفسها : لا وقت للحزن أو الإنحناء ...و الحرب تطرق أبواب الخيال ,’ يهرب الأمل منا إلى أطراف الحقول و يتسلق الهضاب ..و ماذا سيحدث في أيام الشتاء..و الطقس بارد و طقوس العشق تزيده برودة . يا شوقي و جنوني ..يا سجادة زهرٍ تطير من زهرِ إلى زهر.. يا تعبي يا وجعي ..يا حلمي و كل أملي .. تأملت عمري الزاحف نحوك مثل زحف المخلوقات الصغيرة على الأرض نحو المجهول ,كلما رفعتُ رأسي رأيتُ في البعيد ركاماً من الغيوم الرمادية .. و الشمس تختلس النظر من وراء الغيم ........ و أتذكر... حين أمسكت بيدي لأول مرة و خرجت بي إلى الشوارع مندفعاً امام القبيلة ..قدتني إلى موتٍ معلن ... اليوم نكأتَ الجرح ..أدميتني في موطني ..موطن الألم .....يعصفُ بي الحنين لعطرك لساعة الصفر قبل اللقاء... راهنت عليك كما يراهن الأغبياء على الحصان الخاسر من اجل الترفيه .. و أتذكر.. أني فقدتُ القدرة على النطق و انسحبت إلى عالمي الخاص...و واظبتُ على زيارة المقابر ..كنتُ أجلس عند القبر ساعات طويلة .. لا أدرك الوقت ..و الظلام دوماً كان يدركني... كان لابد من ايجاد طريقة تجعل الحياة بها محتملة ..فالحزن مثل الخبز و التابوت أمر طبيعي جدا...و الصرخات تعشعش في الخلايا .. كنتُ متأكدة من أنه سينهار يوماً , و يفقد الرغبة في الحياة ..لكن ليس بهذه السرعة .. حلم يشبه الجلد المترامي فوق العظام كالملابس الفضفاضة ...تحتاج لمدة طويلة للتعود على منظر بؤسه الشديد.. صب الهمسات المثيرة في آذان مرهفة شديدة اللهفة ..بها شوق يعصف لرؤيته و الساعات و الدقائق حبلى بالحنين اليه..و اللحظة تشكل فاصلاً ما بين الحقيقة و الحلم ...و قد تفقد عمرك كله إن لم تعش تلك اللحظة .. أي مصير كان ينتظرني لو كان واحد غيره ..؟ مازالت تعبق روحي رائحة القهوة الطازجة القادمة من الشارع المقابل .. و من أين يأتي صوته لا أدري ..صوته الخافت الضعيف الذي يخترق أذني حتى النخاع ...يستخرج الحنان من الصخر الصلد المتراكم على صدري ...يحاول نفض الضباب المتجمد على قلبي ..و بأصابعه السحرية يمسح البرد عن وجهي ... يا تفاصيل الحنين هدني الشوق اليه ..من حلمي المحكوم عليه بالانتظار , من الوعي ..وراء الوعي..يا رعب الساعة , لا املك قوة أوقف الوقت ..و العمر يقف ذاهلاً يصغي لحشرجة صوتي مبتسما ابتسامة ساخرة .. في الليالي الطويلة يعلو الدخان إلى الأقبية المعتمة ..على أضواء النجوم أشيع آخر الآمال و أطفئ أخر مشاعل الشموع التي أهداني .. أغرقني في متاهات الذكرى و هدر كرامة الغابات ...تنفست البخور بين الأرواح الخبيثة الحائمة فوق رأسي تدقهُ دق المطرقة على الحديد ... أسعفني ., . أنقظني من عالم الغيب ..و لا تردد تلك الجمل المتشابهة الحروف ..رتب لي الحقيقة بيديك ..أخرجني من عالم الدخان و الحرائق , فما عدت أطيق وتيرة الدوامة , و أنا على وشك السقوط... و أتذكر ... يتبع... 28\6\2010
__________________

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق