السبت، 16 فبراير 2013

Skip outقراءة في لوحة محمد العامري


Skip out


                                                

قدمُ الأسى الموسومة على جبين النهر
والترابُ والنفط وبعضُ دم،
لا تحتاج معها لحزن أكثر
وعلامة تدل الرفاق على وجعك
أوهموك حتّى لا تناكفهم
 
أو تعرّي خيبتهم،
 
ما كانوا يعلمون بأنك مسكون بعجزك وبي.
 
كلّما انكفأت على نفسك في خلوة منهم لتعزي نفسك فيك خشية أن يمحوك،
استعد يديك من حلمي،
 
حتّى تتضاءل في عينيك منك ،
حتّى تتلاشى.
لم نتعب في إتقانها،
في إزاحة هذا الوجع الَذي يضطجع فيه الذهول
وكالوقوف هنا أمامي
تقدّم الطين ومكث البقية
ورأس أميمتي الغالية
محكوم بالإعدام شنقًا
خلفه يدُ الرّيح
وأنفاسُه الملتهبة
يغرقني فيه الطين
وأمحو ذاكرتي الرّطبة
بمنديل بِكرٍ
يحثو التراب فوق رأس اللوحة
والصمتُ طويل المدى
كدخان سيجارتي المغتربة
تخطّى خارج اللوحة،
فقد أصبح لديك رسم ثلاثي الأبعاد.
بئس الرّحيل وكفى؛





الجمعة، 15 فبراير 2013

قراءة في لوحة عدي حاتم"ليست كلمات"


غير بعيد عن دوّار شارع عبّاس كانت سيارة حمراء  تمر ليلًا لإفراغ الملل،وضوء مصابيح الإشارة الضوئية يغمز ببطء أشباح المارة. وكان يبدو أني نبشت قعر حزنه أكثر،فتلك الندوب لا بد أنها علمته ألا يستهين بالليالي الظلماء،والّتي هي قادرة على أن ترديه حد أن أراه ظلًّا،وأن أراه بوجع أكبر.
لا ترهق كبدي،فلم  يكن بالإمكان التنفس بعمق وكلّ ذاك الديجور يغشى القلوب.كانت الكهوف تختفي خلف أغصان الشجر،وقد تفتّقَ الطير عن فكرة جعلته دون حاجة للتحليق، لم يكن الهدوء والسكون كافيين،فكي تنام مثل  الخفافيش ينبغي عليك أن يكون لك جناح ضوء  تضع رأسك تحت ضياء عالمه، وتحتاج إلى أشياء غرائبية أكثر هدوءًا من الصمت.

عندما تعرف النعاس جيدًا والتّعب جيدًا سوف لن تكترث لسهر أو لأغنية،وحتى نقرات الطبلة لن تهز فيك أكثر من شعرة ولفترة وجيزة، حين يبدو أن شيئًا من حمقك يدرِّبك على قرار  الاضطراب،لن تعلم أبدًا أين سينتهي بك ضوء الكهف.

YouTube Mix (قائمة تشغيل)

الخميس، 14 فبراير 2013

!!!

اليوم بعد أن قبّلتُ وشاحك وأنتظرتُك وأنتظرتُ أن يملأني عطرك حتى الغفوة الأولى اِرتحلْتُ إليكَ بعدها اِبتسامتين وبنفسج.
معاذ الله...
أن تجد من هو قادر على إحتواء جنونك والحنو على أنينك،وهذا الليل غدا مبخرة تنثف أرواحنا ببطء،كأنّي بالليل يتلذّذ باقتسام أرواحنا وذاك المكثّف بالوجع المزعج،والصبر ضرب شقوة يدرّبنا على إطاقة البرد،حتّى نظن أنّا قادرون على صناعة روح بديلة عن أرواح الغائبين.
لم يخبروك أن الرجوع محض أوهام.

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الهوية الثقافية .


الهوية الثقافية .
المفصل،اِلتئام كل عظمتين.!

لكل مرحلة مفصلية مصطلحات خاصة بها من شأن تلك المصطلحات المساعدة على تشكل ملامح المرحلة المستقبلية النهائي وتثبيتها في ذهن المتلقي،"الفرد في المجتمع".
العجيب لدى العرب أن كل مرحلة "مفصلية"هي بمثابة مرحلة تفريقية
وأعطي مثالا على ما ذكرته،
قبل معاهدة أُوسلو كان الناس إذا ما ذكروا شخصا من مدينة الناصرة أشاروا عليه باسم المدينة فقط والبعض أضاف إليه القبيلة"أو النسب"،واليوم إذا أشير إلى اِبن الناصرة قيل  هذا من عرب "اِسرائيل" أو عرب الــ48وفي أحسن الأحوال قيل اِبن الداخل،وكذلك نحن إذا ما ذكرنا اِبن جنين أشرنا إليه ،اِبن الضفة أو اِبن الــ67. مما يضعنا أمام سؤال قد لا يروق للعديد ،ولكن لابد من طرحه،هل كانت معاهدة أُوسلو قراراً لتوثيق التقسيم أم جاءت من أجل التقسيم.؟

 الهوية لا تعني الاِنغلاق على الموروث الاجتماعي والذاتي ودون العناية بالتغيّر والتطوّر فالهوية ليست كياناً دائماً وثابتاً كالأصنام صخرة تحافظ على خصائص الصخور.
هذا يعني  أنه علينا وضع تطور هذه الإشكالية في إطار الضعف الذي يشهده نموذج الأمة في المجتمع العربي والفلسطيني، أو في مدى الدمج السياسي الذي يتجاوز الحدود الوطنية، أو في شكل معين من أشكال عولمة الاقتصاد حتى لا يكون امتدادا لظاهرة تمجيد الاختلاف التي انبثقت بين أبناء الشعب الواحد.

ذكر الأستاذ الباحث العربي اللبناني حسين خليل غريب  في مقالة له نشرت في المحرر،جاء فيها التالي:
(إذا كنا نعترف بحق الاختلاف، وهو أمر ضروري في داخل المجتمع الواحد، كما هو حق ديمقراطي، إلاَّ أننا لا نجد في الاختلاف الدائر بين التيارات الثقافية العربية، حول الهوية الثقافية العربية، اختلافاً داخل الوحدة، بل هو اختلاف يقودها إلى خارج الوحدة. وإذا لم تكن الثقافة عاملاً أساسياً في توحيد المجتمع العربي، فلن تكون ثقافة لها هويتها العربية، وكل ثقافة تعمل على تمزيق المجتمع العربي من الدعوة إلى غير وحدة سياسية عربية، فهي ليست ثقافة قومية، بل هي ثقافة تكتسب هوية مشروعها السياسي الطامح إلى بناء وحدات أخرى على حساب الوحدة القومية العربية.)

في المدارس "العبرية"تدرس مادة القومية"الهوية" كمادة أساسية مثل العلوم والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا.
من حيث أن أزمة الهوية الثقافية ليست أزمة حديثة بل تاريخية،كان الأجدر تدريس مادة القومية والهوية والهوية الثقافية في المناهج الدراسية في المدارس العربية.

مما يضاعف الالتباس أن علم الثقافة والانثروبولوجيا الثقافية وعلم اجتماع المعرفة وعلم البرمجة العصبية اللغوية، ما زالت تُدرس على نطاق ضيق كتخصصات فردية ولم تصبح من العلوم التي يقر بها المنهاج الدراسي كالفيزياء والتاريخ لذلك سيظل معظم الناس لا يعرفون الحقائق الهامة التي توصلت إليها العلوم حول "الهوية" والهوية الثقافية.

الاثنين، 11 فبراير 2013

قراءة في لوحة ليلة دافئة لــ عدي حاتم العراق.


قراءة في لوحة ليلة دافئة  لــ عدي حاتم العراق.
1-
ماذا لو رسم تبعثر التأوهات
ونضج الغنج
وفضّ بكارة الخجل.؟
هكذا صرخ بياض الثلج خطوتين
وزلفى من الحبو
وهكذا تدبّر عَدِيّ النداءَ مطيّة البرد.
خطوتان للبدء وخطوة للفقد،
أربَك الأضداد ،
برد ودف،
هروب ولجوء،
خيانة وثقة،
ثم اندلق الضوء.
هنا زلفى البرد،
اقتربْ أكثر وآلمني أكثر،
ولا تخشَ عليّ قسوة الرجولة،
اقترب أريد أن أشعر بك كنهر جار ،
لا تتوقف ،
فتتابُعُ الوجع أهم بكثير من شكله،لا تنمقه ولا تتأنق.
كان يقول:أضحيتُ شريداً لحظة وضعوني على أول ناصية تقودني إلى نهديك،
كان يقول ..
حيث لمحت حلمة نافرة كلؤلؤة سوداء حملت بقايا مجد كنتُ أؤمّله لأتضاءل فيه
كطفل رضع حد الشبع بعد جوع فلاذ بالنعاس
الليلة يجب أن تتحررَ،
لأن الحب لا يمارس من خلف القضبان،
لكن يتسرب من بينها ليمارس ذاته في الفضاء كنجم فاجر
،فدع الحب ينمو على أطراف أصابعك ،
هذا ما قالته الألوان للريشة.
وهنا كان يعطي لنفسه صفة السّجان ليطلق سراح جسده ممارسا للحب كأي إنسان.
هل أخبرتك،
حين تحتفل بالبدايات والنهايات المحتومة ،
جُسّ نبضّك في عميق اللوحة.
فغصون المرأة تتحرر حين يعمّدها بمائه فيها
لتصير أنثى من الآس،
إن لم تُسقَ ذبُلتْ
،وتزهر .. بالماء
،اللوحة يا رفيقيَ أنثى
والريشة روحُ رجولة.
وتذكر أيضا يا رفيق
بأنه لا يخسر إلا الملك
في لعبة الشطرنج.
وتذكّر أنّ هذه
لوحةَ ليلةٍ دافئةٍ ،نُقشتْ بأبخرة الأرواح
على زجاج نافذة من الداخل.


2-
"
الأخطاء" التي يقع فيها المبتدئون
تنشأ أحياناً عن جهلهم بقواعد المنظور
وأحيانا تتشكل الأخطاء بناء على مزاجيّة الريشة،
ولست هنا أدعي وجود أخطاء في اللوحة
فالأجسام فيها ليست ظاهرة،
هي أرواح هائمة تجرّدت من أجسادها فليست تُرى،
ولأن أبعاد الأرواح واِتجاهاتِها لا تبدو على حقيقتها أثناء النظر إليها،
إنما يطرأ عليها تغيير يتناسب مع موقع الناظر إلى هذه الأرواح
حين تسقطُ بظلالها على الأقمشة.

3-
إن تمثيل الأجسام المرئية على سطح اللوحة المنبسط
بخلاف ما هي عليه في الواقع ليس بالأمر الهين على الفنان
،وحتى تبدو لعين الناظر في وضع معين
وعلى بعدٍ معين بحيث يلحظ الناظر الظّل
ليرسم في خياله الأجسام كما يريدها أمر غاية في القسوة ممارسته على المتلقي"الناظر"،
خاصة وأنّ المنظور كما تراه عين الإنسان هو ظاهرة بصرية تدخل في تعريفها عوامل فيزيولوجية وضوئية،
فعندما ينظر الإنسان لجسم ما
تتكون لديه صورتان لهذا الجسم تتطابقان
لتعطيا صورة واحدة فيها ذلك الإحساس الذي يساعد على تقدير عمق اللوحة
وبالتالي استجلاء أحاسيس الفنان التي كانت تلفّه في حينه،
وهنا كان ظلّ الأجسام غيرَ مرئي بينما المحدّق بإمكانه أن يرى.

له مذاق النفط


تراءى له الوطن أنه قطعة مهرّبة من جنّة الرحمن،
ولكن.                    

   أنهكه أزيز صوت آتٍ من البعيد عوضًا عن خوفه المزدحم بالمقاومة،فصار عناقهُ بمذاق النفط،تماما كقطعة حلوى سماوية،فقد ما يعزُّ عليه من نبض وأدرك حجم الفاجعة.
وبشكل هستيري حاول أن يُلمْلم حطامه متوكِّئًا على أضلعه،توسَّد غبش المشهد الأخير من البشاعة ووشوش لأمه بألا تخبر إخوته،ورحل.

الجمعة، 8 فبراير 2013

إلى الرفيق صبّاح نيسان "العراق"




باتت أحلامُنا
منفضةً لإطفاء أحلام ِالعابثين بترائب التسابيح
حين قرّرَ أن يحزم أمتعة التعب
ويرحلَ عن آخر مقاعد التوبيخ،
تاركًا خلفه
قائمةً بأسماء الموتى من الأماكن
وأمنية أخيرة
بأن تأوي به الريحُ
إلى مكان قَصيّ يعصمه مني.
فخذ مني
ماادّخرتُ من الأتراح والأحزانِ
وأرحل،
خذ مني
ما وهبتُ للريح
وأغرب في وجه العتمة ،
لك الضباب
ولي عظام المدينة الضامرة.
لا ذنب لي
سوى أنّي اختنقتُ بي
ففضحت وشاية المطر
وتسبيح اشتياقي

بنصفِ ابتسامة
 ونصف دمعةٍ
 وشَبَح غيابٍ وإغماءة
كم هو مجحف يا رفيق أن يغادر المدينة تاركًا أحلامه خلفه.

الاثنين، 4 فبراير 2013

قراءة قصيرة في كتاب تسريد الذاكرة "شجرة الليف"للكاتب محمد العامري

قراءة قصيرة في كتاب تسريد الذاكرة "شجرة الليف"للكاتب محمد العامري،الصادر عن دار فضاءات للطباعة والنشر عمّان الأردن.
 جاء في الصفحة 7 تحت عنوان رعشة الشلال.

"من هناك أبدأ حيث مرتفعات القرية التي تنشغل بصوت الشلال الهادر الذي يمارس طقسا جنسيا في كل يوم خميس مع مجراه المنحدر من أعلى سد زقلاب حيث حرارة الأرض لا تختلف أبداً عن جوف بندقية تعبت من قذف البارود."


مما يلاحظه المتلقي "القارئ أن للكاتب ذاكرة طينية رطبة،ولعلها أكثر الذواكر  خصوبة لدى أي كاتب،حيث يحتفظ بالحدث كأنما الآن حصل.

يمكن رصد المعاني المختلفة السائدة للهوية في المجالين الاجتماعي والسياسي, ففي الغرب بشكل عام  يضعون الهوية مقابل الإيديولوجي, وكنقيض لها، فحينما تقول "هذا الإنسان إيديولوجي", فإنك تقصد أنه يتقيد بمنظومة أفكار وأهداف ثابتة تحدد مواقفه العامة سلفاً, كالوطنية والقومية والدين.وهنا يظهر الكاتب وعيه الكامل بثقافة هويّته ،وكيف يحاول أن يكيل فيحول  المعيار إلى معيار  انتمائي جغرافي وديني كما يوضح النقيض أنه ليس انتماء تحزبي،وهذا أجمل ما أبرزه الكاتب الأديب محمد العامري في كتابه سردية الذاكرة"شجرة الليف"

كتاب كنتُ لأسميه ذاكرة الطين.


السبت، 2 فبراير 2013

قراءة في لوحة لــ عدي حاتم



Conflict
Acrylic on canvas
90x60 cm
By: Oday Hatim



هذه اللوحة حياة جدليّة  لها أجنحة تكاد تطير.

في الّلوحة  ثقافة وعي بالعصر والهوية إلى جانب  احتواء التراث العصبي ومخزونه الثري بالحروب والمفارق، إضافة إلى كونه مطلعاً بشكل واف على جدليات الحضارات الغربية،ويمكن لمثل هذه الاِستراتيجيات أن تعالج الثقافة أو تبدّلها.

قد يجد البعض فارقا ما بين عقل الرّيشة وعقل الّلوحة،إلا أن عدي قد دمج الجريمة بالمقاومة مع العرب مع الغرب مع حركة  التّيارات  ذات الاِتجاه الفكريّ،وللوهلة الأولى هي كمجرى الكهرباء في الأجسام أو في الهواء،إذا ما تخطّيت باب دهاليز التيارات الهوجاء اِندلقت في اندفاع بوجهك صادمة كما لو أنها تظاهرات شعوب الأرض مندّدة،ثم فجأة يعيدك بريشته إلى حيث يعيد دمج الجريمة بالتوبة.






As-Safir Newspaper - وارد بدر السالم: طـه حسـين.. الهجـوم المعرفـي التشـكيكي