الأحد، 30 أكتوبر 2011

فضاء بلوري / دقوا الأعناق




فضاء  بلوري / دقوا الأعناق



 بعد قليل  يلتهب ضوء  قناديل السماء الدانية الحانية على المدى و يستند الليل إلى  جدار  الرسومات السائحة في مهد أحلام  عشوائية ، تَخفِتُ  حينها الأصوات ، لا تغتر بما يزخرفه  لك الظلام  ، لاحق الضوء المتدفق الهاطل عليك من  لألأ السماء ، و لتعلم إن  ما لم تترافق ممارسته بلذة فإنه لن يحقق هدفه في حفظ نوع  الإحساس  بلا نهاية و دون حواجز ،و لن يحقق اللذّة المنشودة من ممارسة التلذذ باللحظة الغير قابلة للالتقاط بنظرة رباعية الأبعاد ،   دع العصافير تغرد عند  النوافذ العتيقة المعتَّقة بطول انتظار ،و لا تحاول أن تستعيد الماضي و أحزانه المنسية ، ارتشف فنجانك على مهل في شوارع  مدن  تعج  بأسماء و أوقات  الغياب ،
لا أسانيد للذكرى إلا ما علق في الذاكرة بعضها باطل و فيه حق ، لذا إذا شققتَ  ثوب الذاكرة  وجب عليك دفع كفارة لا يعمل بموجبها إلا من شقَّ ثوبه  على الملأ ،

و يستطيب الطعن حيث قسموا مراحله إلى أربعة مراحل أثناء العملية  ،كي يكبر  التحفيز و ننال الطعنة تلو الطعنة  ، مرحلة فيها تثار و مرحلة فيها ذروة   اختراق صدر و مرحلة النشوة لانفجار وريد و مرحلة الارتخاء فيها يترنح المطعون  و يسقط غريقا  في دمه ، يرقص الطعين رقصة الغجر حافي  القدمين على جثث المترنحين الغارقة في برك الدم . و لأن التعبير يموت حين يكون الإحساس يتيما  يصرخ الرُّخام ، فتتفاعل الرّغبة في النفس البشرية فتتخذ ثلاثة طرق معروفة لإشباعها :

-        الممارسة المستمرة  لتكرار اللّذة بذات الشيء  ( دون وعي تام بما يقوم به الفرد و هذه حالة مرضية على الأغلب تدخل فيها الشوزفرينيا   )
-        الممارسة الذاتية (كأن يطعن الشخص نفسه  و هذه أيضا حالة مرضية إلا أنها لا تسيء إلا لحامل المرض ذاته).
-        الممارسة الواعية ( في حال وصل الفرد إلى التلذذ بما فعل فإنه يكرر ذات الفعل بتلذذ كأنه يشرب كوبا من الماء ).
و بالتالي  فكل من الطرق الثلاثة تؤدي إلى تهلكة النفس البشرية أو أن يُهلك الفرد نفسا بغير حق أو أن يهلك ذاته .

و لأنه لا يمكن تحديد المعتقدات أو تبرير التمسك بها إلا بالأخذ في الاعتبار  النتائج العملية المترتبة على الإيمان بها ،كما أن هذا ما يبرر استمرارية سفك الدماء بغير حق و دونما تبرير لدافع القتل إلا القتل  بحد ذاته و الذي يكون بمثابة سبب مسبب للّذة و التلذذ حتى الوصول إلى اللّذة المنشودة من الفعل ( القتل ) ، على غرار الحقيقة  وفقا لنظرية البراغماتية  و التي هي الحل العلمي الممكن ( تقريبالمشكلة ما ، بينما هنا  نجد أن الحقيقة ثانوية إذا ما قورنت بالممارسة العملية ، لكن الحقيقة ( الحل العلمي لمشكلة ما بالقتل ) تستوجب أن تجعل الفرد في حال أفضل مما هو عليه قبل القتل ، و السؤال الحاضر الملح الآن هل وصل القاتل إلى حال أفضل مما كان عليه لو لم يتمسك بقاعدة القتل ( أو فرق تسد) مما كان عليه قبل الإيمان بفكرة القتل .؟!
 لأن كل بحث علمي يخلص إلى نتيجة نسبية فإّنا هنا أيضا سنخلص إلى نتيجة نسبية ، و نسقط مرة أخرى كل الأبحاث السابقة  التي أكدت على وجود نظريات ثابتة .

من يتأمل المشهد العربي على امتداد البلدان العربية سيخلص على الفور إلى أن فكرة القتل تلك لم توصلنا إلى حال أفضل مما كنا عليه قبل الإيمان بفكرة القتل  لعدة أسباب ، أولها أن الفكرة لم تطبق بحذافيرها كما يتوجب على القاتل أن يَقتل ، مثال بسيط كي تتضح الصورة ، قيل : (   دقوا الأعناق )   و حسب مفهومنا البسيط لدق الأعناق قطع الرأس ، هذه عملية يجب أن تتم بلمح البصر أو قبل أن يرتد  الطرف إليك  ، هل فكر أحدكم في الأسباب غير تلك التي تزعم ( كي لا يتألم مقطوع الرأس ) ، ؟

  إن الدماغ البشري يُضيع خلال الحديث بعض المفردات من بينها الأمر النهي الطلب ، لكنه يحفظ الفعل ، و الفعل قتل لابد أن يستبدل في حال أردنا من الشخص العزوف عن القتل بمفردة أخرى كأن نقول له عفو ،  مغفرة ،  صالح ، وآم،  أمن ،  أمان ، سلام ، هذه مفردات علينا  التزام تكرارها في حال أردنا من الشخص الغاضب الهدوء و الخطأ أن يطلب منه الهدوء المباشر ، كأن نقول له : (  أنت غاضب ، لمَ أنت غاضب ، عليك أن تهدأ و الخ ) فالدماغ هنا في هذه الحالات يُضيع الأمر أو النهي أو الطلب و يحفظ فقط الفعل فيتحول حديثك إليه كالآتي : (  غاضب أو غضب ، أنت غاضب ، ) ، و هنا ترتفع وتيرة الغضب .  

بنظرة أخرى   إلى الأمر :
فعلٌ حلال  لذيذ و فعلٌ حلال لا يقتصر على العلاقات بين الجنسين ، إنما كل عمل يأتي وفقا لتعاليم  إلاهية  هو ممارسة للحلال أي ما أحله الله و رسوله ، فما بالك حين تمارس الحلال بتلذذ  كي تصل إلى اللّذة المنشودة من الفعل ، كذلك ننظر إلى حالات القتل في حالات تستدعي القتل وفقا للتعاليم الرّبانية فإنك حتما ستخلص إلى حال أفضل مما كنت عليه قبل القتل الحلال .


كي نحدد أي القتل حلال و أيه حرام يتطلب الأمر وعيا كاملا و فكرا  و قراءة  ، جاء في سورة البقرة :
 جاء في سورة المائدة : ) أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً) المائدة32
و جاء في سورة الفرقان : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ، مالكم كيف تحكمون ) .