الأحد، 29 سبتمبر 2013

ني جف.!






اللوحة المرفقة من أعمال الفنان العربي العراقي مصطفى الهيتي



قرّب فرس ابن عبّاد
 يا جدّي
يا مثخنا بحنجرة المهلهل علّـه يعبر بساعته الرملية متّجها نحو مركز القلب ألفا كلّ عام
ذاهبٌ لرشّ المقبرة أنت دائما
مما يضحكني تارة ويبكيني تارات أخر
هاهو يوشك على الشهيق والرواية على النفور ،
رُشّ جبينه برطب الرّمالِ وغادره قبل أن تجفّ الخريطة كما جفّ ني في القرن  ما قبل ميلاد ذاك التلميذ الوقح ، الذي غازل معلمته العانس ونفخ في روح أختها الصغرى الخوف على الحروف ليروّج نفسه بما ينقصهنّ .
وفي الطرف المقابل للخريطة المدوّرة كان سابقًا رجلًا نجده في كلّ مكان،يكرر النّكتة ألف مرة حتى نملّها ، ويعيد ترتيب الأسماء السومريّة مستهزئا بنفسه وبقبائل الذّباحين، يظن نفسه أقل حظًا من البقيّة ليضحك الأكثر حظًا منه بمواكب التّشيع، أو يبكي الأقل حظًا منه بصناعة التوابيت،ولكن مصيبتنا الكبرى كانت في  أن يحكي يوميًا  في مجالس كثيرة مختلفة  نفس النّكتة ونمزّق أشداقنا ضحكًا.
نعرف أن صاحب الهمْ  ليس له سوى الاستمرار بسرد همومه 
جاعلًا نفسه مسرحية نشاهدها يوميًا متفادين السقوط في أحد العروض، لتكرار عرضها بذات الحال،ترانا كنّا نعتقد أن كثرة الضحك تردم الحفرة.!

تقول جدّتي في أسطورة الزّحف،إن الأسماك طارت صعودًا،وإن الحوت فضّل الموت مذبوحًا على فخذ امرأة سنيّة بعد أن نمت من ظهره شجيرة نارنج سامّة الثّمر،
وفي رواية أخرى،كذّبها جدّي ولم يأتِ بأربعة شهود فأقاموا عليه حدّ الملاعنة،وفي ذاك العام حرّم الخمر على ذكور الأرض كافّة،
زالت الفجوة،ولكننا لم نفرح كثيرا ،
إن ما يؤلم بعضه قليلنا عليه حرام.

أوشك على الشهيق،والرواية وشكت على  النّفور،فيا قحفة رأسي لا تثريب عليكِ اليوم فانغلقي،


إذا أردنا لمجتمعاتنا صحوة إنسانية أخلاقية  يجب وضع طريقة تعليمية تربوية تبنى على الوضوح والنهي عن الأمور الدنيوية من حيث الهدف التّربوي المستنبط من الهدف الأخلاقي مع عدم  إنكار نواحي الحياة الإنسانية بما في ذلك الفروق الفطرية والمقومات المعدلة الفردية الّتي نجدها بين إنسان وإنسان،وبين مجتمع وآخر غيره،وذكر الأخرويَّة.

الخميس، 19 سبتمبر 2013

من حيث الهدف التربوي ربطت المجتمعات العربية  الأخلاق لدى النساء بالقدرة على إخفاء ثم إنكار أعمارهن وتطورات أجسادهن ،حتى خفّت عقولهن،لتجتمع فيهن كلّ الأشياء المتنافرة،شاذة مفككة ،مدمّرة، لكنها لا تنصهر في أية صور واضحة.

ستي يا ستي.

ما المشكلة لو تقاتلتُ مع هرموناتي الثائرات،أو وبّخها حينًا من التعرّق،   وإن راق  لي آخذها إلى كافة المختصين للعلاج أحيانًا،خصوصًا في أشد حالات الانحباس الحراري لاشتعال الشوق مثلًا،أو حين تداهمني لهفة ملعونة إليك،وأشتري لها عقاقير من تعبي"خذي بس حلّي عن سماي"،سأعاقبها وأتركها تفتّتني،لن أصحبها إلى أي من الأطباء،وسأتركها تؤلمني وأؤلمها وأكتبها،سأفضحها،فإما تقرر الرحيل عني أو تأخذني بفورانها  إلى حتفي.

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

سلافة إغريقية.!

اللوحة المرفقة للفنان العربي عكاشة عكاشة



كسلافة إغريقية . . .
كيف لي أن أنكر نبيذي الأرعن وأنا أحتسيه شاخصة.!
لا تجمع لي ورد بغداد، تكفيني واحدة ،لكأني أدمنتك في الكأس الأولى وما بي مس إلا منك،وفي الثانية أنهار سلام مدّ عطش أرضي إليك، فهل قيامة صدرك سجدة طمأنينة ترفعني إلى السحاب،؟!
تمايل معي إذًا،تُردّدُ الكأس،النّفس بالنّفس،والشّهيق بالشّهيق، لا موت إلا ،الموت فيك حبًا، بك شوقًا، معك شهقًا،
فرتّل،وردّد النّداء،أردُّ القُبلة بالقُبلة،والضّم ذوبًا،والرّذاذ بالرّذاذ،فحين ينام القتلة،يرفع الحب إصبعه ليشهد ألا حب تلقّنه الضّفاف لونه وشكله،وفصيلة الدّم الأولى إلا حبنا.
فتجاوز سمّ الحنظلة، جميع الأبجديات تتفسّخ حين تتنفّس الحناء في كفّي،تجاوز  ليبقى يقين الكحل ،فلا يضيّع الصوت محراب تسبيح  روحك المسجّاة فوق صدري،
فهات يدك المرتعشة خوفًا،أقبّلها إصبعا إصبعا،هات أسبّح بها  وتسافر روحك فيّ،
أو تعلم.!
إذا جاء الليل دونك،تنهض روحي هلعة،شاخصة تبحث عن عيونها فيك،وإني لأدري يا صغيري ألا قيمة لكلّ ما نكتبه ولا نقوله حين يبيتُ الحب خلسة،خسّة لئيمة،بين الصّخور .. يصيرني مدينة مهجورة ،إلا من نعيق غرابك الرّمادي،
نذرت روحها،وفساتينها،حقائبها المملوءة بالتفاصيل
أحلامها الجاثمة،والأمنيات،
أشواقها الآثمة،
نهم الرّشفة الأولى،
لكَ،
إلا جروحها ونعيق غرابك الرّمادي فيها.

وككل الأمهات اللائي يرغبن ببلوغ أطفالهن،
أرغب..
لكنك يا صغيري دمية خشبية لن تصير آدميا أبدًا.



الاثنين، 16 سبتمبر 2013

هواي وقهوتي،!




تسربل فيّ ولا تعانقني أيّها الأحمق،
لا تضمّني،وابق على شفا عناقٍ
عذّب تلك الرّوح حتّى تكاد تشهق الأرض من تحتها.
أريد وشمًا لا يبهت،ولا يمحى،فموائد المساء جائعة،ومشافي الوجع المقدّس مغلقة،أوجعني، ولا تشاف.
توقف عن التّحديق ودوّن في كفّي ما تملي علينا ارتعاشاتها

كيف حال العشب،
لوأخبرتني،كيف هي السّنابل،

أعلم أني جبانة... نعم،
 وأخشى الاعترافات المثلّجة،لو ترى الفارق بين كتابتها والهمس بها في أذنك الصغرى.!
أحمق،كن الصرخة وإن كانت همسًا،
كما فعلت في المرة الساحقة،حين قلتها ،مزّقت بها بكارة السّماء،
فالكلمات الّتي تذرف عند شحّ القول،وعند شحّ الهمس،هراء،
الحب لا يكتب.
يا هواي،وقهوتي،
أو تعلم،إني عرجت شهيدة حينها.؟!
لم تشهد العتمةَ حين كنت تملأ المسافات وقلبي بالضوء.

أحبك فكوني شهيدة تتكرّر
أنّى لقلبك الجسور أن يفهم صمت نبضي،
قلت لك،
شهادتي خارج أرض الكتابة،أنا شهيدة الصّوت ... النداء،
حين تقولها تغدو طفلًا يتخلق في صدري،
تصوّر،

يمزّقه فألدك من صدري،لست مثلهن فقلبي رَحِمي.
هل تفقه سرّ تحالف الشيطنة مع رؤوس أصابعي الخالية من الرّشد.؟!
لا تقل جنونكِ.
ستصلّي حروفك وحدها الليلة لله

فأخبرني،
ولا تكن
كمن دشّن صدره وأندفع جنوبا

هل معك قماط،أضمد به الشق،.؟!

أحمق ،
يا إلهي ما أكثر أخطائك
إن السّرّ في اشتهائي المتطرف أحمق ،أحمق ،وغد
لا تتأخر مهبولة بك انا.


الأحد، 15 سبتمبر 2013

شادية - آه يا أسمراني اللون

البنات النبات



البنات النبات،

إذا ما تأخرت في استقبال أولى دوراتها الشهرية بدأت الشكوك تحوم حولها والنظرات الغاضبة ترشقها باستحقار شديد،كأنما لن تكون أنثى،وإذا غابت أو تأخرت عن موعدها تكالبت عليها أسواء الظنون الخبيثة،وإذا ودّعتها آخر الدورات فقدت كلّ النظرات لتدخل بذلك إلى متحف الجمادات والانتيكات العتيقة ذوات اللاقيمة.
أليست تلكم لعنة شنعاء.!

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

هذا المساء

اللوحة المرفقة  للفنان محمد سعد العراق




لا أحد يعلم، كيف هو الشعور بموت أحد أطرافك،كيف تمرر يدك على موضع الجرح ،تمامًا حيث كان يجب أن يكون البَتر على مقاس الفقد،كيف تضربه تقرصه،ولا تشعر بشيء على الإطلاق،ثمَ تجرّب بطريقة أخرى تأديبية،فتقرر معاقبته وتتخذ الخطوة الأكثر ساديّة،كأن جزءًا منك ميتًا ولا أحد  غيرك يدري،تود لو أن تكفّنه وتواريه في تربة الحديقة، لكنك لا تفعل.

هذا المساء،تلفّت حولك ،فتّش عن بدايته وليكن آخره إبهام قدمك المكسور منذ سنوات،وتذكّر تلك الحادثة وما قاله الأطباء"كسر الأصابع لا يجبّر"،راقبه جيدًا،راقب جريان الدّم في أوردته الّتي لا تمت إليك في هذه اللحظات بأية صلة، وستدرك أنك الميت وهو الحي،

اليوم خضّبت شعري بحناء يمانية وأنوي بعد غسلها ترك قحفة رأسي مفتوحة على السّماء،لعل الحكمة تتسرب إلى عقلي أو يتسرّب منه بقايا نضج،لأستمر بوقاحة في التّعامل مع الواقع الدَنس،ولا أكترث لتقلبات أمزجتهم الّتي تعرفون.
نعم،سيجيء الموت على هيأة نبيّ،وستكون له الولاية من بعد،وسوف يكسر الهالة فوق رأس القديسيين ذوي العيون الكبيرة، فتعال نم أيها الموت إلى جانبي يحرسنا جند الرّب.


Michael Nyman - The Piano (Full Album)

الأحد، 8 سبتمبر 2013


أيهما أجمل،أن نقول ضاجعت الفكرة،أم قولنا نكحت الفكرة،وهل يجوز للفاجر نكاح فكرة طاهرة،أم يجوز للفاجرة نكاح أي رجل ما دون الستين من عمره.؟!
طيب،أيها أقل بشاعة أن نقول زبالة أو قاذورات تعاملنا معها تعامل المتلطّف  المعتدل.!
حتّى محمد شكري الروائي العربي المغربي ،رغم "بذاءة"مفرداته بالمقاييس العامة يجده البعض من أفضل الروائيين العرب،ولكن لو جاءت كاتبة وكتبت بأسلوب شبيه بأسلوب محمد شكري سننعتها جميعنا وستتهم بأقبح الصفات.
حتّى اللغة العربية أخضعت لمقاييس الذائقة العامة.

صباح الخير حيفا...غراب واحد لا ينام في المدينة،



أما أنا وقد بالغتُ في التّعب،وامتلأ قلبي بكل الأسى،
 ولستُ على ما يروم مزاج السادة أعضاء القبيلة،فلن أكترث لأتفه الأسباب ،ولن أقف على حدود اللهفة المقيتة،
ماذا يعني أن تحبني والجندي "الإسرائيلي"أقرب إليّ منك،ماذا يعني أن يصدح صوتك بأجمل العبرات دفاعًا واستنكارًا،وأنا الّتي تحت كلّ القمع تتنفّس هواء العبيد،؟

أنا أراقب نفسي قلمي،قراءاتي،نظراتي،حتّى أمزجتي،ومواعيدي النسائية،تلك الموجعة،والاشتهاء المؤلم،وجوع والرّغبة ،الاقتراب من الأربعين شيء مؤلم ،ليس ألمًا اجتماعيًا،إنما لكوننا نبدأ باكتشاف أنفسنا فندرك أننا ضيّعنا الكثير ولم نهنأ بلذة الفنجان والسيجارة والكتاب ودقيقة الانتظار الزائدة عن الموعد..حتّى تلكم القبل في الأحلام الوهميّة مارسناها بحظ كبير من الخجل.
غراب واحد،أسقط أمامي تمْرة واحدة قبل لحظات من كتابة هذه الأسطر الأخيرة ،أعرف أنه لا ينام،لكني ما عرفتُ من أخبره أنني بحاجة لحبّة واحدة،كي يعتدل مزاجي،تمرة بحجم سعة يدي.