السبت، 31 ديسمبر 2011

مر عام على صحوة الشعوب .


مر عام على صحوة  الشعوب .
عام من العزم و الإصرار رافقه الألم و خسائر كبرى ، أشياء تعوض و أخرى غير قابلة للعقلنة.
ارتفعت أصوات و خفتت أضواء ، رأينا ما لم يُر  قبل بدء العام المنصرم و سمعنا ما لم يسمع من قبل .
نمني النفس أن هذا العام سوف يكون لنا منه حصة أكبر من النصر و  الفرح  لا يشبِهُه فخر ،يزدهر عصرنا فيرتق الوجع   و  ينقرض الآتين من الأزمنة القمعية .
امضوا  فحيثما تولون جهادكم هنالك نور النصر،   أهنئكم على هذا القدر من العزم و الإصرار و جودة البصيرة يا خير أمة. 

إحالة كتاب "أوراق مهربة من الاراضي المحتلة" الى الرقابة

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

شطحات




حفنة حنين إليك إلى التراب تغريني بالبقاء ، هزَ القصيدة قد امتلأت روحي بك ، تساقط  
يا آخر الحب همسا فوق أهدابي علّه يثقلها ، أنام و أظل أحب عالمك الخيالي ،
 معتقلة  دون رقم أو هوية  ليت الوقت المتبقي يسعفني  ، كي أهديك أغنية ،
حين تدق ساعة  الرحيل لا أتذكر إلا أنت ،


صوتها ، عذوبة الهمس :  (إنتِ صاحية يما ؟تشربي شاي .؟) هذه المرأة تغري بالبقاء بالسهر ، عبير الجبال في ذيل ثوبها و إزاره  شموخ و كبرياء ، حُسن الظّن ، لمسة العفو العطف ، تجتمع فيها كل صفات الضّم ،
و حين تقف على سجادة صلاتها  أحمد الرّب أنْ لها في الجنة مكان و أنها أمي .

في الطريق راودتني أناي عن مرادي  تصارع ذلك الملازم خط الحلم لستُ ألومها فهي لا تدري معنى  وجوده و بقائه ،هذا الذي وهبني راحة بال و واقع  إمبراطورية الأنثى ، قمة قد نالها جنوني ، طيف أزخر بالأمل ذاهبا و آيبا يجتاز أوتار الشوق ، نضيع في نسيج لفّه الخيال ،سواء أثناء فترات الركود أو أثناء ساعات الشقاوة للقهوة مذاق آخر حين يأتيني متأنقا بقصيدة ، نندفع اندفاع المجانين في ارتعاد و خوف كأنّا في منتصف حلم أشبه ما يكون بالكابوس الرهيب ،كمن يلعب لعبة الخطر،  حينها تصبح الأشياء سهلة أو على الأقل هكذا تبدو لنا شيئا فشيئا   شيئا ما أوقفنا  !


تتأجج في النفس أمنية تدفعنا إلى أن نتلاءم مع الأمطار و لا ننفك نعبّر عن دهشة .
نقتطع كسرة  فرح نحملها على وجه التراب و نمضي هكذا على نحو لم يكن بالحسبان ،إنه طريق  اللا عودة طريق مشروعات كبرى تتراءى لنا المدينة و إرثنا المشروع يتراقص في  نشوة فواصل يدهش المقامرين  أولئك الذين توقفوا عن السير خائفين من صور لم تبارح خيالهم .



  
إنه  الوعد يا صاح وقف ببابك  كجرة كحل هارب من سواد  الحدق ، في بعادك رماني الشوق و مال القلب فأنكسر ، كـــكلام محال  كيد مقطوعة مبسوطة نحو العدم ،  ،  إن لم تكن على قدر الوعد فكن على قدر البعد ، ، شكرا كثيرا ،،

تلك أيام كانت أشبه  بالخيال ، أن أهضم  ساعات الانتظار الطويلة العذبة  ،و  حربا دارت  في رأسي حين تجمد الشوق  بيننا و صار  مثل الجسور الشاهقة ، ليالي مهدها ألف عمر انتظار و حفنة شوق،    أي عذاب مارسته  عليّ و جرحي الدفين اللعين  ما فارق مسامات الروح، و أعجب  كيف استحال  العذاب إلى شجرة  سنديان  أستظل بها و شعورا بالفخر يرتد إليها فتكبر و يطول عمر انتظاري لحظة  أتحسس الدفء و تأتيني رعشة البرد ، أهرب إلى غاباتي بحثا عن كهف !



الأحد، 18 ديسمبر 2011





من عمق الروح شرارة وجد وعناقيد روح و تجليات و للنفس سماء أخرى ،تحلق بنا و نحلق بها حيث لا مكان لأجنحة تضل طريقها و للكتابة عبق برائحة الذاكرة الحاضرة في النفس حبر و ورق ولي محطات كانت مثقلة بالوجع تارة و الحب و التضحيات تارة أخرى ، كان لزاما عليّ أن أجمع شتاتي حروفا و كلمات تتجلى فوق أهداب الكلمات عنقود فضاء و شوق ، أزف لأحبتي القُرّاء بشرى توقيع على كتابي الأول تحت الطبع أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة لتكون بكورة هذه التجليات لأضعها بين أيديكم و كلي شوق أن تكون عند حسن ذائقتكم في القريب العاجل ، و من هنا ومن عمان و حتى قلوبكم أتمنى عليكم مباركة هذا العمل و الدعاء لله أن يلقى النور حال  إتمام طباعته و توزيعيه محبتي ،
مرمر عمر القاسم الأنصاري ،

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

خبايا قميص -3-


تخلخل البرد في العظام ، هل تشعرون بالبرد .؟
في الشوارع الحمراء حيث يعتقلك الخوف و القلق ، حيث لا قيمة للوقت العابر فوق الجسد ، ولا قيمة للتفاصيل طالما تشابهت في اللون و المذاق ، فنحن لا نسمي الأشياء بأسماء ولا نمنحها صفات مختلفة إلا إذا وُجِدَت و اختلفت ،
هناك حيث يزحف إليك البرد ببطء شديد ، فتغوص أكثر ، فأكثر ، في وحل  الريّبة و الشك المميت ، يكبر حجم أزيز الصمت في  رأسك ، و يتجدد الألم في العروق رغم غيبوبة الزمن ، و أن كل مواقد الكون لا تساوي شيئا إذا لثمك برد الأنين ،!
أتوق لوطن بين أضلعك   يذيبني كما السكر ،يلقمني الفرح الصباحي ، و يشعل لي شموعا تكفيني عامين ... ربما أكثر أنضج أيها الطفل الشقي ، انضج ، عطره الملوّز مشكلة كبرى ، و ربما ليست هنالك مشكلة بكبرها على وجه هذه الأرض ، لكنه لا يستطيع الاختباء بوجد و هيام و إن كانا عظيمين ،    

أن نهبط من علو أفكارنا ،نحتاج إلى أن نعدو إلى الوراء قليلا  و أن نعود إلي حاضرنا   قليلا  نحتاج أن نمارس البراءة  قليلا  و أن نقول قولا سديدا ،

 لأن برد الوطن أكبر من أن يمر فوق جسدي  ، لسوف أذيبك في فنجاني حتى الاختفاء بالمِزاجِ ، كما لو كنتَ آخر قطعة سكر في بيتي ، هكذا أحتسيك بلذة خرافية ، و الآن ما  عاد بمقدورك استفزازي مثل خشخشة لعبة طفل غاضب ، وصار بمقدوري الاستمتاع بالشعور بالأمن التام من الخطر أو التهديد ، ستغادرني الساعات المفزعة و هي في قلق متزايد على أنه لم يعد بمقدورها استرجاع سلطتها التي استولت عليّ مدة كافية كي أفسر تمردي عليك و عليها ،

الحب مثل حاطِب الليل فيه الغث و السمين ، لكن الحب أيضا ليس ناقدا ولا مروِّضا ذاته ،كائن وديع يعيش في الأحشاء البشرية و الحيوانية و يتغذى  على السهر و الرّهق ،  و هو أيضا ممن يعتقدون أن الشعور ذاتي الرَّدم ،
أخبرني ، ماذا لو مزج الدم بالتراب ...؟!!!

عَنّابٌ يبيعني الحب قطرانا ، ويحه  ما درى  أن الحب هبة السماء  ، يشترى بغير المال لا يباع ،                     خرج منها لحظة  بلحظة  مثل خروج الكحول من جسد مدمنها  ، يجتهد كي ينام مطمئن ليله ،
ليته يسلم و لو جدلا أن الأموات لا يدركهم البرد و أن (  المساطيل)  مثل الدَّلاة  الفارغة عقولهم ملأى قلوبهم بحرارة زائفة طارئة  يختلون و تغشى أبصارهم ، و أنه مثل شوكة تحت ظفري و انتزعت ،

مالك تجرجر الحروف ،  التي لم تمكنها  البلاغة  فضّ الخلاف  ، لا تغتال الكتابة ، لا تسلبها البصيرة ،
تهادى إليها  كما لو كانت طفلتك المـــــدللة و أتركها تذبل مع ذبول الياسمين ، كي تجف  فوق تراب الحنين ،لا تتوهم  أن تواريك خلف التعب يمنحك الراحة و الهدوء ، إني للحروف لعنة كما لعنة الساحرة ذات العصا السوداء ، و لسوف تلاحقك أينما حللتَ أو ارتحلت ،

إذا حدث و قلتُ أني أحبك ، لا تأخذ الأمر و كأني أمنحك حق المواطنة ، فمعنى قولي أحبك أني أمنحك ورقة تتيح لك الإقامة المحددة المحدودة ، من خلالها يمكنك التقدم بطلب الحصول على المواطنة ، و إن انقضت المدة المحددة للإقامة و لم تتقدم بطلب الحصول على لقب مواطن شريف بعد فعليك تحمل العواقب بدءا بترحيلك من حيث جئتَ...

مجرد ملاحظة : لا تعجب من قولي ( مواطن شريف ) لأن الأوطان تمنح الحقوق للأشراف و كذلك للأنذال ،

لا تفضي إلى الليل أسرار جذور الذكريات التي قضينا دهرا من الصمت، و إذا كنتَ تنتوي اقتلاعها فأهتك سرّها خارج اطر المطلق ، ثم احتسي العوائق جرعة واحدة و اسقط وحدك فريسة للهذيان و الشك و اليأس ، كن ما شئت  و أحذر براثين البرد ،  فلن تكون ما كنتَ ، لأن ما يقذفه الأصل لا يلعقه من جديد ،!

يا قلب تصبح على زورق يبحر في فضاء كون ، و أحذر كثيرا فإني أخشى عليك حلاوة السكّر ،،

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

!!!




الأولى : 

 لعنة هي رغبة تعبِّر عن تمني قوى خارقة  تفعل ما أردنا فعله و لم نفعل حتى الآن ، إن  الطقوس المصاحبة لها  يتوجب عليك النظر إليها بميكروسكوبية عالية و إلا فإنك لن تلحظ دعوة الأرواح و صلاة تعاويذ السَّحَرَ.  و إياكم و أن تقفوا مشدوهين أمام هذه الهالة كأنها شبحا ضخما و أن تظنون  الظنون أنها حالة كما بقية الحالات السابقة ،

زمن الرِمم ،فيه خطاب  التفنين السياسي  مثل حبل الرُّمّة ،أبواق مثل الحيوانات الثديية  المقتاتة على وعود الإصلاح و حرب البطالة وتوفير فرص عمل تحمل شهادة ( شوارعجية)   يسعى الغالبية لاسترضائها و رضاعها و حين ينفق كل الحليب تشخص أبصارهم إلى فضاء  فناء و لا ينبسون ببنت شفة ، الأمر برمته رِمم ،  و الحقيقة أنكم من قوم سَدَنة و أنهم  يعفون عنكم و يخلون بمبادئهم !  

  يد  بليدة تطرق بابك : انهضي من رقادك يا أمة  و أنهضينا ، محاطون بشواهد التاريخ و فروسيته المؤجلة ،أثقلتنا الأسفار ، دثرينا ، هدهدي أمانينا ، أنظارنا حديدية تدخلنا في أكمام الزحمة ....
 مجتمعات استهلاكية ، تقتني  العاطفة  المعلبة  المزورة  ، تدخلها إلى بيوتها تكاشف عقول نسائها تخامرها في حضرة الشياطين ، و يا الله ما انتفضت النساء من أجل النساء و ما انتفضت النخوة من تحت الثرى لمّا رأت جثث القتلى و الثكالى ، ما ضرنا إن سمعنا صراخ طفل ولا بكاء مغتصبة ، بل ضرنا  إن عزباء   حامل  في مسلسل تركي تبرر العهر و تمنحه صفة إنسانية ،و أخرى  عاشقة لعشرة غير  زوجها رقرقت القلوب  يا الله صار الإنجاب خارج الوثاق الشرعي إنساني و صار أطفال الفلوجة عار ، صارت عارية الساقين حبيبة الملايين و الحرة الزاهية قابعة في السجن بتهمة الإرهاب ، عجوز تشحذ في شوارعنا نمر كأن ما مررنا بها و هيفاء يا قلب أبيها ( عملت حادث كَسَّرت قلوب الملايين حين تزوجت  تاركة عشاقها يبكون حسرة على نظرة )  و أم المؤمنين  طعنوا في عرضها و ما اهتزت الشوارب  ،

إن نظرية التحدي و الاستجابة تعمل عملها الفعلي هنا   بشكل كبير جدا  ، نظرا إلى تسارع الأحداث و تسابق الفرد مع الزمان في حالة دائمة التحدي ، ليس من يصل أولا بل من ينتهي قبل أن يتوفاه القدر ، وهذا قبح أن تسعى إلى شيء أنت  تعلم يقينا أنه و أنك لن تسبقه  و لن يسبقك .!

يمور عواء الذئاب ، كلما جاء ينذر الأحلام بالاحتراق ، و كلما ذهب أذهب عنا الخوف ، و تبقى تمور  بلادي و برق لياليه الجميلة ما بقي في العروق دم يراق !!!
جاءته روح من عند الغساسنة  وشوشت للقنديل أن حينما بدأا يهبطان إلى الدرك الأسفل سقط منهما تاج الامتياز فأثار  ضجيجا في القاع ناداهما من  العمق  السحيق : جئتُ أفسد عليكم الفرح و أفسد عليكم نشوة الخيانة  لكن  أبشركم أن سأبقي لكم نشوة الموت، متى جاء و كيف ...جلّ ما نعرفه  هو أننا نحن أشباح  تخاطب أشباح ، يشدوننا من أكمامنا ثم يضيعوننا في زحمة السنوات الماضية ، و نتشبث بأهوائنا كمن علق بأردان أغنية  كلماتها هباء ، و نقف عند نكهة جديدة للخيبة .بحزن واضح و بتهذيب غير عاديّ  قال : كل المرايا كاذبة  يا للقبح .

  أيّها القارئ  فرصة لا تُعاد هذا مكان للرّاحة و التعصّر ، ارفع رأسك إلى أعلى و تأمل ، تأمل أوضاعك نصف معركة أرباح و خسائر ، تأمل  عدوك  ، ثُر عليه إن كنت متعباً  من الحياة ، أيّها المثقلون بالمذّلة  و القهر و الظلم ، لا تتوجسوا  خيفة من المتخاذلين و المداهمين الليليين إنهم يومئذ من المذعورين خاسئين  مدحورين ، استمروا  بأكثر قوة و إصراراً ، و تهيّؤا  إن السماء لكم  تأنقت و تألقت و إن أسرابا من الحمام ستقيم لكم  أعراسا ،

 الثانية : 

أبرمتُ صفقة من أجل  الذين يجهلون ، أولئك الذين يشتهون العبث في خبايا النفوس أهديكم قضمة من دوامة غيبية ، دوامة كــ أرجوحة يلهو فيها التضارب و التناقض و كل المسائل الحسابية  التي فككها العلماء بطرق غير شرعية ليست معهودة ولا معرّفة في عالم الفيزياء إلا بضرب من الجنون ، إلى من علّقوا مناجلهم و أطلقوا سيقانهم لريح الغدر ، إلى صناع  البؤس الماهرين الذين وسعوا عالم التسول في ساعات الخطر الشديد ، إليكم شيئا من رباط الجأش ... و لئلا تخونه رباطة جأشه و تهن عزيمته علق هو الآخر منجله و أطلق ساقه  لريح  الزيف ، 

يقول هيجل في كتابه فلسفة القانون : ( كون الإنسان في ذاته و لذاته لم يوجد ليستعبد هذه حقيقة ندركها كضرورة  عقلية فقط ، و لكي نكف عن إدراكها كمثل مجرد علينا أن نعترف أن فكرة الحرية لا توجد بالفعل إلا في واقع الدولة .) انتهى .
 
إذا فإن الدولة تعلب دورا رئيسيا هاما في تشكيل حقيقة وجود الحريات في ضمن قوانيها كوجود الأضداد ، مثال القبيح كي يكون هنالك الجميل مثلا ، مما يعني أن عدم وجود للقمع يعني أن لا وجود للحرية فهي موجودة لكن بدون ضد مما لا يشعر المرء بوجودها على الإطلاق ، هنا ندرك أنه كان على الدولة إيجاد الضد فأوجدت لنا القمع كي نعتقد بوجود الحرية .
     
وهنا يكون التصفيق إجباري ، من المؤسف أنه يتقدم على كثير ممن هم على شاكلته  في السخرية من العقول ،  و ينظم شعارات و خطابات رنانة  لا ينطق بها مسلم  بأسلوب تهكمي مزدرد مكشوف رخّص قيمته ( ولا قيمة له في الأصل ) إلا في أسواق النخاسة ، لا يلوي فيه على أدب وخُلق تجاه الأمة ، وهو يعلمُ أنْ لا معاقب له على ما يقول في هذه الدنيا غير الله سبحانه إن كان يؤمن بالله أصلا ، أحد أهم خصائص هذا الكائن الحي الميت هو التكيف مع الليبرالية و الدمقرطة و الفائقين في التصفيق  المنافقين يُعصَم بهم و بالسفهاء دمه !!!