الجمعة، 31 مايو 2013

خطوة!

المغامرة هي الخطوة الأولى على درب الانتصار،مغامرة قد تأخذنا إلى تخوم الموت دون خوف،والتراجع يجعلنا جبناء،فلا تتخلّى عن اختياراتك،وإننا لات نُقدم على ركوب المخاطر،إلا حين نكون بعيدين عن آراء الآخرين،مستقلين فكريًا،والاستقلال سمة الواقعيين غير التبعيين.

لديّ يقين أننا سنتمكن،لو استعدنا الثقة بأنفسنا،من انتصارنا على الخوف والتَبعية  اللذين أعاقا حركة التّقدم بالإنسان،وذلك يعني أن السير الحثيث نحو ما نرغب به يشعل فينا زهر الحياة،فيحرر بطريقه كلّ العثرات،بينما الرجوع إلى الخلف حينما تتقد فينا الرّغبة في الاستمرار ينمّي الأشواك ويبني بيننا وبين المستقبل سدودًا من صخر جلف.
 من لا يُقدّر ذاته ولا يقوّي فيه العزيمة لن ينجح في أداء عمله وإتقان المهام الملقاة على عاتقه،وبالتالي سيصيب المعولين عليه بالخذلان،إلى جانب إصابته بالإحباط النفسي،مما يصعب لاحقًا نهوضه.
هذه النوعية من الأفراد ربما لن يتمكنوا يومًا من حيازة الاستقلال الذاتي سواء على صعيد القرارات الشخصية و الفكرية أيًا كانت،وهذا حال شديد الفظاعة أن تغدو مجرد رقم نمطي في غابة كبريت.

وهنا لا ينبغي علينا إلقاء التهمة على التربية الاجتماعية،والظرف السياسي،بل يتوجب علينا أن نقتسم مجموع الإخفاقات الفردية والاجتماعية،وكخطوة أولى يجب البحث عن الجزء  الإنساني الكامن في أعماقنا،هذا الاكتشاف يفيدنا في أن نكون جزءاً لا يتجزّأ من صقل الشخصية الناجحة "الفرحة"في مجتمعاتنا.

الخميس، 30 مايو 2013

قراءة لغزالة صلاح أبو لاوي"لابدّ من قمرٍ لأعبرَ"قصيدة



لا بدّ من قمرٍ لأعبرَ
للبحر موسيقى
ولي حذر الغزالةِ في ركوب الموجِ
لمْ أخلعْ أناشيدي
ولا أسلمتُ أحلامي إلى ظلِّ الغوايةِ
أو نَسيتُ
فأنا احتفاءُ الضوءِ بالسارينَ
رفرفةُ الطيور على خوابي القمحِ
لهفةُ عاشقٍ كَسَرَ الغيابَ
براءةُ امرأةٍ تحطّمُ إذْ تمرُّ زجاج أخيلتي
فتنهمر السماءُ
أنا الكلامُ
أنا السكوتُ
لنا أن نتخيّل ما المراد من معنى الفكرة الّتي تعبر عنها القصيدة،بل تعدت ذلك،فكان لها تأثيرًا قويًا،وهذا غاية في الأدب،أما كيف ركبت بقعة ضوء منهمرة من شمس أشرقت للتو ظهرَ موجة وأين أفضى بها المَدّ؟هذه حكاية أخرى عثرنا عليها في تورية المعنى" ولي حذر الغزالةِ في ركوب الموجِ"
، لها سيقان غزال تتقافز مرحًا في مرج ابن عامر،تاركة أثرًا جماليًا للمعنى،يتمدّدُ فيكون حكاية فوق القصيدة،وهذا يحتم علينا إعطاء الشاعر حركة ودلالة توظيف صنعت هويّة للنص،مما يضيف إلى النص شيئًا جديدًا مع كلّ قراءة.
 
للبحر موسيقى
ولي أنْ أسألَ المنفى عن الأسماءِ
عن سرّي الذي أعْلَنْتُهُ قبل الولادةِ
عن قطوف الياسمين بقلب عاشقها
يموتُ ولا تموتُ
للبحر موسيقى
وإني ظامئٌ
لا ماءَ في عين المحبِّ
ولا شتاءَ يزلزل الحرف القليلَ
فكيف أطلق عين أسئلتي
وهذا الليلُ حوتُ
وهنا رسم الشاعر صورًا حسيّة،ندركها بإعمال مخيّلتنا،الليل،والحوت،والشتاء،والزلزال،وعين المحب،والظمأ،والمنفى والأسماء."وهذا الليل حوت" تعيدنا إلى فاتحة النص،" لا بدّ من قمرٍ لأعبرَ"، وتحتّم علينا النظر إلى هاتين الجملتين بمنظار يستجيب لإبداعهما، لكن الوقوف الملزم لنا هو عند كلمة ظامئ، فكان هذا الشاعر يونسيّ الإبتلاء في بطن هذا الليل"الحوت" فلا تختلف ظلمة الليل في عين المحب عن ظلمة بطن الحوت،فكلاهما مناط الصبر،وهذا الصبر لا تفكّ طلاسمه إلا حين يتحرر الشاعر من هذا القيد ويطلق عين أسئلته الفياضة في عين حبيبته الّتي لا ماء فيها،وربما يتبادلان الأدوار فتطلق الحبيبة ياسمينها في قلب عاشقها كي تبدأ الولادة الحقيقية فيما بعد.
للبحر موسيقى
نزيفُ الخاسرينَ
زفيرُ أرملةٍ على صدر الشواطئِ
فرحة الناجين من أقدارهمْ
أعمارنا الجرحى
أنين شوارع المدن الكسيرةِ
حشرجات الريحِ
تأتأةُ الخيانة في مواجهة الرصاصِ
مشاعنا
وزعيق من وقفوا على أطلالهمْ
موتى،
ولي أن أخلع المنفى
لأستر عورتي
ضدان نحنُ
وبيننا جثث الحكايةِ
والمدى
وهوىً مقيتُ
وهنا اختلفت موسيقى بحر الشاعر المفترضة لتصبح موسيقى جنائزية اللون،تأخذنا إلى وطن أبعد من السماء ،في دوائر متلاحمة،يفضي بعضها إلى بعض،تحشد الحركة متّجهة إلى ملحمة لتتولّد من تساقط الموسيقى سنابل ضوء،ويستمر في دندنة خافتة مثل طير هدّه قفر الصحراء بحثًا عن قشّة تصلح تأتأة الخيانة و تستر عريّه.
ومن حيث لابد للشاعر أن يلتزم بالحقيقة سواء كانت دينية أو تاريخية،ولأن خطأ الشاعر مفسدة لشعره جاءت " زفيرُ أرملةٍ على صدر الشواطئِ ،فرحة الناجين من أقدارهم"  واضعةً أصبعها على بداية النهاية"حيث يلفظ الحوت ما في بطنه"
ولي أن أخلع المنفى
لأستر عورتي
ضدان نحنُ
وبيننا جثث الحكايةِ
هذا المعنى العميق يذهب بنا بعيدًا في دلالة معنوية،تنثال منها معانٍ اعتمدت على الحكمة فاختزلت قدرًا كبيرًا من تاريخ الإنسانية، فكان الطباق الذي عمد إلى استخدامه الشاعر موفقًا، ليجمع بين الشيء وضده ،فكان هو المنفى وهي الوطن،وبقراءة أخرى نراه نارًا ونراها جنة.
 
للبحر موسيقى
سمعت صراخها في القلبِ
كان الله مرتاحاً هناكَ
وكنتُ أبحثُ عن دمي المسفوكِ
عن معنايَ
أبحث عن أصابع عازف الإيقاعِ
حتى خانني دمعي
وخنتك يا إله الحربِ
خنتك في القصيدةِ

إذْ نزفتُ على طريق الشامِ أكثرَ،
لا أرى في النهر إلا ما تدفّقَ من عيون الشيخِ
نافذتي هناك على المسيحِ
وظلُّ أحلامي
وقلبٌ باتساعِ الغيمِ
إنْ عَطَشاً شقيتُ
مجرّة إشارات  توحي في مخيّلة القارئ دلالات  فوق المعنى،مُهَيأة لأن توظف نفسها في سياق شعري تاريخي،بإمكانات فتح النص للقارئ كي يؤسّس منها أبعادًا دلالية وقيمة إبداعية تفرض علينا استحضار المخزون الذهني زمن التّلقي.
 "لا أرى في النهر إلا ما تدفّقَ من عيون الشيخِ" إن الوجود الفاعل  للقارئ في حالة قراءة هذا الاقتباس يؤكد على استحضار الغائب،وإنه لن يكون عسيرًا استحضار كامل السياق الذهني المحتمل لهذه الجملة تحديدًا،وهي الدلالة الّتي تشير إلى نقطة العبور مانحة الناجين عينًا تطل على وطن هجّروا منه مرغمين، فقصَر الشاعر المعنى في عيون الشيخ.

للبحر موسيقى
فهل في الليل متسعٌ لحُلْمٍ آخرٍ
هل يورقُ المنفى
وتتضحُ السماءُ
وما تشابَهَ من رذاذٍ أو تنافرَ؟
إنّ هذا الليلَ فسقُ
لا بدَّ من قمرٍ لأعبرَ ليلتي
إذْ كلما أنّتْ خطايَ
تقافزت لغتي
فأسألُ
كيف حالك يا دمشقُ؟
للبحر موسيقى
وإني صاعدٌ من أحمري القاني
إلى كَبدي
فإنْ عَميَ الفضاءُ
فما عَميتُ
لأن الموسيقى دفق حسّي  ينفتح على الآخرين فإننا نلحظ تكرار جملة"للبحر موسيقى" سبع مرات تناسلا منها عنصرين أساسيين للقصيدة،هما البحر والموسيقى وما بينهما الرقم سبعة،ودلالته الكبرى الّتي لا يمكن تجاهلها،لتحضر في السياق الذهني  الحروب الّتي دارت فوق أرض الوطن،ودلالته الدينية إلى جانب موروثنا الشعبي"خلف البحار السبعة"و المقامات الموسيقية السبعة،وأبواب دمشق السبعة.

 ختم الشاعر قصيدته بما بدأ به من حيث المعنى" فإنْ عَميَ الفضاءُ،فما عَميتُ" وهنا يحضرني قوله تعالى الآية 46 من سورة الحج " أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"  فاكتمل طواف الشاعر،من الولادة إلى أن بلغ الحج.
هذه قصيدة  كانت ملكة وجدانية دفعت بالإنسان إلى أن يتبع هواه،مال بها،فارتقت به حيث أشرقت،وأضاءت  على قصائد الشاعر صلاح أبو لاوي،فكانت شمس قصائده.


الأربعاء، 29 مايو 2013

قراءة في المجموعة القصصية "أيام مُعتمة"للأديبة العربية المغربية البتول محجوب


أيام معتمة
 للأديبة البتول محجوب "المغرب"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حيث تجري عملية الإقصاء المصغّرة للرأي والإنسان،وهو إقصاء وإن كان - ساذجا- ،وفي رأي البعض "ضحايا صغيرات على الطريق"إلا أنه يظهر "بنمطه" القاتم العريض على صفحات وجوههم،يظهر ليطرح الأسئلة الّتي لا تطرح عادة في الرأي العام.
في اللحظة والمكان المناسبين
وقبيل الانتقال إلى تناول مشهد الكتابة من منظور نفسي فلسفي وبالنظر إلى أسلوب القاصة المضطرب الذي  جعلني أدخل النص من مدخله السيكولوجي للمؤلف خروجًا على النص وانتهاء به.
إن القراءة التحليلية للنص الأدبي يجب أن تكون من مدخلين رئيسين ،المدخل النفسي للمؤلف أولهما،والثاني المشهد الأدبي.وذلك لأن الكاتب لا يصل عمق ما يبدعه  بغير تقمص الشخوص في النص ،وهذه الأخيرة قد تكون ممارسة علاجية للاضطراب النفسي الذي يوقع الأديبَ تحت سيطرته .
فكثيرا ما نجد الرواة يروون مذكّراتهم في نص واحد،أولئك هم الرواة الفقراء رغم سعة المُذكِرة،هنا جاءت البتول لتطرح الأسئلة ولم تكن تقص علينا حكاية عابرة،فما بين السطور أكبر وأعظم من مجرد قصة كادت تكون متقنة العناصر والحبكة،أكبر من صحراء العرب،وأعظم من البطولات المفصّلة على مقاس العقول.
تقول  في نصها"رسائل من المنفى"ص_15 :" تقرأ رسائله الآتية من منفاه البارد بلهفة حرارة بلدها،ولا ترد باللهفة ذاتها،علّه يمل ويدعها بسلام."
 لتطرح هنا سؤالها الأول،ما الذي يجعلك متمسكًا بي ويبقيك في المنفى.؟
تضيف في الصفحة 18:آه كم أعشق وجوهكم الطيبة وأحن لدفء حضن هذه المدينة المنسية ولدفء وجوه بسيطة دون قناع."
ولأن الوجوه لا تفقد حرارتها بسبب ارتداء الأقنعة أو لمجرد تبدل الطقس،إنما لفقدها ملامحها الفطرية،فكأن الكاتبة تسأل السؤال الثاني هنا:أين غارت  ملامحكم.؟
"ابتسمي في وجه شمس مدينتك الصغيرة حين تطبع قبلة دافئة على جبينك لتزيده سمرةفي هذا الاقتباس نسمع صوت  الدكتاتوريات توّزع على الرّعية أسباب الإخلاص،كأنهم آلهة خلقوا الشمس وجعلوا لنا فوق الأرض سماءً لا حدود لعتمتها. إذاً كيف استحالت الصحراء اللامتناهية إلى مدينة صغيرة باردة بعين امرأة دافئة ،أي ألم استبد بالكاتبة ليُقلّص حدود الصحراء ويُلغي لفحها .؟
كلّ شيء تسكنه البرودة إلا الحروف تجد فيها الدفء ذاته الذي تتحدث عنه القاصة في العديد من  المواقف وبواطن الوجع في السبعة عشر نصّا ،ولتضيف إلى عقولنا نظرية جديدة،أن الأماكن تكتسب دفأها من ساكنيها وليس العكس.

 و جاء في صفحة59 إهداء آخر للكاتبة،تهدي النص المخبّأ خلف العنوان وجع تموز :إلى من ابتلعه الغياب وتركني وحيدة أرتشف ملوحة الدمع،إلى رجل رحل قبل الأوان،إلى رجل ثكلته الصحراء،إلى "محفوظ.."

وهنا عثرت على البيان الذي قدّمته لنا القاصة كاشفة عن خبايا النفس في سيكولوجيا النص،تقول:"أصرخ بصوت تخنقه الحسرة والغصة في وجه تموز:ماذا فعلت لك طفلة تأبى أن تكبر؟" نوع من الفصام الواعي للفرد،حيث ينفصم عن واقعه ليرحل إلى ماض عاشه من غير وعي،ربما ليحاول فهم الأحداث الّتي جرت في تلك المدة الزمنية متسلحًا بإدراكه الحالي،ونكاد هنا نشعر بمذاق ملوحة الدمع.

تمتلك الكاتبة حسًا مرهفًا في الكتابة،غير أنها أنهكت السطور بتكرار بعض المفردات في العديد من جملها والذي أفقد بعض النصوص جماليتها،وكي نقرأ مثل هذه النصوص بمسؤولية ، علينا الاستعانة بمحلل نفسي،ففي بعض الفقرات نكاد نستشعر صعقة قادمة للقارئ،إلا أن القاصة في لحظة ما قمعت البوح فخرج بعضه مبتورًا.
إننا هنا أمام قاصة لم تكن حيادية أبدًا،وكأنها كانت تجترح إثمًا بحذر شديد في كلّ نص،مما يعني أنها لم تتخلّص من النزعة العاطفية الّتي كادت تفيض في بعض المشاهد ،وهي ليست سلبية إنما هي وظيفة بنيوية ساهمت في بناء القصة.
من وجهة نظر ومن المبدأ الأنثوي لرؤية الأشياء حيث تتكامل حرارة روح الأديبة مع جنسها،رغم الوعي وقدرة التفكيك الّتي كانت عليها غير أنها أخفقت بتأصيل  مبدأ مركزي لنصوصها وبقيت من حيث لا تدري أسيرة نصها الأنثوي،تحوم مثل حلم تتبخر تفاصيله لحظة تحيط الرجل بحنانها  فتفقد مثل مادة كيميائية إحدى عناصرها،فيكفي أن تقدم بيانًا بذلك يبين جنس الأفكار،بينما كان الأجدر أن يظلّ إطار الرمزية ضبابيًا.

"ناموا في سلام،لن نصالح أبدًا ولن نسامح." هكذا أغلقت أبواب المقبرة في النص المعنون جلاد يحرس شهيدًا ص_99 إلى 103 .
عندما ينجز الكاتب مهمة،  علينا أن نمعن في الصور الأكثر وضوحًا في اللوحة وطرح التساؤلات،لماذا الإلحاح على هذه الصورة  تحديدا،وكان بإمكان القاصة الاكتفاء بنص "أيام معتمة"ص_85 متخلية عن الوصف المطول حول الزنزانة والصحراء ،وعن نساء كثيرات بلا رجال ،منعزلات عن المشاركة الإنسانية في عزاء الفقد.؟ لتفضي بنا التساؤلات إلى الاعتقاد أن روح الكاتبة هنا كانت تجسد النار الراكدة في قلب جميع بنات جلدتها لتنشّط وتشعل اللهب ،تفصل أجزاءها ثم تجمعها في العنصر الذي يعود عليه العمل بالحثّ على مبدأ الحق بالعيش ونيل قسطٍ من الحرية،بحيث يكنّ قادرات على تفسير قيمة وجودهن والعدم،طارحة معضلة الحياة بلغة ناضجة.

بقي أن نقول إنّ العتمة واسم البتول محجوب ابنة وأختا لشهيد، كانت أسبابًا في منع المجموعة وسحب  جميع النسخ من دار النشر في معرض الكتاب الدولي في المغرب للعام 2011،وتم الإفراج عنها بعد ما يقارب العام على احتجازها دون إطلاع القاصة ودار النشر فضاءات الأردنية على أسباب المنع