الاثنين، 3 يناير 2011

سجين عراقي و أنثى مقدّسة .!

سجين عراقي و أنثى مقدّسة .! ( تحذير يمنع من لا يجيد القراءة إكمال النص ) ( ما الذي يجيء بك إليّ كثيراً .؟!) إن في حياة كل إنسان مشاريع و أحلاما تبلغ من الشذوذ و الغرابة فيما تبدو للآخر... حد أن يراها ضربا من الخيال والجنون . الشعور بالقهر في حال فقدنا السيطرة على ما نريد أو يمكن القول أننا لم نحصل عليه ..إنه شعور طبيعي جداً في مثل هذه الحال إلا أننا بشر و ليس بمقدورنا أن نترجم القدرة الإلاهية التي تمنع عنا الشيء أو تبعده عنا و نحن عنه، و كما ليس باستطاعتنا أن نعي تماما الغيب و الإلمام بالنتائج المستقبلية لما كنا نرنو إليه و بالتالي نصاب بتلك الحالة (القهر) . بعضنا يراقب الأحداث و يعود بذاته إلى الوراء وعندما يقارن الحاضر بالماضي حينها فقط يدرك حقيقة ما أراده في الماضي و الذي قد يمر عليه أعوام قبل إدراك الأسباب و في الحقيقة هي ارادة إلاهية بحتا ولا علاقة لتلك العوامل التي نحاول من خلالها التخفيف من وطأة الألم الشديد وبعضنا وصل به الأمر حد الشعور بوخزة في الصدر و ألم سكن الضلوع كأن نهاية العالم أوشكت على الوقوع .! إنه لمن الصعب على الفرد الإعتراف على الورق خشية التعرض للنقد و القدح ، خاصة لو كانت الإعترافات لها علاقة بتلك التفاصيل الحميمية و الحميمية جداً و خصوصا إن كانت بين امرأة و رجل ، و التي قد يتطرق فيها الكاتب إلى تفاصيل دقيقة الوصف ،بحيث أنه يشعر ببعض الخجل منه و مما اقترفت يداه ، حتى أكثر الأدباء صدقاً و جرأة على الورق نجد لديهم نوعاً من التحفظ وكثيرا ما يرتدون قناع الثقافة و العقيدة تتسلل من بين خيوط النص و انتقائهم المتقن و المبتذل جداً للمفردات الواردة فيه ، و هذا طبعا يعود لما سبق ذكره و السبب الثاني هو خشية خدش الحياء العام. في البداية روادتني أحلام كثيرة و رغبات خيالية برغبة شديدة لتنفيذ ما أريده و ما أسعى إليه ،إلا أنني هنا و يمكن للقارئ أن يعتبر ما سأقوله اعترافات واضحة و صريحة جداً إلى أبعد حد ممكن للقارئ عقلنته دون الأخذ بتجربتي كــقاعدة حياتية ، لأنها لايمكن أن تقاس أو تتخذ مقياسا و تطبق على جميع البشر و هذا لأن كل فرد يمتلك حجم طاقة تختلف عن الآخر ربما تكون أكبر و ربما أقل وأقول هذا كي لا يتعرض بعضهم للوقوع في الخطأ، و كي لا أتهم بالتحريض على المعصية و الخطيئة و تجميلها في آن . في المقهى بعضها أشياء لا تشترى و أخرى تقف على منتصف إياب ، هي أشياء لا تحكى و أخرى تقف على أطراف السطر ، هي أشياء صعب إخفاؤها و أخرى تقف مابين كرسي و طاولة تحقيق، هي أشياء لا تقال و أخرى تقف على حافة سقوط ، وجوه أينع الحزن فيها و حان قطافها ، هي بعضي و بعضك و بعض حلم أمسى بين طرقات الماضي جريحا يئن على وتر الرجوع واقفا بلا حراك كــالقتيل في ساحة الهزيمة . قهوة الصباح ... ذاك صباح تواطأ البرد فيه مع المدفئة السوداء الحديدية ولون الكنبة الخمرية وطاولة المنتصف الزجاجية السوداء تعكس شعلة المدفئة القابعة خلفي ، كنت أصغي إلى رجع الصدى ( لن يأتي ) و أرتشف قهوتي في انتظار ماض ليس بالبعيد فتحلق الروح في سماءات المكان و تسكن لُبّ الإغماءة ،و دبابير الذكرى تقرصني تعلمني تلافي الأخطاء التي أرتكبها سلفا ، و أهذبني كي أطبع على جبينه قبلة أنثى تحررت من تخلفها ،بينما يفصح صمتي عن عزمي تنفيذ جميع رغباتي ،.و الصدى يقول : لن يأتي ... متخلفة هي المرأة التي لا تعشق العراقي ، لايمكن لي أن أفهم كيف تكون الأنثى أنثى إن لم تك حبيبة لرجل عراقي ، يا رجال الأرض تعلموا منه كيف تكون الأنثى ،خذوا منه عطره ، خذوا منه أناقته ،خذوا تألقه خذوا منه حضوره و محضره خذوا كل شيء ، لكني أخشى عليكم أمرين أن لا تستطيعوا أخذ شيئين – حضارته و الرجولة ...! متى يأتي المساء و يأتي ضياؤه كــــقطرات المطر اللذيذة تتساقط قبلاته على صدري العاري كــحبات لؤلؤ تدحرجت من أعلى عنقي إلى وادي الشهوة تشعل نيراني ، يا فناجين النسيان التي أثقلها الذهول و البرد يتلو عليّ ترنيمة اشتهاء و أنا أمتهن الصبر الشاحب مرهقة في رحلة البحث عن سكينة الرحمة ، دقيقة أخرى مذعورة مهدورة أعلنت عن رحيلها حينما تسلل البرد ونخر العظام ، و حارت النظرات أي الأبواب ترقب قدومه ، و طرقه كلها ضعيفة موصدة .. وتصلبني على طاولة الانتظار الرهيب ، تتراشق النظرات عرض الأبواب في شبه غفلة ، في عمق كآبة ، وفي لحظة سكن الصمت الصلب فمي و أطبقتُ على شفة فنجاني و أغمضت عيني لِأواري حزني ، حين دنت خطواته مني ، فانتفضت أحاسيسي و تجنّدت تداهمني و امتدت إليّ أذرعه تعانق لهفة الاشتياق فملأ حضوره بوتقة الغياب...وكادت خمرة ابتسامته تسكرني ، أذاب الحنين في فمي و أيقظ ثورة الشهوة المنبثقة داخلي ، فألقيت القبض عليَّ سريعا كي لا تصلبني فوق صدره العاري ، و أنا أخشى عليه ثورة عصياني ، يشقيني حديثه الشائق و حضوره المتألق و أعشق النظر إلى شعره الأسود الذي خطه الشيب قليلا ، و عيناه الواسعتان تغريني ، و أشوقه أكثر عندما تلكز كتفه كَتِف تلك الجالسة على يمينه و يغريني أن أشعر أن النساء تشتهي صاحبي و عشيقي و أهنئني ... يشعرني بصحبته أني امرأة ليست عادية بل أميرة النساء ، يسير إلى جنبي بكل وقار ويرشقني بنظرة ملؤها الحنان عندما يظن بأني بعثرتني وسط فوضاه فيلملمني و يحتوي شتات أحلامي ، هذا الفارس الذي وهبني أنوثة بعدما كنت امرأة لا قيمة لها، ولوى شموخي بقبضه على خصلات شعري برغبة عمياء ،شغوف لا توازيه حماسة و إثارة ، و أنا كــالطريدة التي اختارت بمشيئتها النحر بخنجره بعدما اكتويت بلهفة انتظاره ، وتمادى و فرش لي أفئدة الحب الثمينة، و اعتلى صهوة وجداني آلمني بعض اشتغاله و بعض الإيلام سيدي يطيب حينما يعري كبرياء الأنوثة على مفارش الشهوة ، و أهيم في مداراه و أرتقي بسحر همسه و لمسه، و أحترق في كل لمسة يجيد من خلالها تجريدي ، و أتلاشى بين كفيه كـــقطعة سكر ذوبتها سخونة ، و أنتفض و أرتعش و رعده يعيد إليّ البريق ، و أموت و أحيا برعشته بين أروقتي النابضة قيد اشتهاء ، هناك على أحدِ الجدران صلبني كــرف مغبر راح ينفض عني غيرة النساء ويعلن أن الصرة موطن تسكنه الأنوثة القانطة الرابضة منتظرة أجدر الرجال، و يقلبني و أقلب ذاتي ، و أعجبُ منه كيف يضيء بلحظة جميع أمنياتي ، ويعتق ريقي بريقه برقة و حمّى تُلهِب جسد الظمأ ، وكم تمنيت لو أن تقيم رجولته في أروقتي و أن أتعمد بمائه من أول الليل حتى أنفاس الصباح ، كي أشفي غليلي بصدى الآهات ، و أكون كما يشتهي أن أكون ، و أسكر و يسكر من أردان الأغنية ،ويعيد صلبي ما بين الجدار و غاباته و ينزلني الحريق و يجلسني على عرشِ و أهتز عزة و فخرا و أرتعش و يرتعش و تجلدني الآهة في عُشرِ إغماءة ويوقظني بإقتحامه أحشائي و يترك ساقيّ تعانقان خصر الحضارة و تتدليان أسفل الرافدين ويداه تثيران نهدي كـــالخيل في ساحة النزال ، و أثور لثروتهما و الآهة تصدح فوق رأسي فأحاصره كــالمقصلة و أغرز في الظهر ظفري و أعض على الشفة ليى في عيني التحدي ...فيثور و يستل سيفه قائلا: نحن أهل العروبة لا نرضى من النساء التحدي و عليكِ أن تكوني ندي، و يزئر كــالوحش الكاسر ويهم بي يلم شعري المنثور على كتفي يفترس عنقي و يلثم النهد ليروض تمردي و يصقل جسيماته المُذيبة بجسيماتي المُذابة . ليشكل مَحْلولاً مُشْبَعاً و يتمم توثيقي بلذة عشق خالدة أنثى مقدسة . ويعود إليَّ الصدى لم يأتِ ..! و أعود منكسرة لأدرك أن الواقع المرير حاصره واغتال أمنيتي . والآن تحسسوا موضع الرجولة فربما لن تجدونها بين افخاذكم ، و إن تعثرت أيديكم بشيء ، وقبل أن تبدؤوا بالقدح اعلموا بأن جميعكم مارس الخطيئة و أنا الوحيدة بينكم التي مارست الحب كــحق ، وأكتبوا القصائد و أرثوا كآبة السماء فبعده لم يخلق ربي رجالا، يا كل دنياي ما الدنى إلا رحلة و نحن العابرون على هامش الإياب نقف على حافة كَسرِ السكون .. 21\12\2010