الخميس، 5 يناير 2012

تقديم/ كتاب أوراق مهرّبة من الأراضي المحتلة


تقديم
                                                    د. عبد الحق

مذ عرفت الأديبة مرمر على صفحات المعهد العربي للبحوث والدراسات الإستراتيجية أدركت أني أمام كاتبة لها خصوصيتها في التعامل مع الحدث واللغة، وأن على المتلقي أن يتأنى في قراءة نصوصها، فأحيانا تنحرف باللغة عن المألوف أو لغة الكتاب المكررة
ومرمر كاتبة متمردة على الموقف والحدث واللغة والأساليب، فهي لا تجامل على حساب مبدئية الموقف ، ولا تتحرج في استعمال المفردات اللغوية أو إصابة معنى ما ، ولا تقلد أسلوبا بعينه، فهي نسيج مدارس متعددة أفرزت منها شخصية متفردة تراها تشبه الجميع ولا يشبهها الجميع ، وطالما وقفت عند هذه المعضلة قبل أن أكتشف أن لمرمر قصدا آخر لم يظهر في المستوى الأول من قراءتي لنصها. وهو ما يشد كل قارئ لديه ظمأ للقراءة الواعية القائمة على تفكيك البنى الأساس للنص للوصول إلى تفسيره وتحليله واستنباط مكنوناته الخفية وإزالة جميع الأقنعة عنه.
إن قراءة هذا الكتاب وضعتني أمام الحياة بكل ما فيها من فرح وحزن وتمرد وثورة وفكر وأدب ، ولكل لون ميزاته وبريقه وفق موضوعه ووفق أفكاره الرئيسة ، وهو ما منحني متعة القراءة ومتعة السياحة في ربوعه ومعايشة أحداثه بكل ما فيّ من مشاعر وأحاسيس تتعشق هذا اللون من الكتابة الراقية.
 كنت أعلم أن المعهد سيضيق بمرمر كما ضاق بي وبكثير من الكتاب ممن يدركون معنى الكلمة ومسؤوليتها الحيوية ، وحقا ما خاب ظني فقد تعرضت مرمر لهجمة ظالمة ممن لا يفرقون بين الكتابة على الجدران في الشوارع الساقطة وبين من يجتهدون في تحرير الأمة بقوة الكلمة وعظمتها ، فما كان منها إلا أن غادرت المعهد ونفسها تعاف ما رأته وما تكشف لها مما لا يليق بالمرأة العربية ورسالته التربوية في الحياة.
لن يكون هذا الكتاب سوى مقدمة لإبداعات آتية ، أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها ويوفقها في مسيرتها الأدبية

هناك تعليق واحد:

  1. بوركت استاذ عبد الحق وهنيئا للاخت مرمر ونتمنى لها التوفيق ........

    ردحذف