الجمعة، 27 يناير 2012

دكّان الحنين !



هذا اليوم تناولتني ذاكرتي كما لو كنت وجبة شهيّة، فنضج في دمي الحنين إلى أرض الآباء . شيطان الوجع مراوغ  يراودني عن الأمل ،ساعدته الفتنة في علوِ الحنق فأثقلني و أوجعني. 

يتذكّر دمي ريح المسكِ و العود يفوح من أجساد الأمنيات المجاهدات و في مثل هذه المناسبة لا يمكنني أن أزعم أن الرفاق حبسوا أشجانهم كي لا يذرفوا دموع آلامهم، في زمن الانبطاح و قد صار المبتغى ضالاً يا صاحبي  لا ريب من الدم المنثور في أسواق الأنين . 

إن لم تألم كما يجب فإن للألم حق أن يقاضيك أمام القضاء ، و أعلم أن الألم دين عليك سداده ،فأنت و أنا و هي و هو  نقطة ارتكاز  و ما دوننا بيئة لإنتاج الأجيال القادمة للحزن يحفرون الصخر  يخرجون  أفكارا تتكاثر و لا يبحثون عن الصواب .


ننكبُّ على وحدتنا  الباردة  بلا جبين يمر  بأجسادنا   تحرّق الحنين أسراب برد من ثلج ،  مر المساء كدنا نشيّع السعادة الهاوية بنا وديانا من آهات خلف الغائبين وراء المستحيل . 


اصرخ  في فراغ راسك أن لنا بينهم غائبين و أن زمان الوئام مضى و تلاشت معه أحلام  الأنقياء ،ضحك الضعف على القوة  فأطرق البؤس رأسه و هدأ الجمع.

 كانت الحرب تدور ما بين الوريد و الوريد ،و بائع الحنين في سكونه الغريب مثيراً للريّبة، ما يلبثُ أن ينتفضَ فيفزع في صوته الجهور قائلاً: إن لم تغوص  في دروب التائهين فلا طائل من شراء الحنين .  فآلمني. 

ابتعتُ وطناً مشبوهاً  و معارضين ألهبتُ مشاعرهم و ما أتعبوا أنفسهم حتى غرقوا في الضوضاء و فوضوية الانقسام  مدّعين أنّا نحن مجمع التابعين  ننفي و نثبت في غابة يرونها أنيقة، يكفينا فيها شرف الإدانة .


اخرجي من لغة الذّوْد يا أناي و انضجي يا شقيّة في دمي، على الباغي يا أناي تدور الدوائر ، و في دكان الحنين مخزونٌ يكفينا دهورا .



شكراً لحزني الذي يمدني بصلة قرابة  ما بيني و ما بين البؤساء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق