الأحد، 9 نوفمبر 2014

المذاقات في أفواهنا.






المذاقات في أفواهنا.

ليس من صالحكم قراءة النص حتّى منتهاه،وأنصحكم بالإنتقال إلى نص آخر.

-مذاق الأشياء الجميلة يخضع له جميع حواسنا.

-كيف يمكن لنا ان نأمر حواسنا ألا تنقل الطعم إلى عقولنا كي لا تترجمه إلى ذكرى أيّ كانت.؟

-عادي جدًا،مثلما يفعل من تنهال عليه العصيّ ضربًا كي يتوقف عن الشعور بالألم،وهكذا يفعل السجناء عادة خصوصًا من يتعرضون للضرّب أو الذين أجبروا على أكل الخراء.ذكرتني بحديث دار بيني وبين أحد المصابين بمتلازمة التوحد، أخبرني بحادثة صغيرة،حين كان طفلًا في بيت جدته رفع إلى فمه حبّة برقوق وكانت تلك اللحظة الأولى والمواجهة الأولى مع مفاجأة المذاق غير المتوقع،كان طفلًا وحمد الرّب أنه حين كبر أحب الزيتون،لأن الخذلان عادة ما يترك أثرًا يصعب الشفاء منه لاحقًا.

-حدث لي أمر مشابه.

-هيا أخبرني بما حدث ولا تسترع فضولي.

-حسنًا،دون تعصيب،حاول أحد رفاقي أن يقنعني بمعاودة أكل اللحوم،وكما تعرفين لا آكل اللحمة مذ كنت طفلًا في الصف الثاني أو الثالث الإبتدائي ما عدت أذكر في أية حصة أخبرتنا المعلمة أن دودة ما تبقى على قيد الحياة داخل اللحوم إن لم تطبخ في بدرجة 100 مئوية،المهم،أنه أقنعني بمضغ قطعة لحمة مشويّة،بقيت في فمي بضع ثواني أقلّبها بين فكّي ولا أمضغها،في النهاية ابتلعتها ،ثم عانيت من آلام في معدتي وأمعائي طيلة أسبوع كامل.الآن وأنتِ تحدثينني عن السجين الذي أجبر على أكل الخراء تذكرتُ أنني لم أعرف مذاق المشوي حتّى الآن ،ويبدو أنني كنتُ آمر حواسي بالتوقف دون وعي.هل بكيتِ حينها.؟

- لا لم أبكِ،البكاء يترجم بعض حالات تشعرنا بألم نعقلنه،ندركه ،ولعلنا جرّبناه،لكنه لا ينفع ولا يصلح مع اكل الخراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق