الأربعاء، 5 نوفمبر 2014

شاعل



الليلة كشاعلٍ للسجائر،سريري فوضويّ ،غطائي نصفه ملقى على طرف السرير ونصفه الآخر تدلّى فوق مصطبة غرفتي الباردة،صوت التلفاز يجيء من الصالة يزعج هدأة الكتب على أرف مكتبة بالية الخشب،يكاد يفسّخ العتمة صوت الرّبابة،وأمي تنادي عليّ أو تحدّثني عن أمور شتّى من الصالة بالكاد أفهم نصف ما تقول ونصف حديثها تداخل مع صوت الراعي يهشّ على أغنامه أو كلامها،

كتلة من التّعب وزجاجة نبيذ فارغ نصفها،فكرتُ أن أحتسي كأسًا تدفؤًّا،لعل يستوي الدفء في فراشي،وأشعلت شمعة كي ترافق هواجسي المتعربشة جدارًا مصلوبة عليه لوحة للفنان التشكيلي"أحمد القزلي" بيدي اليمنى جوالي أقلّب الصور وأقف مطولًا عند صورة هذا السافل النائم منذ الأزل في أحلامي،بيدي الأخرى كأس وسيجارة بين أصابعي ،ما أن دخّنت الثلث الثاني منها حتّى صرت افكر باشعال سيجارة أخرى ترافقني حتّى منتهى الليل طاردة حصو المنام، تركت الجوال ورحت ألوح بيدي اليمنى طربًا بصوت نجاة الصغيرة"إلا أنت "ومثل نواطير الليل تنبثق ابتسامتك من كلّ فجٍّ ونظراتك تهجّد من دنى أشواق،مرّة تدنو مني ومرة تشجب فراقي،فمتى يطلع الفجر إني إليك مشتاقة حتّى جذور شعري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق