السبت، 27 سبتمبر 2014

قراءة في رواية آن الصافي مرمر القاسم – فلسطين





قراءة في رواية آن الصافي
مرمر القاسم – فلسطين






تصور الواقع ذا ظواهر موجعة خارجة عن الاستيعاب والإدراك الحسيّ في جوهره تجعلنا نفترض الإحتمالية الممكنة في العمر البائس،لنجد أن الواقع غير منفصل عن الكينونة أو عن التفكير به،وهذا ما يجعل الوجع ظاهرة محفّزة من صنيع عوالمنا الداخليّة.
وفي حديثها عن الكائنات الغريبة جاء سلسًا،لكنها حين استعرضت نظرية نيوتن سقطت في الأسلوب التقريريّ ليبدو ذلك الجزء من الرواية أشبه بمقالة لا تصلح لأن تكون جزءًا من رواية،أثق أن الأديبة آن الصافي لو اجتهدت قليلًا لأنتجت نصًّا جميلًا لتمكنها من اللغة وأدواتها.


رواية فلك الغواية الصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع عمّان الأردن تسحبنا بشوق إلى عوالم انسانية وإلى ردة فعل خاطئة غير مثالية،فلو جاءت عكس ذلك لطويت الكتاب وبحثت له عن فرصة لأتبرع به لأحدهم وأصفه ببضع كلمات أنيقة حدّ الكذب.


في الوقت الذي تنهال به تلك الخيبات المسمومة لأبنائنا وبناتنا من مقنّعين بأقنعة حب إرهابية متطرفة تدعوهم إلى الإنفصام أو الانضمام لها والقتال في صفوفها والهدف هو التغرير بهم في وحل الخيانات وإقحامهم في صراعات نفسيّة لا تمت لديننا الإسلامي بصلة ولا لأخلاقنا، جاءت رسالة آن الصافي إلى القارئ بمنزلة الإنذار المبكر لحفظ أبنائنا من تلك الأفكار المتطرفة وتبيين مخاطر العلاقات العبثيّة وماهي الأهداف التي تقف خلف تكوين هذه العلاقات.


توتّر الكاتبة هو ما يرفع من قيمة أبطالها، والعكس هو ما حدث،النص كان يعلو ويرتفع، بعُلوّ وارتفاع الكاتبة، أو بقدر المكانة الّتي كانت فيها تهبط إلى النّص للتضليل. حدث هذا في العديد من المواقف الّتي تعرضت لها شخوص الرواية وأيضًا حدث حين كانت الأديبة تستبعد أبطالها كي تروي لنا بضمائرهم تفاصيل الحدث من أرضه، مقابل رفع معنى الحدث وقيمته واسقاط قيمة الشخصيّة ، فكانت خصمهم.


آن الصافي لم تضع نهاية حتميّة لبطلة روايتها"نبيّة الماء"هي ببساطة شديدة منحت كلّ النساء حق نحت النهاية على ما رامت خيباتها، ففي حياة كلّ امرأة عربية قمر، منا من بقيت في الحوض تحاول الاغتسال من آثار الدّم ومحو الطعنات ،ومنا من خرجت منه بكسور عديدة، ومنا من بقيت هناك عثر عليها جيفة باردة، ومنا من لا تزال لا تدري أي الطرق أسهل إلى سدل الستار.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق