الخميس، 29 مايو 2014

حقيقة

الحقيقة أشياء لابد منها،الموسيقى الرطبة ضروريّة جدًا كي أمارس جنوني بهدوء،اغلاق الجوال لأسبوع آخر حاجة باتت ملحّة كرغبة الناعس بمتّكئ أيّ كان،
تعطيل ساعة الحائط لعام آخر،احراق جميع الملابس الّتي ارتديتها من أجلك ذات مواعيد، اتلاف أشرطة الأغاني العتيقة،الوقوف على رؤوس أصابعي بعد منتصف الليل كي أراقص الجدار البارد،قهوتي المنسيّة في وسط الطاولة،فنجاني المشروب نصفه.
يثير جنوني صوت الحفر الذي يحدثه جاري في جدار منزله،تراه سيعلّق صورة لغائب أم لحبيبة مماحكة بزوجته البشعة،ألم يخبرونا بأن تعليق صور الميتين حرام،فلماذا يكثر العرب من الصور المعلقة وهل صور الأحياء حلال.؟
نسيت أن أخبرك،
قررت رسم وجهك على الجدار خلف سريري الحديديّ ووشم عنقي بمذاق آخر قبلة،وبالمناسبة ،ما رأيك لو أعنتني على اختيار جملة أطلب أن تنحت على شاهدة قبري،على أن تحوي الجملة حروف اسمك كاملة،فكما شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدًأ عبده ورسوله،أشهد أن لا حبيب لي إلاك وأن لا أحد يحتمل جنوني غيرك،ولم يحبني رجل كما أحببتني أنت.
هنالك من يثرثر خلف أذني،محدثًا ضجّة كبيرة،لا أفهم منه شيئًا،ومما يزعجني جدًا أنني لم أتمكن من التقاط اسمه ولم أفهم ما يريده مني،عزائي الوحيد الآن أنه يذكرني بجرائمك،يتلوها عليّ بملل،يعيد الجملة خمسين مرة دون مبالغة،إلا أنني لا أحفظ منها شيئًا.
تذكّر،
التّقبيل وجهًا لوجه،يجب أن يكون بعينين مفتوحتين،مثل أي مهمة يلزمها جرأة وشجاعة عالية،كي نلتقط فجور النظرة في لحظتها الحاسمة،لحظة ترغمنا على التّمرد والخروج عن طور المألوف،ألم تقل لي ذات مرة"لا تغمضي عينيك عند تقبيلي"،حدّق فيّ مباشرة كقاتل شجاع ومقتول لا يهاب الموت.
دعنا من الثرثرة الآن،معي آخر قطعة شكولاتة.
طلبت منك قتلي،فما الذي يمنعك ولماذا تأخرت حتّى الآن.؟!!
اشتقت لك.



https://www.youtube.com/watch?v=RY3xZi93eZU&list=PLb5TDVWqtdWlEW7AZXNBL3U1PygHC-1-C&index=4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق