الخميس، 2 يناير 2014


أخبرتني جدّتي أن عرّافة بدويّة مرّت بقريتنا ذات سنة غبراء،وقرأت لأمي طالع البنات،"هي بنتك خضرا" .فرحت جدّتي وغنّت "قعدت الحلوة بالباب تتدلع،ومتلك يا حلو بالبال يتهنّا"فهجرها  جدّي عشر ليال على اثر هذه الأغنية الرقيعة،وعلّل هجره "تغنج المرأة حرام".
وعن جدّي أن تاجر "خرج" مرّ  بالحقول ذات زرع،وقال لأمي بعد أن باع لها ثلاثة أذرع من القصب، " بنتك هي  رح بتجبلك المشاكل بكرا".
فذكر عنها، أنها ناحت حزنًا ووجعًا،ثمّ وضعتني في أرجوحة معلّقة بين زيتونتين في وسط مقبرة،وكانت تهجع على جنبي الأيسر لتتمكّن من إبطال السّحر،وفكّ رموزه الخفيّة،إلى أن جفّ زيتون الجبل عن بكرة جذوره ،حتّى إذا جفّت البئر طالب أهل القرية برأسي،
فما جلبتُ الفرح لأمي يومًا،ولا  اخضرّت الحناء في كفي،
فلا تحدّثني عن المثاليات،وعن قصص بنهايات كاذبات

علّمني فقط،كيف أراوغ سيل الأسى كي أقبّلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق