الاثنين، 22 يوليو 2013

إلى نايف السامرّائي

نايف و"ساعة ما بشوفك جنبي"
إلى نايف السّامرّائي الذي لا يلملمه سوى فلاة الأقمشة

يسألونك عن العاشق العاجي إذا مات،قل:
 نام على وسادة ألهتهُ عن شؤون الجنّيات،وألهب الهدهد  رؤياه بدعابات الجنّ فحلّقا فوق النار،حتى استوى على الجمر وقاسمه زاده.
كانت الأسوار تُسبى وكان يتنفّس بعمق حين يغشاه الدخان ليجعل كلّ عباءة خوذة يدُسّ في جوفها سلطان حكمة تفتل بصداها الأباطيل حتّى شاع بين أهل المدينة أن نايف أصابه مسّ من جنّ فأضاع يقينه،طال الهمس نَوايا أهل نمرود،فسُئل كبيرهم وأفتى أنه آخر سلالة آشور،فقال يا قوم، اقتلوه ورأى البعض أن يحرّقوه فقدّموا عصافير أمنياته قرابينَ لسماء سرّ من رأى. 

هوى به الحذر المتدفّق في الصدر سبعين  لوحة ولون  تحت  أرض طمأنينة غواية سومرية وبعض كرامة تنحرُ السنابل،كان يا ابن التّراب  عاشقًا وكنّا لاهين لغير الإنسانية نعوذ بسّلطان الشهوات وزبانيته من شرّ المحبة والجوع فاعتدل فيه حزن الشمال.

وفي آخر الليل كان يصعد لسطح داره فيصرخ بوجه النجوم"ضعوا حدًا للشقاء"،وأحايين كثيرة كطائر الّلقلق يدفن رأسه في النهر ويصرخ بخياشيم الشّبوط،ضعوا حدًا للشقاء."

ولأن التفاصيل الصغيرة هي أكثر الأشياء إثارة للحزن بعد نشوء التأمل كان يمارس نشوة الاكتشاف، فأغدقت على مساحات وجهه سقمًا، قالت له العرّافة الغجرية، لا تبتئس ، فأثر  قدم الأسى الموسومة على جبينك لا تحتاج معها لحزن أكثر ووشمًا يدُل الرفاق على وجعك.
مات ومازال يتذكر غباء القوم حينما كانوا  يسخرون ،كل اللوحات امرأة
عندما تعرفها جيدًا سوف لن تكترث لشِعر قيس أو عيني الخنساء وحتى أرداف هند، لن يهزّ فيك أكثر من إصبع للوحة  وجيزة، ولأنه العاشق والضّدّ يسكنه الجنون لم يحتمل التقوى وريشته الجامحة، تراه تعجّل حين كان عليه أن يتمهّل.؟

من يمنع الطوفان الجارف لونًا،لونًا إذا نبش قعر حزنه ندبًا ندبًا،!
تلك الندوب لا بد أنها علمته ألا يستهين بمدينة قادرة على أن ترديه حد أن يرى خيالها بجواره.

 طبعا أعرفه،لي معه ألف حكاية،لعبتُ معه كلّ الأدوار الّتي لوّنها بدمه،فلم تكن تعنيه من النساء غيرها،و متعته كانت بمراقبتها ورصد تحركاتها ، كان يكفيه استفزاز ثوبها كلّما لامس رسغيها أو التصق بخاصرتها، كان يشتهي ويمارس الحب على ما تروم الطّهارة وكل ذلك فقط في المخيلة كطائر الحجل تمامًا يحمل من الأرض ويضع فيها.
ذات ليلة على ضفاف دجلة،احتسينا الكؤوس وأخبرني عن تلك الأميرة الجنّية الّتي أنفق عمره في البحث عنها،كانت تشبه اينانا،وكان يحتفظ بفردة حذائها، كان يحب الصيد،إلا أنه لم يكن يمتلك الصّبر إلا على انتظارها.

ما عاد ليركن إلى صدر حسناء ،استعار الطّيف قرينًا وانحرف مرارًا ليرتدي تسامحًا وهو يحاول وضع حدٍّ لقسوة الظّل،صفّدته الرّمال ولم تندثر أصابعه.
وفي رواية أخرى،قيل إنه ابن شَرعٍ آخر يختلف عن شرائع كوكبنا هذا،إذ أنجبه الاطمئنان،من حمّى الّلهفة ثم أولاه ساحرة آشورية لينفق عليه الضرر حتّى بلغ طلوع الرّوح فمات بشغف.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق