الثلاثاء، 23 أبريل 2013

شيزوفرينيا الريشة!

اللوحة للفنان محمد نصرالله


الوجع هو أن تغادر حاضرك إلى ماض ليس لك،ثم تقوم  بالأدوار  كافة وتتقن أداءها.
في انطفاء الضوء تبيّنُ قامات الأحلام كقامة شبح،لا يعلم عما إذا كان الضياء الباهت من فيض ماضٍ أم مخاض قبس لمستقبل عقور.

ترى الأجساد معلّقة على الجدر،والوصايا مأفونة في شيخوخة أسفل الأقدام،وقد تلاحظ الوحي أعلى شأنًا من الكتابة،والتعبير أعقبه،لأنه أدرك أخيرًا أنه ليس سوى محاولة لتفسير الأمر.

حدّق مطولًا ربما ترى الغربان أكثر تهذيبًا و وحشة الشطآن أكثر استواء على الجانبين،حين ترتع بسلام أشباح الراحلين كقطعان غزلان تفر بدلال من نبال الصيادين فرارًا جماعيًا ووحدك تبقى في الأخير تدور حول حطام سفينة نوح مثل الكهنة الذين يستطيعون أن يفكوا طلاسم الوصايا الملفّقة،ويرقصون رقصة جماعية في تجاويف الحيطان العميقة،مسافة أخرى،مسافة توجع طويلة السيقان كغابة كثيفة ،كأعواد القصب معوجّة من فرط الالتصاق.
تنتصب الأعناق ووحدها الوجوه ملساء في حين أتلفت الأمواج ملامحهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق