السبت، 20 أبريل 2013

فراغ!

اللوحة للفنان التشكيلي محمد دحيدل



 "احفروا وأوسعوا وأعمقوا"(1)
من قال لك إن الفراغ شاغر ؟
وربك،وربّ تقطيبتي الّتي خلقت عليها،لا شيء  يعادل العتمة وراء الفراغ،ولا شيء يملأُ الخواء سواك،وربّك وربّ اقتراب المساء وما اقترفت السماء،ما قتلنا إلا التفكير في همهمة الأرض تحت أقدامنا.
تفاحتي حمراء،وشوارعنا حمراء،إلا دمنا أسود،واللعب بالنّصال ليس بطولة في وطن لا يؤتيك حدوده إلا وسلبك استقرارك والحرّيات.

عاجل:الجيش الصهيوني مازال يحتل أرض فلسطين،والسلطة مازالت تمارس البغاء.
ينبت الصوت فيك،ينمو  في حنجرتك نماء العلّيق مطوّقًا جدران غرفك بأشواكه الخبيثة،وأنا أحدّق في الفراغ المجهول الذي لا يراه أحد،لذا حين أتكلم تظن أنني أخاطب أحدًا غيرك.
أعتدِلُ،تفقد يديّ رعشتها كما اعتادت أن تفعل عندما تجدني مجبرة لمصافحة أحدهم.
فيما مضى لم أدرك جدار المنفى لأنني لم أجتزه،ربما وبعد أن تجرأت وقررتُ اجتيازه سأشيع ذات يوم حجارة الجدار،مهلًا نهلًا..أيهما الحضيض،منفاي أم وطنك؟
ولنقل إنه وطنك،تعال نحمد سلطان الخلفاء على ذلك الإرث العظيم،مرّر السبابة على شفتيّ ودسّ يدك اليسرى في كفن الشيطان،ثم تخيّل شقاء التّصدي  لريح هواك وعراك الجنّ إذ هيّأ لكَ فراش التّوق إلى حميمية الواو.
حرّر شهقة الكفن فلن ترى طيف القبلة الّتي طافت فوق الشفتين حارّة حزينة إذ لم تكن تعلم أن العزلة لك ديانة،وإنك لا تتقن معاندة  الجَذر،فالغراب يقرأُ نبوءة  لئيمة هذا المساء، سلطان الخلفاء اختفى وحضر عرّاف  سيزوّجنا  على شفا قطعة أرض بور بمساحة اللّحد  اقتداءً  بــ"اللحد لنا والشّق لغيرنا"(2).

حديث، رواه الترمذي
حديث،رواه أبو داود والترمذي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق