الاثنين، 11 فبراير 2013

قراءة في لوحة ليلة دافئة لــ عدي حاتم العراق.


قراءة في لوحة ليلة دافئة  لــ عدي حاتم العراق.
1-
ماذا لو رسم تبعثر التأوهات
ونضج الغنج
وفضّ بكارة الخجل.؟
هكذا صرخ بياض الثلج خطوتين
وزلفى من الحبو
وهكذا تدبّر عَدِيّ النداءَ مطيّة البرد.
خطوتان للبدء وخطوة للفقد،
أربَك الأضداد ،
برد ودف،
هروب ولجوء،
خيانة وثقة،
ثم اندلق الضوء.
هنا زلفى البرد،
اقتربْ أكثر وآلمني أكثر،
ولا تخشَ عليّ قسوة الرجولة،
اقترب أريد أن أشعر بك كنهر جار ،
لا تتوقف ،
فتتابُعُ الوجع أهم بكثير من شكله،لا تنمقه ولا تتأنق.
كان يقول:أضحيتُ شريداً لحظة وضعوني على أول ناصية تقودني إلى نهديك،
كان يقول ..
حيث لمحت حلمة نافرة كلؤلؤة سوداء حملت بقايا مجد كنتُ أؤمّله لأتضاءل فيه
كطفل رضع حد الشبع بعد جوع فلاذ بالنعاس
الليلة يجب أن تتحررَ،
لأن الحب لا يمارس من خلف القضبان،
لكن يتسرب من بينها ليمارس ذاته في الفضاء كنجم فاجر
،فدع الحب ينمو على أطراف أصابعك ،
هذا ما قالته الألوان للريشة.
وهنا كان يعطي لنفسه صفة السّجان ليطلق سراح جسده ممارسا للحب كأي إنسان.
هل أخبرتك،
حين تحتفل بالبدايات والنهايات المحتومة ،
جُسّ نبضّك في عميق اللوحة.
فغصون المرأة تتحرر حين يعمّدها بمائه فيها
لتصير أنثى من الآس،
إن لم تُسقَ ذبُلتْ
،وتزهر .. بالماء
،اللوحة يا رفيقيَ أنثى
والريشة روحُ رجولة.
وتذكر أيضا يا رفيق
بأنه لا يخسر إلا الملك
في لعبة الشطرنج.
وتذكّر أنّ هذه
لوحةَ ليلةٍ دافئةٍ ،نُقشتْ بأبخرة الأرواح
على زجاج نافذة من الداخل.


2-
"
الأخطاء" التي يقع فيها المبتدئون
تنشأ أحياناً عن جهلهم بقواعد المنظور
وأحيانا تتشكل الأخطاء بناء على مزاجيّة الريشة،
ولست هنا أدعي وجود أخطاء في اللوحة
فالأجسام فيها ليست ظاهرة،
هي أرواح هائمة تجرّدت من أجسادها فليست تُرى،
ولأن أبعاد الأرواح واِتجاهاتِها لا تبدو على حقيقتها أثناء النظر إليها،
إنما يطرأ عليها تغيير يتناسب مع موقع الناظر إلى هذه الأرواح
حين تسقطُ بظلالها على الأقمشة.

3-
إن تمثيل الأجسام المرئية على سطح اللوحة المنبسط
بخلاف ما هي عليه في الواقع ليس بالأمر الهين على الفنان
،وحتى تبدو لعين الناظر في وضع معين
وعلى بعدٍ معين بحيث يلحظ الناظر الظّل
ليرسم في خياله الأجسام كما يريدها أمر غاية في القسوة ممارسته على المتلقي"الناظر"،
خاصة وأنّ المنظور كما تراه عين الإنسان هو ظاهرة بصرية تدخل في تعريفها عوامل فيزيولوجية وضوئية،
فعندما ينظر الإنسان لجسم ما
تتكون لديه صورتان لهذا الجسم تتطابقان
لتعطيا صورة واحدة فيها ذلك الإحساس الذي يساعد على تقدير عمق اللوحة
وبالتالي استجلاء أحاسيس الفنان التي كانت تلفّه في حينه،
وهنا كان ظلّ الأجسام غيرَ مرئي بينما المحدّق بإمكانه أن يرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق