الأربعاء، 13 فبراير 2013

الهوية الثقافية .


الهوية الثقافية .
المفصل،اِلتئام كل عظمتين.!

لكل مرحلة مفصلية مصطلحات خاصة بها من شأن تلك المصطلحات المساعدة على تشكل ملامح المرحلة المستقبلية النهائي وتثبيتها في ذهن المتلقي،"الفرد في المجتمع".
العجيب لدى العرب أن كل مرحلة "مفصلية"هي بمثابة مرحلة تفريقية
وأعطي مثالا على ما ذكرته،
قبل معاهدة أُوسلو كان الناس إذا ما ذكروا شخصا من مدينة الناصرة أشاروا عليه باسم المدينة فقط والبعض أضاف إليه القبيلة"أو النسب"،واليوم إذا أشير إلى اِبن الناصرة قيل  هذا من عرب "اِسرائيل" أو عرب الــ48وفي أحسن الأحوال قيل اِبن الداخل،وكذلك نحن إذا ما ذكرنا اِبن جنين أشرنا إليه ،اِبن الضفة أو اِبن الــ67. مما يضعنا أمام سؤال قد لا يروق للعديد ،ولكن لابد من طرحه،هل كانت معاهدة أُوسلو قراراً لتوثيق التقسيم أم جاءت من أجل التقسيم.؟

 الهوية لا تعني الاِنغلاق على الموروث الاجتماعي والذاتي ودون العناية بالتغيّر والتطوّر فالهوية ليست كياناً دائماً وثابتاً كالأصنام صخرة تحافظ على خصائص الصخور.
هذا يعني  أنه علينا وضع تطور هذه الإشكالية في إطار الضعف الذي يشهده نموذج الأمة في المجتمع العربي والفلسطيني، أو في مدى الدمج السياسي الذي يتجاوز الحدود الوطنية، أو في شكل معين من أشكال عولمة الاقتصاد حتى لا يكون امتدادا لظاهرة تمجيد الاختلاف التي انبثقت بين أبناء الشعب الواحد.

ذكر الأستاذ الباحث العربي اللبناني حسين خليل غريب  في مقالة له نشرت في المحرر،جاء فيها التالي:
(إذا كنا نعترف بحق الاختلاف، وهو أمر ضروري في داخل المجتمع الواحد، كما هو حق ديمقراطي، إلاَّ أننا لا نجد في الاختلاف الدائر بين التيارات الثقافية العربية، حول الهوية الثقافية العربية، اختلافاً داخل الوحدة، بل هو اختلاف يقودها إلى خارج الوحدة. وإذا لم تكن الثقافة عاملاً أساسياً في توحيد المجتمع العربي، فلن تكون ثقافة لها هويتها العربية، وكل ثقافة تعمل على تمزيق المجتمع العربي من الدعوة إلى غير وحدة سياسية عربية، فهي ليست ثقافة قومية، بل هي ثقافة تكتسب هوية مشروعها السياسي الطامح إلى بناء وحدات أخرى على حساب الوحدة القومية العربية.)

في المدارس "العبرية"تدرس مادة القومية"الهوية" كمادة أساسية مثل العلوم والدين واللغة والتاريخ والجغرافيا.
من حيث أن أزمة الهوية الثقافية ليست أزمة حديثة بل تاريخية،كان الأجدر تدريس مادة القومية والهوية والهوية الثقافية في المناهج الدراسية في المدارس العربية.

مما يضاعف الالتباس أن علم الثقافة والانثروبولوجيا الثقافية وعلم اجتماع المعرفة وعلم البرمجة العصبية اللغوية، ما زالت تُدرس على نطاق ضيق كتخصصات فردية ولم تصبح من العلوم التي يقر بها المنهاج الدراسي كالفيزياء والتاريخ لذلك سيظل معظم الناس لا يعرفون الحقائق الهامة التي توصلت إليها العلوم حول "الهوية" والهوية الثقافية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق