الاثنين، 17 ديسمبر 2012

حذاء لحظ النسيان.!





حذاء لحظ النسيان.!
كانت جدتي تقول:اللي ما له حظ لا يتعب ولا يشقى.

هل يصنع الخطو وطناً من طين وهل يصنع العناوين وينسي العناوين الأولى،وماذا كانت تقصد جدّتي بالحظ،وماذا كان يعني لها الشقاء،

اشتريت حذاءين بناء على نصيحة أسداها إليّ رفيقي عدي،قال لي ذات مرة اشتري حذاء متربا وها قد فعلت يا عدي،قلت لنفسي هي نصيحة مثل "البطيخة،يا بتطلع حمرا يا صفرا"وفي النهاية هي تجربة لعل تنفع في النسيان أو محو ذاكرة الخطو لعل انسى بعض العناوين التي آلمتني حد  الترف،لعل  أنسى تلك الطرق التي حدّدتها خطوات الشوق بنعال الحنين وحوافر النظر الملتاع للقياهم،ما أحقر الأرض حين تسن وحدة قياس للبعد عن مقدّمة المقهى،حين تنفث الخطوات أنفاسها المتسارعة  كما ينفث الرّضيع أنفاسه لحظة يلقم ثدي الجوع وتترنح مثل ترنح الغبار فوق الأرف المهجورة،كلّما هبّت ريح نميل معها كأنّا في وكر للفجيعة،وكأن حذائي قصبتان هوائيتان  حين أنتعلهما وحين أخلعهما  أسمع صفير الريح كأنها إعصار بربريّ  يجلجل بأسماء وعناوين خرافيّة الطنين وأفقد الاِحساس بساقي.

وفي دعاء أحمق أكبر حمقاً من حمق جدّي،تنفّس تنفّس أكاد أختنق أو أدنى ثم اِخلع نعليك إنك في ذاكرة مقدّسة تَطَوَّت حتّى ضمّ بعضها بعضا.

اللعنة كم  قبيح هذا الحزن الهائل،الذي يمنحني مغزى للبؤس المقدّس حين يموت اِشتياقي مع آخر لفظة نفس مخالطا أبخرة المواعيد تقديساً للملل،بيد أنّي أصغي لصوت يأتي من عميق عتمة الليل،سأقتل الملل وأنام كطفلة  ما كان للحنين أن يباغتها في الغفلة ،لا أريد أن يمشي في جنازتي من أخّر موعدي.






الخميس، 6 ديسمبر 2012

قبلة فريدة.!



قبلة فريدة.!

في مدينتي،يتضاعف الاِحساس بالملح البحري في مواسم المطر،وتتقمص فيها الأرصفة وجوه الغائبين ظلّ ياسمينة،يمكن لأي امرأة أن تعشق الرصيف دون أن تقترف ذنب الخطيئة،وأن تضاجع الظلّ وتنجب ألف فارس وألف رمح ومليون قصيدة،
في مدينتي،تتحرّش العيون بالعيون،وتتزاحم النظرات في تدافع لامبالاة النبض فتتلعثم الشفاه وتتبخّر القُبل،
في مدينتي،يحب الرجل بنصف قلب والنصف المتبقي للقهر،وتحب المرأة بثلاثة أرباع قلب والرّبع الأخير تكافح به الفارق ما بين الذكر والأنثى،وتحاول أن تكون أنثى،ويكتب العشاق بالماء على الماء،فتخرّ الكتابة في القاع،
في آخر الليل،
تستطيع النساء أن تنحت بأظافرها في الجدر ألف صورة،وأن تميتها فتحيها إلى مالا نهاية،وفي آخر الليل تتبختر الشهوة كالزِّئبق الفضّي تتخثّر في الدّم وتتنقل فيه بكل سهولة،

تصبحون، على رصيف مقدسي،ومظلّة حنين،تصبحون على زورق صغير وسط بحيرة خرافية الألأ،تصبحون على رحلة في انعكاسات الضّوء،،،

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

كم تُحبُّني.؟!


من أسخف الأشياء التي يقع فيها المحبين طرح السؤال الذي يقول : كم تحبُّني .؟
إن في السؤال فخ ،فالبحث عن قالب يتسع لكم قدر المحبة شيء عبثي وضرب من"الهبل".

قد يقول أحدهم أن ليست هنالك وحدة قياس من شأنها أن تضع قدر"حبي"في قالب يتسع لها،وهذا صحيح وممكن،ولكن،حين يضع هذا المدعي أولى ملاحظاته حول الآخر فإنه يضع أول لبنة للحدود وشكل الكم وقدر الحب الذي يكنه للآخر،وبذلك يكون قد نفى ما أسلف من قول.

إن من شأن العلاقات الجديدة أن تشكل هالة حول الحالة "نوعية العلاقة أو تصنيفها"،بعض الملاحظات التي تعطى للآخر يظن القائم بها أنه يساعد على تحسين شكل العلاقة أو توطيدها،تقويتها أو تثبيتها"نفس المعنى"والحقيقة أن تلك الملاحظات من شأنها أن تحد من حدود تقدم تحسين العلاقات،بعبارة أخرى تحويل الهالة حول العلاقة إلى سجن غير مرئي ولكنه خانق،والأصح ترك الأمور على ما هي عليه،فإن الأشياء التي لا تتغير لتأخذ شكلها الجديد تحت تأثرها بالهالة هي أشياء ثابتة كما المبادئ لا يمكن تغيرها،بينما هنالك أشياء عديدة تتغير تلقائيا ودون التحضر لها،فهي هكذا تتغير لتأخذ شكلها بعد تشكلها النهائي ودون أن نشعر بأننا نتخذ الخطوات اللازمة لذلك.

الأحد، 2 ديسمبر 2012

رَمْلٌ فَوْقَ رَمْلْ





  


رَمْلٌ فَوْقَ رَمْلْ
سَأَلْتُ جَدِّي مَاذَا لَوْ سَقَطَ اَلنُوء كَامْرَأةٍ غَلَّفَ وَجْهَهَا اَلْبَاكِي خِمَارْ. ؟!
تَرَاءى  لِي  شَبَحَاً  مُنِيرَاً عَلَى اَلمَدَى بِقَامَتِهِ اَلفَارِعَة وَوجْهِهِ اَلنَحِيلُ وَلِحْيَتِهِ اَلمُنَمَّقَة وَاَلَّتِي تَمْنَحُ وَجْهَهُ صَرَامَةً وَلُطْفَاً فِي آَنٍ مَعَاً..مِمَا دَفَعَنِي  لِرَهْبَتِه وَاَلخوْفْ، ثم جَعَلَ رَأْسَهُ بَيْنَ كَفَّيْهِ ثَمَّ أَرَاحَ  اَلكَفَّ عَلَى كُتُبِ اَلتَارِيخْ قَائِلاً كَهَذَا رَمْلٌ فَوْقَ رَمْلْ.
أَرَاحَهَا حَتَّى كِدْتُ أَسْمَعُ ضَجِيجَ اَلشُهَدَاءِ يَدُقُّونَ نَوَاقِيسَ اَلمَجْدْ صَارِخِين : اِبْتَعَدْنَا عَنِ اَلحُلُمِ عِشرِينَ أَلْفَ مِيلٍ عَن اَلطَرِيقِ اَلوَحِيدِ اَلَّذِي يُبَلِّغُنَا إِلَى اَلْوَطَنْ.
تَطَيَّرَ اَلْغُبَارُ فَقَلَبَ اَلسَاعَة وَعَادَ اَلرَّمْلُ يسْقُطُ مِنْ جَدِيدْ.
وَمَعَ ذَلِك، كَانَ مُسْتَرْسِلَ اَلطَمَأنِينَة مُحْتَفِظَاً بِأَقْصَى حَظٍ مِنَ اَلهُدُوْءِ وَاَلرَّصَانَة قَانِعَاً بِصُحْبَةِ حَفِدَتِه اَلحَمْقَاء"أَنَا".