الخميس، 25 أكتوبر 2012

قَهْوَة !!







يَا غَائِب وَلَيلُ اَلشَوْقِ فَضفَاض يُزَخْرِفُهُ سِحْرُ اَلِقَاء اَلْأَوَلِ،،
مَطَرٌ... مَطَر...وَلُفَافَةُ تَبْغٍ وَتَرَاتِيل،تُوقِظُ الحُنَين اَلْوَسْنَانَ،تُحَرٍّضهُ ضِدِي،ضِدَّ هَذِهِ اَلَليْلَة وَتَشَفّ،وَأَشْمَتَهُ سَيل اَلْكُحْلِ مِنْ عَيْنَيَّ،،

قَهْوَة سَادَة،عــ الرّيِحَةَ.يَاسَمْرَا سُكَّرْ زِيَادَةَ،
أَشْعَلْتُ آخِرَ شَمْعَةٍ بِنَكْهَةِ تشولي كَانَت فِي حَقَائِبِي،وَبَيْنَ جُدْرَانِ غُرْفَتِي أَشْعَلْتُهَا،وَيَالِهَوْلِ مَا رَأَيْتُ،يَاوَيْلَتِي،إِنَّهُ يَلْعَقُ بِشَرَاسَةِ اَلجَائِعِ دَمِي،!


قهوة قهوة قهوة...هل مَلَلْتُم مَذَاقَ الْهَال.؟

مَوُال مِنَ "اَلصّبُوحَة" عَاطِفَة خَلّاَبَة وَيَزْمُر مِزْمَار اَلرّاعِي بِقَصَب أَضْلُعِ فَيَخْفِقُ اَلفُؤاد بِخِفّة،ثَمَّ تَنَبّهَتِ النَّفْس خِشْيَة اَلتَعْليل سُقْيَا حُنَيْن قَبَائِل هَلاَك وَاِنعِقَاد لِسَاَن أَظَافِرِي.

حَبِيْبِي مِثْلُ شُهٌودِ قَضِيّة أَمْر وَنَهيْ،كُلُّ اَلْقَهْوَة مَا أَزَاحَت مَذَاقَه مِنْ فَمِي،حَتّى لُفَاَفَةُ اَلتَّبْغِ لَمْ تَعْدِل طَعْمَ اَلْعَسَل مِنْ بَعْدِه.!


أُنمق عباراتي من بعد أن أهجو وأحرّض وأشتم بعنف العرّافة الّتي أجّلت طابور المواعيد بالخجل المفاجئ لمّا نهضت الدقيقة الموؤودة في مهدها صارخة:أنا جزئيّة من زمن واقعي،لا أريد أن أضيّعني فيما لا ينفع،وأريد أن أحصد ساعات إن أنا زُرعت.!


لو أمكن رجم المسافات لن يحتضر الحنين المختبئ ،وقيل مالا تقدر عليه قبّله وأدعو عليه بالقرب.!


ربّما جُنِنتُ أو تَعَقّلتُ، ماعُدْتُ أَدْري أَيُنا أَعقَلُ،أنا أم الزَمَن،
وَرُبَّما لا يَعْقِلُني ولا أَعْقِلُه،،


يَا جَدّتِي رَتِّلي عَلَى مَسْمَعِي وَتَرَنَّمِي "ضَرْبِ اَلْخَنَاجِر وَلَا حُكْمِ اَلنَذِل فِيّا".وَيَا جَدّي دَثِّرني،إن جَلَاْء اَلدّفء فِي عَبَاءَتِك كَرامَة،!


كل صباح شتائي تهجر أسراب الحمام بلادي مع رحيل القمر،لتأتي مكانها الغربان بنعيق منذر بالخطر."هكذا علّمتنا الجدات".
قد يتّهمني بالشّماتة كل صاحب ذوق مزعج إلا أنني أحب شكل الغراب الشتائي وتشكّل أسراب الحمام المهاجر.

فأنا أريد تصديق إنذار الغربان كي لا يُكَذّبَ اليقين جدتي،وأريد أن أُكَذِّبَ الفصول كي أصدّقك.

في بلادي كلّ شيء مختلف،فدخّنوا بنهم حتى التخمة وأحتسوا فناجين القهوة وكؤوس الشاي بالنعناع،وبالنعناع لأنهم في بلادي لايدركون قيمة الحبق.


يَا جَدي،أُقْسِمُ بِمَنْ زَرَعَ اَلْمَحَبَّةَ فِي قُلُوبِنَا وَأُشْهِدُ عَلَيْنَا شُهُودَ اَلْحَق وَحَرّيٌّ بِكُلِّ دَلَائِلِ اَلْأَرْضِ وَشَوُاهِدهَا أَنْ نَرْفَعَ إِرْثَنَا فِي عِلِّيِّين تَنْقَادُ اَلقُلُوبُ لَهُ،كَمَا نَرْفَعُ وَتِيْرَةَ اَلشَوق تَنْقَاد اَلقُلُوب إِلَيْهِ فَتَعْتَصم بِالعُروَة اَلوُثْقَى.!


"حبّك كــعقدة حبل" فأشبك أصابع يديك تحت رأسك وظلَّ حدّق في السّقف فلا تحرق الطرف الّذي أنت به ممسك،وإذا بلغتك الأوامر قم بالتّنفيذ دون نقاش أو تردّد فإن الفعل قبل القول.!


بِكُلِ الرّشَقاتِ المُتَاحَة وبِكُلِّ الصّرَاخِ المُمْكِن وخِفَّتُهُ أُحِبُك.!

سَافَرَتْ فِيهِ أَحْلَاَم سَافْرَات فَاكْتَحَلَ اَلَّليْل بِمِروَد اَلحِكَايَات اَلْعَتِيقَة،فَأَشْتَعَلَ اَلنِّقَاشُ بَيْنَ اَلنُّجُوم لِيُصْبِحَ اَلفَضَاءُ وَشِيجَاً يُضَيّق اَلْخِنَاق عَلَى مَهَمَّةِ تَعْويْذَات جَدَّتِي،لِيُصْبِحَ اَلِلقَاء بِكَ إِحْدَى مُعْجِزَاتِ اَلسّمَاء.!


كُنْ عَلَى قَدْرِ اَلبُعْد،

كنتُ أَحسبُ أن مِثل هذه الأمور لن تحدث لي،لكِنها حَدثت، وآن وَضعكَ في صندوق حديدي،ثم أن أُلقيه في البحر،لاتزال الأغنية مختصّة باِيلامي،ولعلّه يقتَربُ أو يَبتعِد سُوء الظّن،فلا تدخُل على الذّكريات فتبطل عملهن وتُجيز جَعلهنّ شواهد الخَذلان.


جَمَعتُ سِلَالَ اليَاسَمين،وَحَفْنَة تُرَابٍ مَقْدِسِي، قَطَفْتُ مِنَ اَلْآْسِ وَمِنَ اَلتَّمْرِ أَيْنَعَه، قَبَّلْتُهَا مَسافَة أَلف وِلَادَة فَتَشَرنَقَت أُغنِيَةً بَيْنَ اَلْأَضلُعِ تَرْقُصُ وَتَهْمِسُ بِصَوْتٍ حَزين:أُحِبُّكُمْ،وبخُفّي شَوقٍ وَحُنَيْن تُبْرِقُ اِلَيْكُمُ تَلَأْلُؤ اَلْمَدامِع "أَعادَهُ رَبّ العَرْشِ عَلَيْكُم بِنَصْرٍ عَظيم."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق