الاثنين، 27 فبراير 2012

فيما بعد!



فيما بعد!

وحدنا على الرّصيف، لمّا وصلنا إلى ناصية الأمل انتقل كل منا إلى الرصيف المقابل.

كنت أجهل أنك أنت أيضاً جاهل .

كنت قد رهنت عقلي عند ذكرى في نحو الستين من عمرها ، تميل في ألوانها إلى البرزخ.
لها بريق كــبريق المعدن ، أنيقة الهندام ،لها مظهر من مظاهر السادة،
لها نظرة ثابتة ملحاح،مثل الحب المزَّمل بخبايا أقمصة التاريخ كــ لفافة تبغ فاخر في المساء ، لا يخلو من وسامة ،و إن لحدوثه نضارة لا يُرى مثلها،
مما يتيح لك السهر حتى آخر الليل ، لتسمع شهيق باب شقة مجاورة ينغلق على آخر الهمس، ويتيح لك اكتشاف أنك الجار الوحيد الذي لا ينغلق بابه على أحد سواه.

عند كل لحظة هاربة يشدّ العمر بما يشبه الكلاّبة، عند كل كلمة نقولها في الحب نوجعنا، بينما أعيننا تلتهمان بعض النظر،بدهشة و ذهول،

و حين يلتقي البصر يغادر منكَّس النظرات بلا مناقشة ولا تردد،باحساس بالخوف و الرعب،نحن البشر لا نحب أن نُحبّ دون الرغبة و نزعة العصيان ، و في النهايات دوما نلوذ بالهروب.

من هنا ، وحين نحب يجب أن نمعن في التنقيب ، هنا التحديق ضيّق لا يصلح للتعبير ،لو لم نفترق لساء حاله مزيدا من الفظاظة ،ما ينبغي أن نحنقه.

الآن و أنت تبدو صغيرا جدا، هل ذهب عقلك منذ مدة طويلة؟

سأقول لك فيما بعد :" إن توقف الحب برهةً لا يستأنف فيما بعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق