الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

خبايا قميص !!


خبايا قميص

 كلامك  السائغ  لا يبرئك من خطيئة السقوط ، إنما يبرئك من الخطيئة شوق المطر للتراب ،
قال : لا يبرئك من الخطيئة وحسب وإنما يروي الأشياء الضمآى  بين خبايا الحروف والقميص .

تتجلى المآسي حين ترجح كفة  دون أخرى و لطالما رجحت واحدة دون  الأخرى ، فإن كان ثمة حلم فإني أخشى عليك منه  طالما الأمر تعلق بي ،
كانت تُغدقُ عليَّ بالحنان كأم يرفرف قلبها لطفلها الرضيع ، وتمنحني عنب النبيذ و مساحات عشب وزهرات تمتد من عينيها إلى قلبي ، وتقول:هاكَ قلبي ثمل بالحب خامره الشوق إليك فرفقا بي سيّد عمري ,كاد ينال مني الظمأ ،.

هو من أعار الكلمات للصمت ، هو من التحف البرودة كي لا يزيدها تعلقا به ،
هو من توضأ بمائها و أنكر عليها أن تكون أمْ ، بحجة أنه لا يريد أن يستعير الجبن، تبرئ الحب من هذا الإدعاء في كثير من المحافل ،، و أبى كسحابة أبت أن تجود بمائها ، هو من دس الشجاعة و الرجولة في جيبه و تأنق بثوب المنفى.

 أرسلتُ إليه  : لم أشأ أن أغيب عنك ،  ليس لضعفي أمامك إنما لأنك عراقي الدم و كلما تذكرت أنك عراقي عشقتك أكثر ، وكلما تذكرت أنك من أرض النخيل عصفت بي ريح الشوق فهدتني و قادني الحنين إليك، لأتوضأ بمثالية دجلة و أتعمد بالبريق الخرافي للفرات ، فأنا نصفي يحبك و نصفي الآخر يعشق العراق ، .



عقارب الساعة تلدغ أوقاتي يا رفيقي ، و الذكريات الحزينة ما أقساها ، إنّها لا تتغبّر و لا تصاب حتى بالتسوّس ، هي المعافات دوما و السليمة دوما ، و نحن البرابرة و الحمقى و المعطّلون دوما ، نحن من جعلنا من أنفسنا محطة قطار يستريح فيها العابرون مما أصاب أفكارنا بالثرثرة  ، و الخرس الاختياري أصاب النظر بالذهول ، فضاقت ذرعاً بنا العيون ، حتى الصمت صار يثرثر بصوتٍ مسموع ، 


كم تمنيت لو أني تخلصت من الإعتقاد بوجوب البحث عن المختفي من الإشارات  و ما يحاول الجميع اخفاءه في صندوق الأسرة و تحت الشراشف الملونة بألوان إن دلت على شيء فانها تدل على سوء الذائقة ، وكم تمنيت أن أكتب على جبين الياسمينة حكاية الطفولة ،و أن أغزو كل الميادين بجنون ... بيقين ...  بثورة عتاب ،

إن الألم الشديد يقتل أجمل الأشياء ، قد يبقي أثرا لكنه بلا خلايا حسّية ، حتى رأسي أصبح ثقيلا ، ماعدت أستطيع أن أضعك فيه ، أفكر بأن أضعك في أحد  الصناديق و أحتفظ بك هناك في القبو بعيدا عن أفكاري ، 


يا عزيزي اني ممن يتقنون مضغ الوجع قبل الإعدام بساعات ، لذا لا تحدثني عن الأمس فقد نسيت كله ، الم أخبرك بأن العيد لن يأتي لأن الوجع بالغ الفقد وقد سبق و تغيب ذات وعي فكيف يأتي في غاية الفقد ..


صارتَ كــعجوز طاعن في السن بجسده النحيل و ظهره المنحني ، تفتش بين ثنايا الساعات عن ضحكتها ، عن فنجان قهوتها وهي تلعقُ بقايا آخر حبة شكولاتة  قدمتها لها ذاك المساء، تقرأ عليك تراتيل عشقها ، وتسقيك حروف الرهبنة ، وكنتَ تقول لها : أنتِ ملاك . فترد عليك  قائلة : ما أنا إلا مخلوقة تصير بين ذراعيك امرأة تلبسني أنوثة الدنيا ليسيل على وجهي الحياء.

كتبت لك  في تلك القصاصةكم سأفتقد عطرك ، وكم سأشتاق طعم الشكولاتة من على أطراف أصابعك ، وكم من الطيور ستهاجر إلى قمم الجبال ليغيب عن صباحاتي تغريدها ،؟
كنتَ  ترى في عيونها نظرات الاحتجاج و العتب ولم تدرك آن ذاك بأنها انتهت من مراحل التسول على عتبات قلبك ، وبأنها تلملمُ شناشيل الذكرى ، وتمضغ بصمت خيبتها ،و الأنين يأكل حسرتها، غادرت و أخذت معها رائحة الصنوبر وأزهار اللوز ، وغابت في أزقة الريح ،

أنظر إلى الوسائد و كتبها وسل هل بالإمكان إعادتها وهل هنالك عصىً سحرية تلغي سنوات الضياع و تعيدها إليك..؟!
هذه التي عشقت نُخيلات بلادك هذه التي كانت تبوس الأرض تحت قدميك ولم  تبالِ ، من يعيدها إليك و من يخبرها بأنكَ لها مشتاق حد ثمالة الأوردة ، ؟
هي التي كانت تقترب منك حد الالتصاق وتوشوش لك كل مساء بحديث النجوم عنك و كانت تقول :  النجوم تطلب منك إن أنت عدت للعراق يوما قَبّل الأعتاب نيابة عني ،


 هي خسارتي الكبرى في عمري الصعب ، هي مزاري و راهبة الكنائس ، سجادة صلاتي ،  جديلة الحب هي ، .


كم أجل اللقاء فراق .!
و كم كان لنا من اللقاءات الشاردة .؟
شيئاً لم يحدث بينهما ،
لكن الحريق في العيون يُرى ,!
و كم أفتى وليّ الأمر بعدم جواز الفرح لغير عشيقته ..؟!
و نتأمل كي نغرق في أعماقنا و لربما تمكنا ذات عمر من أن نعرفنا أكثر .!
تخيّل معي أن تجف الروح ..و كم من الأشياء سنفعلها و لاتروينا ..!

تلك كانت بعض أحاديث مبتورة بينهما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق