الخميس، 24 نوفمبر 2011

خبايا قميص -2 إلى رجل من الصحراء ، !!


اللوحة لصحراء الجزائر 


خبايا قميص -2 إلى رجل من الصحراء  ، !!
 مازال في البعضين بقية ما تزال تغوص لتخرج الصخرة و تنقش نقوشا أزلية ، إن الوعود من الأرك كالنقش فوق سطح الماء ،  لا تجعل زخرف الأمنيات هشيما ، تراتيلك كما تراتيل الأطفال فيها ما فيها من البراءة و ترف الليل ،و الحب وحده غير كاف كي يغري بالبقاء ، لكن أن تجعل من المحبة سببا كافيا للوفاء فإنك تجعله بالفعل سببا للبقاء ،

فقط لو يجيء ...
لأن مواسم الهجر صامتة كـــــــ صمتِ المغيب ،
ولأن لا شيء معبأ بكل الاحتمالات مثله ،
آلامه كاسدة ولا تجد من يشتريها سوى المعدمين ،
لا أريد أن يُعدم !!

نسيتَ أنه من المفروض أن نكون حبيباً و حبيبة دون أن تهتم بمن يرانا قطعنا المسافات القليلة بيننا بسرعة ولففنا أذرعنا حول الأعناق ،
أطبقت ذراعانا حولنا لحظة و ضممناها إلينا بقوة ذهبية  أثارتها و أخافتها معاً ، حتى اللحظة منكَ تهابُ ،
أي ارتباك يصيب رقّاص الساعة حين تنحني لتضع  لمساتك الأخيرة على وسادتي ، أو لتغلق سحّاب فستاني ..تلتصق بي ثم تدفعني إلى ارتباكي ، فأدرك أنك لستَ من النوع المستغل للفرص  إنما تجيد إشعالي في إتقان و سيطرة ،     مدهش ، كم أحس بالارتفاع  حينما تنظر إليّ كأني أنثى من إرث بابلي فَتُريَني كيف يبدو العالم من نقطة ارتفاعك ، و  أتساءل ، لمَ لا تمكث مزيدا من الوقت للرقص في أوردتي ، أو أن توصلني حد الموت أو أن تتركني على شفا قبلة .؟      لا تصلبني على جدار الليل كــ قطعة حجرية من القمر ، تغادرني ثم تجيء كمن يمرن ساقيه على السير حتى آخر الجدار البحري  الذي يطوق قبائل عشقي ،

أنا لا أريد أن أفيق كي لا أكره  المدن الحالمة ،
و كي لا تغادر قبائل النجوم سمائي ،
تلك التي تهبني الرغيف المخبوز بدقيق اللّذة ،
في حين أن البعض يشكو من وجع لعين ،
إن الوجع شاسع حيث ريح  النكيباء  تقع ،
فإن كنت  تعقل لا تقربنّي رأفة بحالي ،

سوف أنتزع الآن لفافة التبغ و أرتشف قهوتي بلذّة شديدة القسوة وبنهم  ..... أوه خانتني كلماتي ولكن وجهي توهج ، تستحق دزينة قُبل ، فأنت مثل العطر الأكدي تبقي أثرا يبقى عالقا بأردان الليل المخملي ، و يمنحني فرصا عديدة كي أكتشف حواسي الغيبية  ولا يجعلني ناضجة فحسب إنما كــغابات  كستنائية ،

أخبرني ، هل ترغب بالسير حتى آخر ممراتي  إلى أن أصنع القهوة .؟ و هل تفكر بنصب شباك لي على الدوام .؟  أخبرني فإني ما عدت أعرف إن كنت ترغب ،  فأنا مثل الانكسار  مرهونة  بين يديك ،  أرجوك لا تقلق  بهذا الشأن ، فهذا لا يمنعني من الإحساس بأن من لا يُظهر خيبة أمله لعدم تحقيق الرغبة هو عاشق بحّار ،
 
-  سأسابق الزمن .. أعدك .. أتوق إلى قهوة : من يديك

إليك .. تفضل  أول فنجان  و الثاني لك أما الثالث فهو لثالثنا ، وها قطعة إضافية من الشكولاتة  ..أما السيجارة فحال تنتهي من احتساء أول فنجان أكون قد أبقيت لك آخر نفس...

من يراقب النبض إذا غفا ثالثنا ؟
لا يغفو و إن بدا لنا  ...

لأنّا من سنوات اللهب ،فأنا أيضا لم أشترِ  لي يوما مظلة ، ربما لدينا رغبة في الإفراط بتناول جرعات الألم الشديد ، لم تجب عن سؤالي ، سأتصور أنك مشيت ، هل حجارة شوارعها مرصوفة مثل حصى الشاطئ ، هل تلبسها الحيطان كما يلبس جسد نحيل ثوبا فضفاضا ،وهل يترامى فيها الحب كما ترامى الوجع ....

لا تسل لمَ اقتحمت عليك خلوة الشرود ،فأنا لا أعرف و ليست لدي إجابة مقنعة ، لكن اطمئن لم أغتصب أية لحظة طاهرة و لم أعتدِ  على الجنون إنما وددتُ لو أملك الجرأة فأفعل به ما يحلو لحمقاء مثلي فعله ،
لا تخشَ  الوجوه المضمرة المريضة ، ففي كل نوبة حنين ممزقة  أتأرجح ما بين القلق و ما بين طيفك المخملي ،
لا تبقى في حيرة من أمرك ما بين إرث الصحراء و الأرياف ، ففي الذاكرة  التقاطات جديدة للشوارع ونمط بدا يتشكل ، عليك أن  تبتعد عن مثوى الضمائر و تنسى أمر الجيوش الملاح ،و لا تعتكفن حزنا لموت أحدهم ، و أفتعل العجز عن سماع العزف ، هكذا فقط نحمي قلوبنا من التعرض لنوبة قهر مفرطة و ننال قلبا مطمئنا...

لا أدري أَظنّك بحاجة لتسمع  مني هذه العبارات  :


تصبح على فرح و مرح ، و عطر و أمنيات و قوافل من الزهر ، تصبح على حفنة أشواق و رزمة أحداق هدها السهر ، تصبح على رمق ليس أخير للمحبة ، تصبح على غابات حنين و ساحل لم يهجره المحبين ، تصبح على قسيمة مخالفة للمطر ، تصبح على أشياء كثيرة  ، كثيرة من الجنة ،
و قبل أن تغفو  امنحكَ فرصة لاكتشاف حواسك المهمشة  فما زال  في الليل رمق ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق