http://www.youtube.com/watch?v=aFZ7bBaYpcw&feature=BFa&list=WL9F99A37ED730595B&lf=BFp
جهادية فيروزية !
مهداة إلى خلّ وفيّ
تلبسني كــالجلد ، و تسري كما الدم تحت جلدي ، تسكنني كسكنى الأشجار للغابات ، متوحش حبك ، غجري طبعك ،
وقحة هي نظراتك إليّ ، و بذيء حنينك المغري الشهي ، لستَ غريبا عني إنما بيني و بينك فارق تأدُب ،
فتأدب و هذب مشاعرك نحوي ، كن شرقيا بالكامل ، كن (حِشَري) ، كن غيورا كما لم يكن رجلا من قبل ،
خذ من جدك بعض الحماقات و قاتل من أجل الوصول إليّ ، لا تأتني بقوة باطشة غاشمة ، فإن غشيمك لا يدري كيف تُحَب ، تعال كما فيروزية ( عالهدا مشيت حبيبي عالهدا ) كي لا يعلم بك عذلا و جنوني ، (عالهدا شم البنفسج عالهدا ) وعطرك الجارف حفر بؤرة في لحظاتي كيف تردم اللحظات المثقوبة ،
لا تثرثر كثيرا توقف أرجوك إن للهدوء إحساس يحترم و ثرثرتك جرَّحت إحساس السكون
كذا أنت مثل حكاية عتيقة تروي لنا قصص ليل المناذرة و غربة شتاء القصور و الأديرة ، مثل طراز حيري ، قبيلة أنت بأطيافها لا تصارع على مكانتك أحدا فأنت تعرف جيدا مقاسك ، كمن عقد تعاقدا بين العقل و الإنسانية ، يكتسي هذا التعاقد المزدوج صورة دستورية تضبط علاقات بين هالته و بين محيطه ، أنجبت أجمل مقطوعة أنين كمنجة عسلية الخريف ، كـــعينيك ، مقطوعة تشبهك يا عدي على مقاس آلامك بالضبط ..
مثل شارع طويل ينعدم فيه الصدى ، لا ننتظر نهايته إنما نرقب أن يداهمنا فجاءً بامتداده ،بابتسامة كأنفاس الصباح البصري عند نبع الريحان ..
يقلبني ذات اليمين و ذات شمال يضنيني ، سحقا أراق عمري انتظارا ، سحقا أراق أشواقي احتضارا
أقْبَلَ كعطر جدتي العالق بذيول أثوابها القديمة ، كن كحبة هال أخفقتها المطاحن ، كنبتة العطريّة في جرار أمي ، كحبة خال على صفحات وجه حسن ، كحديقتي الوهمية لا شوائب فيها ، كأن يرتد البصر حين النظر إليك خاسئا ليس حسيرا ، هكذا أبغيك، و أرغب ،، بالضبط على المقاس تماما لا يكثر أو يقلّ ...
المشكلة أن أحدا لن يملئ مكانك ، و أظل أدور في حلقات مفرغة .. هذا الفراغ كما فعل الانفجار ، يحدث فجوة عميقة ، من الصعب ردمها ، كما البيوت عتيقة الملامح ، غريبة الإعمار ، تملؤك رائحة القش المجبول بالطين ،
غراء في الحب و التّفكر و عبقري الإحساس أنت ، و لتعلم أن التبجح و الإصرار يفعل فعل الخطيئة ، و الأنكى أنك تشبه شجرة الدفلى و أني مازلت أهواك بلا أمل و لم أجعل لك حتى الآن ندا ، في عينيك شبابيك خلعتها المشاهد ، أشرعتها على حرية ، لوحة قريبة الملامح بعيدة التاريخ ، مثل الصور القديمة بالأبيض و الأسود ، إلا أنها تمنحك جرعة مفرطة من الحنين إلى الماضي ، حتى أني أكاد أقول لنفسي ليتني عشت ذاك الزمن ، غريب أنك بهذا القدر من الدفء و الحنان و لم تبقِ شيئا منه لنفسك ،
أراك يا صاحبي تمتهن الألم بشراهة كمن يأكل الحزن بنهم ، معك تأتي الذكريات جماعة رافضة طريق التتر ، هكذا تداهمني كما صلاة العصر فرضا لا يُجمع ، كما اليوم حضرت ذكريات البيت العتيق ، و المطبخ العتيق و حديقة أمي المقهورة ، ليمونة دق عنقها و شجرة تين كنت أراها كبيرة كبيرة ، لا أخفيك أني فكرت ببناء بيت الشجرة فوق أرفها ، لكن الأيام أبت لي إلا و لاء ... ، كما الأوضة العتيقة ووجه شيخي المطل بالأبيض ، نسيت أن أخبرك أنه كلما ظهر أطل من الزاوية اليمنى ، كما نسيت أن أخبرك أنه عقدتي الأولى و رفيقي الأول الأبدي خل وفيّ يا صاحبي ، في البدايات لم يصدقني أحد قالوا عنه خرافة أطفال هلوسة العنقاء ، ربما هوس الغول ، من يصدق أني كدت ذات هروب إليه ألامس خده المشع نورا ، ؟ أخبرته كل شيء ، كل شيء ، و قبل الرحيل أودعته الأوضة ، كانت ملاذي و حضنا دافئا و فيها أعز أصحابي ،
سلام على وجه الصباح حين تجيء برائحة الخزامى ، سلام على ليلي يستنير ببخورك ،،، مثل زخّات المطر حين تبلل رماد أوراق محرقة ، و صوت من الأعماق يصيح مخنوقا يا بني ربيعة ردوني إلى بلادي ، تعبنا ، إن السدود تشاد خطوة قبل اللقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق