الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

جهادية فيروزية !



http://www.youtube.com/watch?v=aFZ7bBaYpcw&feature=BFa&list=WL9F99A37ED730595B&lf=BFp


جهادية فيروزية !

مهداة إلى خلّ وفيّ

تلبسني كــالجلد ، و تسري كما الدم تحت جلدي ، تسكنني كسكنى الأشجار للغابات ، متوحش حبك ، غجري طبعك ،
وقحة هي نظراتك  إليّ ،  و بذيء حنينك المغري الشهي ،  لستَ غريبا عني إنما بيني و بينك فارق تأدُب ،
فتأدب و هذب مشاعرك نحوي ، كن شرقيا بالكامل ، كن (حِشَري) ، كن غيورا كما لم يكن رجلا  من قبل ،
خذ من جدك بعض الحماقات و قاتل من أجل الوصول إليّ ، لا تأتني بقوة باطشة غاشمة ، فإن غشيمك لا يدري كيف تُحَب ، تعال كما فيروزية ( عالهدا مشيت حبيبي عالهدا )  كي لا يعلم بك  عذلا  و جنوني ، (عالهدا شم البنفسج عالهدا ) وعطرك الجارف  حفر بؤرة في لحظاتي كيف تردم اللحظات المثقوبة ،
لا تثرثر كثيرا توقف أرجوك إن للهدوء إحساس يحترم و ثرثرتك جرَّحت إحساس السكون

كذا أنت مثل حكاية عتيقة تروي لنا قصص ليل المناذرة   و غربة شتاء القصور و الأديرة ، مثل طراز حيري ، قبيلة أنت بأطيافها  لا تصارع على مكانتك أحدا  فأنت تعرف جيدا مقاسك ، كمن عقد تعاقدا بين العقل و الإنسانية ، يكتسي هذا التعاقد المزدوج صورة دستورية تضبط علاقات بين هالته و بين محيطه ،  أنجبت أجمل مقطوعة أنين كمنجة  عسلية الخريف ، كـــعينيك ،  مقطوعة تشبهك يا عدي  على مقاس آلامك بالضبط ..
مثل شارع  طويل  ينعدم فيه الصدى ، لا ننتظر نهايته إنما نرقب أن يداهمنا فجاءً  بامتداده ،بابتسامة كأنفاس الصباح  البصري عند نبع الريحان ..

 يقلبني ذات اليمين و ذات شمال يضنيني ،  سحقا أراق عمري انتظارا ،  سحقا  أراق أشواقي احتضارا
أقْبَلَ كعطر جدتي العالق بذيول أثوابها القديمة ،  كن كحبة هال أخفقتها المطاحن ، كنبتة العطريّة في جرار أمي ، كحبة خال على صفحات وجه حسن ،  كحديقتي الوهمية لا شوائب فيها ،  كأن  يرتد البصر  حين النظر إليك خاسئا  ليس حسيرا  ،  هكذا  أبغيك، و أرغب ،، بالضبط على المقاس تماما  لا يكثر أو  يقلّ ...

 المشكلة أن أحدا لن يملئ مكانك ، و أظل أدور في حلقات مفرغة .. هذا الفراغ كما فعل الانفجار ، يحدث فجوة عميقة  ، من الصعب  ردمها ، كما البيوت عتيقة الملامح ، غريبة الإعمار ، تملؤك رائحة القش المجبول بالطين ،
غراء  في الحب و التّفكر  و  عبقري الإحساس  أنت ، و لتعلم أن التبجح و الإصرار يفعل فعل الخطيئة ، و الأنكى   أنك تشبه شجرة الدفلى و أني مازلت أهواك بلا أمل و لم أجعل لك حتى الآن ندا ، في عينيك شبابيك خلعتها المشاهد ، أشرعتها على حرية ،  لوحة قريبة الملامح  بعيدة التاريخ ، مثل الصور القديمة بالأبيض و الأسود ، إلا أنها تمنحك جرعة مفرطة من الحنين إلى الماضي ، حتى أني أكاد أقول لنفسي ليتني عشت ذاك الزمن ، غريب أنك بهذا القدر من الدفء و الحنان و لم تبقِ  شيئا منه لنفسك ،
أراك يا صاحبي تمتهن الألم بشراهة  كمن يأكل الحزن بنهم ، معك تأتي الذكريات جماعة رافضة طريق التتر ، هكذا تداهمني كما  صلاة العصر  فرضا لا يُجمع ، كما اليوم حضرت ذكريات البيت العتيق ، و المطبخ العتيق و حديقة أمي المقهورة ، ليمونة دق عنقها و شجرة تين كنت أراها كبيرة كبيرة ، لا أخفيك أني فكرت ببناء بيت الشجرة فوق أرفها ، لكن الأيام أبت لي إلا و لاء ... ، كما الأوضة العتيقة ووجه شيخي المطل بالأبيض ، نسيت أن أخبرك أنه كلما ظهر أطل من الزاوية اليمنى ، كما نسيت أن أخبرك أنه عقدتي الأولى و رفيقي الأول الأبدي خل وفيّ  يا صاحبي ، في  البدايات لم يصدقني أحد  قالوا عنه خرافة  أطفال  هلوسة  العنقاء ، ربما هوس  الغول ،  من يصدق أني كدت ذات هروب إليه ألامس خده المشع نورا ، ؟ أخبرته كل شيء ، كل شيء ، و قبل الرحيل أودعته  الأوضة ، كانت ملاذي و حضنا دافئا و فيها أعز أصحابي ،
سلام على وجه الصباح حين تجيء  برائحة الخزامى ،  سلام على ليلي يستنير ببخورك ،،، مثل زخّات المطر  حين تبلل رماد أوراق محرقة  ، و صوت من الأعماق يصيح مخنوقا يا بني ربيعة ردوني إلى بلادي ، تعبنا ، إن السدود تشاد خطوة قبل اللقاء


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق