السبت، 26 نوفمبر 2011

ترف !!




أخبرني ، كم سيمرُّ  علينا من الوقت قبل أن ننكر سبعين ألف عام من الصقيع ....                                                غير أن للحب هذه المرة وجه الدروب ، شكل آخر و أسى لسوف ننفقه على أعتاب المحطات ، و نجوب الحزن ذهابا و إيابا نستجديها أن أخبرينا على أيّ الأقدار سوف يرسو تلاقينا ...فتجيب في خبث و لؤم رهيب : أليس الفراق يخرج لهيب الشوق ، كما النار إن أخرجت خبث الحديد ..؟!!


ترف امرأة تظهره في أشياء كثيرة  - أناقة قلب - أناقة همس - أناقة التغني و مراقصة المطر - أناقة الهندام - و أشياء أخرى ، لكن من لا تجيد لمس تقاطر المطر كأن يكون حبيبات ندى أو أثر عطر فإنها لن تكون أنثى بالكامل ، فـــ للأنوثة ثقافة بعضها بالفطرة و الكثير منها ثقافة تكتسب ، كذلك الرجل إن لم ينتقِ مفرداته بعناية فائقة  حين تكون محدّثته امرأة فإنه يفتقر لجزء كبير من الرجولة و بالتالي يغتال أنوثة .

أخبرني ، هل جربتَ الموت تحت سياط التعذيب و هل غفوتَ  على وسائد دلال الأنوثة  بعد أن قبَّلتك ألف قبلة حارة ، و الخوف و التعذيب سعيدين  هادئين يتجاذبان أطرافك بكل هدوء ،   و هل عشت حالات البدون .؟
بدون بطاقة ، بدون ذاكرة للهمس  ، بدون مأوى من سلطوية الشبق ، بدون قصة حب عظيم ، و هل جربت الرقص ترفا  على أطراف أصابعك العارية تماما كأنما ترقص بخطى رشيقة خفيفة فوق مسرح من الإسفنج تحت المطر ..

راقصني و أشعل حريق المدفئة  ، رافق عزف الطريق و أرقب الخطو   خطوة بـــــ  خطوة و إياك أن تفلت منك ساقي ،علي أبصر فيك  طائري الهزار و تقرأ فيّ جنونك ،  فتستفيق و يفسق البرزخ  ، كي نفقد الحاجة في البحث عن وطن و هوية ، فمن عندي قلبك  موطني و  عينيك توثيقي ،  ....


لا تبالي بما يسقط تحت نظراتك إن حياة البدون لا توثق ، لأنك في الأصل لا تُرى و عليه كل فعل لك قُيّدَ ضد مجهول ، لا تفكر في الاقتراب من منطقة  تمكنك من التلصص و التلوث معا ، حافظ على منطقة حيادية ما بينك و بين الترف المجنون المتخم بالوجع فلا تنال منك أنيابه ، إن هذا العمر الحافي منضدة للنعاس فحسبك النوم خارج حدود الغار ، 
أزح عني ما تكدس من تعب ،  أتبين عجزي و أنا أعلم تماما أنك ترى ما أخبئ  تحت وجهي ،و اقطف  من روضِ الخمائل  ما شئت فلّ و ياسمين ، كم يشبهك هذا المغامر الثائر الطائش المتهيئ المتهيب  لعرضك  ،

أخبرني  ، هل من السخافة إن شعرنا بالبهجة لسماع اعترافات أحد  ..و هل بالإمكان فك رموز الصمت و كسر جبروت الخوف ...


أعترف لك لتأكدي أنك لستَ أمامي  الآن و لستُ أدري متى تقرأ اعترافي ، أني ثملة من أشياء كثيرة أحبها أزكمتني فليتك تثمل ولو  بشيء واحد ، عميق ، قوي ...  حين تثمل بمثل ثمالتي  لن يستطيع الاحتمال إيذاءك  بعد الآن ،   إن عرجت علي ذات يوم  لا تنسى إحضار  أزهاري ، و حيث تصل لا تجثو حائرا عند ارتعاش أوصالي في تلك اللحظة القائظة الفاصلة بين الشيئين ، جنوني و قمة التعقل ، هكذا العمر يسلبنا صلابة الشموخ  و يجعلنا مسرحا للمآسي  بوحشة قاتلة تكوي شغاف القلب ،

أخبرني ، هل مررت بالزقاق ، هل ملأتك نتانة الحيطان الملوثة و رائحة الخمور من بقية مشروب رخيص تركه احد المتسولين حبا في الليل السحيق .. هل وخزك وجع الجدار من كثرة ما مر به من عشاق الهوى المحظور في الليالي الظلماء ...


تَبَسّم في وجهي طويلا كي أطمئن إلى نفسي ، تبا لي في كل نوبة حنين عتيق أغرق استحقاقا في  نظراتك تلك المتحرِّشة المتكاتفة  الحريصة على توفير كل ما يسقطني و المطر ،  ويح قلبي صرتما كربلاء في أحشائي تقاتلون  ، و ( الصبوحة لي تغني : آه يا أسمر اللون حياتي الأسماراني  ، قلبي برجوعك موعود و مش عم تقدر تنساني ،  إلا عيونك ما استحليت و إلا بوردك ما تغنيت ،ولا تصدق غيرك حبيت عهدك أغلى الأماني )  .

صاغرا  مثل وجع الــيتم في يتم  الحزن  الأخير و ها أنتَ  تُعلنها جهارا  هزيمة  نكراء ،  لن تسمع دوي السقوط ،   

أنِفَت قبائل الترف  أن تقبل بما تتيحه لها لِتطمئن الصبحُ فيأتي و يقنص غزال البريّة الشارد  قرب السَّواقي ،





قيَّظني وجع عذابات التكهُّن بعد أن قايضني بغصص العمر و  أعتَشَّ الجراح ،
أخبرني أشر  أردتَ  بي  أم  أردتَ بي فرقدا ...

هناك تعليق واحد: