الأحد، 25 سبتمبر 2011

تجاعيد !



تجاعيد ! 

هذا طبيعي جدا ، لأن العين البشرية ( العين المجردة ) ترى بأبعاد عدة ممكن ترجمة البعض  منها  للواقع المحسوس و الملموس  ، أو ببعد واحد فقط ،  لذا فإن في حال ترجمتها لواقع تصير مسألة فيها نظر ، نظرا لطبيعة البشر و متطلبات ( الشاهد على الشيء ) و الشاهد هو الذي سمع و رأى ، و من الصعب جدا أن نقارب الحقيقة الواقعة أو الواقعة الحقيقية  في حال وجدنا صعوبة في نقل ما نرى بكل أبعاده ،

( يا وطناً  !؟؟  )  يغفو على أرق و  على حلم مضرج بالدماء ، ملأ قلبي  قيحاً   ، حين تثاءب  الحلم بيني و بين الأغطية ، تبدّدت هواجسي كما يتبدد الغيم في سماء الصيف ،
 مما جعلني أنظر إلى حيث ينظر لعلّي أرى ما يشغله عني ، و جعلتُ أفكر بصوت مرتفع :" ليتني  أعرف ما يشغله عني  و ما الذي غيّره "  قل لي  ، و غالبني الدمع . لابد أن أهرب منك ، 


أنا و رغباتي = وحدة فردية  تحمل محمولا لعدد  زوجي ،!
ما عادت الفناجين تعنيني ، و ما عادت المقاعد  المغرقة بالانتظار و دقات الساعة تعنيني ،
أيها الطائر أعطني جناحك ، و هبني فضائيين ، و حفنة   أمسيات قمرية ،

  اختلف المتكلــمون  في الإخبار عن أخبــــــــاري و جــــراحاتي ،
يا رحيـــــــقي ،
في أردان الأغنية  عــــــــود  زهرة علقتها ذات مـــــــــساء في أكم القميص ،
و في ياقة قميصه عبير عطـــــــري تركته بصحبة قبلة عابرة أرسلتها مع الــــــــــريح ،
و في هذا الفنجان المطـــــــــرز أُهرِيق  ريقــــــــي ،

 
مساء ، أثار شهيتي حد الشراهة لأرشف فنجاني في بوتقة تؤرجح ذاكرتي ،
كان يوحدنا الأمل كــ ترنيمة لحن سرمدي ، كان و كنا ، 

كم يشبهك وجه الفنجان ، و دخان السجائر في الأقبية يتلاشى كما تلاشى طيفك من أمامي ، لا أدعي أني نسيتك ، كما لا أدعي أني أموت فيك غرقا ،
هاهو فنجاني و هذا المساء ، و بذكرى أمس مضى أتذكرك ،.

تَأَخَر ،
أوتعلم ما الذي تأخر .؟
إنه الصحو يا ابن آدم .. الصحو يا غافل ، يا نائم ، و إن صحوت بجسدك ، إلا أنك بذهنك نائم ،
أسرفتَ عمرا تركض  وراء سرير و كلام الإنشاء ، و تختزل القضية  في شخوص و أسطر سوداء ،
أتظن يندثر الحق بخرقة هشَّة بالكاد تصلح لهش  الذباب .؟!
كم من شيء نلقيه في سلّة المهملات و كم من أشياء نلقي بها في سلّة القمامة ،؟
 كيف نحدد إلى أين تلقى الأشياء .؟!


لا عليك ، قد  تثقلنا الأسفار ، وتُرِكَ فينا الثقلان ، لا عليك يطهرنا المطر ، ويغسل عن أوجهنا شيئا من القهر ، لا لا عليك أولم نقضي عمرا نلهث وراء الثراء ، مسعورة كلاب الأوطان تنهش جسد الخريطة ، قطعتنا إربا جففت  بحورا و أنهارا  ، أولسنا نردد كــالببغاوات : ( لبيك اللهم لبيك ،  لبيك لا شريك لك لبيك ،  إن الحمد و النِّعمة لعبدك الناطق عن الهوى ) و في الليل نسأل الرّب أن : اللهم ارحم آل البيت  و أعز الإسلام و المسلمين ، اللهم إنّا نشكو إليك الهوان و ضعف القوام و بطش العبد بالعبد ، و نشكو إليك  قلّة الحيلة و قُصر اليد، كما نشكو إليك اللهم ظلمنا لأنفسنا ، لا عليك يا رفيق لا عليك .

تعال نتوضأ بالمطر ،
تعال نحتسي فنجان قهوة  في  حي للفقراء ،
تعال نتذوق طعم البّن الرخيص ،  تعال نتقاسم كسرة خبز معجونة بالذُّل ،
تعال نلوث أحذيتنا الثمينة بوحل مغرق بالدم ،  ، تعال نقيم بين الخوف خوفا ،
و نخرس ألسنة البارود كي تولد فرصة لاستجلاء حقيقة أنفسنا أمامنا ،
تعال فإن الثكالى و الجرحى يحترمون العابرين ألما  ،
فحين تمطر لا تبقي  دورا  للعقل  أو المنطق ،حين تغسل الغبار و الأوحال  عن المرايا  يبقى لنا فقط أن نرى  بأعيننا و نشعر بما يمر فوق الجثث ،
و لن يطهرنا سوى المطر ،

نحن ما نحن سوى مجموعة ردود أفعال لفاعل هو في الأصل فعل فعلا فرديا بنتاج كليّ ،
نحن ما نحن سوى مجموعة أفراد يسفك دمهم بسيف أبو لؤلؤة المجوسي ،
نحن ما نحن سوى حفنة تراب لزج عَجَّاج ، في رحلة الغربة  باحثين  لنا عن دثار ،
ننادي و يهوي النداء ،نقاتل و يُخرس البارود ،


 فلتقرع الطبول ،

تذكرت ، كنا زمرة أطفال فراشنا الحصى ،تدق  نواقيس  الليل رؤوسنا  ويقرّصنا البرد ،
  نركب الخيال فوق غيمة مثقلة ، و يجيئنا الغيث تمصيرا  ، و المطر هذا المتحرش بالنوافذ  بعدما هدأت العيون ،
كيف ..

غواية و هدير الماء ،  عجاج النحر يا بحر الذكريات أرَّقني ،
إن ذُكر اسمه ارتعدت الأوصال  ، و إن طرق صوته طبلة أذني أهتز كامل الكيان ،
كيف تُنسى الأشجار خارج حدود الغابات ..!
هل ينسى الصيف  الآتيان  بالحرّ .؟
هل نسي الشتاء أن يجيء برفقة الغيم ..؟
كيف .. نسيتَ  أن تجيء مع الليل .. تراه  نسيك . ام نسيت أن ترافقه .؟
هل سقطتَ منه سهوا ، و كيف تسقط و أنا التي يزاحمها الحنين إليك ...
و لقاء اليوم لا يسمن من شوق و لا يغني من حنين  ، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق