الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

النائمة !







 النائمة !

نائمة   على كتفك   تفيق   تتمطى تحديا بالميم بوجعها  الدامي  المستقر في أعماق الروح ،
و رعشة مثقلة بالعذاب  والنظرات يثقلها  السهاد ، مثل الضياء السّميك حين يتراخى بانكسار  على أرضية الدار ،
عبثا  حاولت  الوثوب ،و  كلما كررت المحاولة وجدت نفسها  واثبة إلى الأسفل  كنقش محفور في القاع بإزميل عتيق ، يهوى   القلب إلى أخمص القدمين  فتتوقف عن المحاولة  مستسلمة للنوم .
إن الانهيار و الضّعف إذا ما دبّا في النفس  جعلا  النهاية  أمرا   محتوما   و إن الصمود إن تآكل بطُلَ الإصرار ، ظلها الذي قادها إلى  استنتاج استقر في الذهن بعد  أنّ قسّمته قسمة أفلاطونية   بين عالم المثل و العالم المحسوس ،  تلك القسمة أنطولوجيّة باعتبار أنّ وجود المثل ليس من نفس قبيل وجود المحسوس و بناءً  عليه قررت أنك  أنت لست موجودا  أصلا ، إلا أن حضورك الباهت يخنق الأنفاس  و يطغى في الدم     فتتذكر قول الشاعر إبراهيم وليد إبراهيم :( إن في لحظات القلب ليس للعقل أن يتدخل . )  فتأتيها  رغبة في أن تشكوك إلى مليك العرش  رافعة يديها إلى السماء  في خضوع و رضوخ و خشوع :  يا سارقا  بصيرتي  و سالبا مني  الرأي  أشكوك إلى ربّ الكون  كما أشكو إليك بك تعلقي  .) تردِّدها ثلاثة ثم تمسح على الوجنتين  و تضرب  إلى الجيوب ..ثم تخر ساجدة تشكر الرّب أنك بعيدا كل البعد  عن كل الدروب ، و أنك محض  خيال و وهم  و لابد أن يأتي يوم ينتهي   ما تؤوق  إليه النفس ، و سيأتي  يوم آخر  فيه  نسير في الجنازة مشيعين جثمان  الحكاية   و  لجنة الظنون تستجوب  مشاركينا  العزاء  و أحياء الجنون سوف تستنكر علينا المرور .
عدتُ للتو ،  لنؤمن أن اللقاء هو ذلك الشيء  الذي ......
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكونْ....   و كنتُ سأُغادر الآن ،
عدتُ للتو ، و  غادرتُ للتو ،  عدتُ من حيث كنتُ ، و غادرتُني حيث كنتُ  ،
 أتمنى أن يكون قلمي كـــالبندقية   يترجم أقوالي رصاصات ، كـــالسهام تلج   العمق مباشرة تماما حيث تنبع ،!
أن تكون مرغوبا بك ليس بالأمر الممكن   على الدوام   ،  قال  أحدهم  ذات سطر : (  إن لم نجد ما نحب  ، نحب  ما نجد . )  ( على ما أذكر أن المقولة لأنيس منصور إن سقطت ذاكرتي  فأرجو ممن يعلم أن ينوه )، لكن الأمر هنا  يختلف  كليا عما قصده أنيس منصور ، ما أريد قوله هو أن ترغب الأشياء بك أو الأشخاص من حولك أو هم الأشخاص الذين هم بالذات من ترغب بأن يرغبوا بك ، !
حين ترتمي في أحضان الفَقد تبعثرك الأسفار فتدرك أن الأصفار جُعِلت في الخانة اليسرى للفقد، فتصور ..أن حجمه في تضخم و إنك حين تدرك الأمر تكون قد عدت إلى الوراء ألف خطوة ضوئية يا حبيبي لا تهتكن سرّ الليل ، ، حين تقرع الأجراس صوتك لا يسمع ، هو يئن و أنت رقّاص للوقت ، !
.. آهٍ يا بقايا الوطن .... تبا ما أقبح البقايا كلها ،
يا خيول الحاضر شُقي الأرض بحوافرك بصهيلك لا تهني ، فإن على أظهرك فوارس العرب


حينها ترددّ إلى الوراء و بين أعقاب سجائري المنطفئة في وسط منفضة السجائر القديمة تتقلب كل الذكريات ، و نسقط رهائن الوهم  فنتوقع فنجانا شهيا و سيجارة المنتصف  كتعويض عما لحقنا  من أذى الانتظار ،. ولذا و لأن فالخوف من اللقاء أكبر من الخوف مما بعده ...
حينما يجتمعان في آن فإن حياتك تصير كصحراء و أنت كالجندي يؤدي السير في المكان واحد اثنان واحد اثنان ، و بيت حياتك العش رحال من غصن إلى غصن و كل غصن تظنه البيت الاخير ، أوتعلم أنها المعادلة الصعبة أنّا لم ندرك كما لم تدرك الطيور أنّ ما من بيت أخير على وجه هذه الأرض .... لم يُبقِ  مكانا للشدو ....
كم مرةً مزّقت هذه الريح الشّامتة سراويل الذاكرة ... و تعرّي أفخاذ الفِكَر و تبيّن مواضع عفّة الأروقة ... كيف السبيل إلى الاحتماء من ذاكرة ..؟!

هناك تعليق واحد:

  1. السير في نفس المكان يقتل السفر فتتمدد المسافات في المحسوس يقلصها العقل بتمدد حلم الوصول في تعدد المحطات
    هكذا فقط يقتات المسافر الي وهمك من فتات حلم لتتواصل مرغمة في خيبات الأمل هذي الحياة.
    ن/أ

    ردحذف