الاثنين، 8 أغسطس 2011

وجهان لأمتي !



وجهان لأمتي 



 يشغل بال كثير من الناس  حال الساحة العربية
خلقتُ أسيرُ على جبيني و عليه مصلوبة عقوبتي ، الموت بارد و هذا ما يفسر شعورنا المزمن بالبرد ،!
نرى بأُمّ أعيننا رحلة العمر الذّاهبة بعيداً ممرّغة بأوحال الهزيمة الآخذة في الاتساع ، و رؤوسنا تتآكل من الداخل تعبُرها الثورات المتعاقبة و رياح  هوجاء مجنونة  ، ناقلة معها لوثة دماغية تتسبب بإصابة  الدّماغ بإغماءة و سرعان ما يتصدّع الفِكر ، فلا يصيبنّك الذهول إذا ما تنكر العقل للريح الغريبة العاتية .ّ

الوحدة الباردة ، !
ليست الوحدة هي التي تؤلمنا بخلوتها معنا ،لأن البعض منا يختارها سعيا إلى الخلوة و الرّاحة مبتعداً عن ضجيج الدنيا و ما فيها ، لكن  المؤلم في الوحدة هي تلك التفاصيل الصغيرة منها و الكبيرة  حين تلاحقنا في جميع زوايا الخلوة باعثة على الضجر و الشعور المقزز بالملل حين تتعاظم فإنها تصير كالقبر في ما تتصف به القبور من ظلمة ثقيلة و برودة عفنة ،

لذا سنسمي الوحدة المؤلمة بالوحدة الباردة  كي نحدد أيّها نريد و كيف الطريق إلى الحفاظ على جمالية الخلوة و تجنب البرودة العفنة ،
إذا اتفقنا على  أن الوحدة  تنقسم إلى وجهين   فهذا يعني أنّ للأنا ذاتي وجهان أيضا إضافة إلى الأقنعة ، كيف نقول حقيقة أنّا نرتديها  وحقيقة  أن أقنعة ( أنا)  متبرجة لصالح الأنا  بينما الأنا تضعها دون ذلك ، و هنا لابد من أن نذكر إن الانقسام  يكون على وجهين أساسيين  أحدهما أن يضطر  ( الفرد في الأمة )إلى الانقسام  عن طريق الإكراه عليه ، و هذا قد يكون الانقسام بالحيلة لمجرد غرض الانتماء للأمة ، و الثاني أن يضطر إلى الانقسام  من حيث المروءة  أن لا يترك الجماعة ( و أحيانا يكون لأغراض شخصية ) و هو أيضا ممن يقولون ( معزة و لو طارت ) ، و يمكن الإشارة إلى وجود قسم ثالث لكنه الأقل شيوعا في هذا الجيل و هو القسم الذي يقول ( هكذا خلقت و من قبلي أبويّ و على هذا باق ) ، أما القسم الرابع و الذي يشكل بدوره جسرا للعبور و الذي يشق طريقه كما  يتحسس الطريق من أجل الآخر الأكبر ( الأمة )     فهو القسم الأكثر تضحية و شفافية و إسقاطا للذات ، و عليه  تعتمد بشكل كبير بقية الأقسام ، و هذا الجزء بعضه يشكل نوعا من الخطر على الأمة لأن قسما من المنتمين إليه هم من القسم الثاني و الذي يمكن أن نسميه القسم الانتهازي ،
المحيّر في الأمر أن هذه الوجوه لم تك  تعرفنا ، أليست مفارقة قاسية أن نَتَعرَّف  علينا من خلال  أقنعتنا  و أن لا تَتَعرف بنا الأقنعة ...!
مفارقة أخرى أن يُتَعرّف علينا من خلال الأقنعة و لا يُتَعَرّف علينا بدونها ، و كأن لا يراك الناس بدون قناع ...!

لكن من لطيف أسرار  الأقنعة  إنك  لتجد  صاحب الأقنعة بسط له الرزق ( أعني هنا من يستزيد بوضع أنواع  عديدة من الأقنعة) ، بمعنى أنه يمتلك منها ألفا و لا يشعر بها  أو يشعر بها و ينكرها ، و من لطيف قلة شعوره أنك الوحيد الذي يرى أقنعته و يميزها ، وهذا من لطيف إله عليم  حرمه نعمة التواضع و وهبك بصيرة ،.

 المهم أن وجه تكسر و الآخر في طريقه إلى الإسقاط

هناك 3 تعليقات:

  1. الشاعر فريد مسالمة8 أغسطس 2011 في 12:53 ص

    قراءة في عمق العمق وتحليل باذخ لواقع بتنا نتورط فيه ولا ننفك نعانقه رغم الجراح~قلم ينزف رغم بساطته~ومن منا لا يملك أقنعة مختبئة في بواطن الشعور لربما تصعد يوما لتصرخ اعيدوني لوجهي الآخر~

    ردحذف
  2. أن أقنعة ( أنا) متبرجة لصالح الأنا بينما الأنا تضعها دون ذلك ، و هنا لابد من أن نذكر إن الانقسام يكون على وجهين أساسيين أحدهما أن يضطر ( الفرد في الأمة )إلى الانقسام عن طريق الإكراه عليه ، و هذا قد يكون الانقسام بالحيلة لمجرد غرض الانتماء للأمة ، و الثاني أن يضطر إلى الانقسام من حيث المروءة أن لا يترك الجماعة ( و أحيانا يكون لأغراض شخصية ) و هو أيضا ممن يقولون ( معزة و لو طارت ) ...
    لم أفهم كيف يتوافق الاضطرار بالاكراه مع اعتماد الحيلة فيه..و الاضطرار للانقسام من حيث المروءى لان لا يترك الجماعة... اما "معزة و لو طارت" فافهم من يتبني هذه الفكرة لمجرد انني من اتباعها في عالم صار الكل فيه يحاول اقناع صاحب المعزة انها غراب ..!!
    نتوه سيدتي بين اسلوبك المقنع بفلسفتك الضاربة في عمق واقع الأمة المرير..وبين ذاتك المقنعة بوجه الحقيقة.
    ن...

    ردحذف
  3. ااضطرار بالإكراه قد ياتي بالضغط من قبل الفرد نفسه على ذاته ، فهو يريد الغنتماء للأمة و لا يريد العديد من خصائص الأمة ، هو غير قادر على التغير من موقعه او حيث هو في موقع لا يسمح له باجراء أي تغير ، بالحيلة و نقصد بعد ان يتم التعامل معه على انه من الامة تبدا محاولاته لنيل مطالبه و ما سعى إليه من خلال ارتداء قناع الحيلة للانتماء للأمة ، ممكن أخذ مثال على هذه النوعية من رجالات السياسة ، كلهم يعدك خيرا قبل الانتخابات و خلالها ثم بعد أن يحصل على عدد الأصوات التي تحيله إلى منصب يرنو إليه لن تسمع منه سوى الخطابات و الوعود ،
    مرحبا بك أستاذي

    ردحذف