الجمعة، 17 سبتمبر 2010

متعبة أنا..!

جاءني محاولا ملء فراغ عاطفتي ,, عذرا يا أنتْ , ما عادت أُغنيات الحب تطربُني , و لستُ أملُكُ الوقت, تغيبُ و غيابُكَ يُشعِلُ نار الشوقِ و الحنينُ اليْك يدمي أفئدة الليلْ و كلماتُكَ تنهمرُ عليّ , تَعبرُ حُضورَ الفوضى ,,, في غيابك, تـأكُلُ أطراف سَريري ,وفي لحظة أشعر وكــأن يداً غائبة أشبهُ ما تَكون كــيد روح هائمة تُداعبُ الحنينَ فوق الوسائِد المغرقةِ بالحلم , تلتقطني أنفاسي ولا أدرك الامتلاء بها , كيف تصير معك كل الاتجاهات عكس الريح , كيف أُبعِدُ عني مخاوفي وتضاؤلي أمام المجهول المُتربص بي, تسحقني الذكريات وأحاول التذكر أكثر ,فكم عشقت الذوبات بين ذراعيك, ولم أحظ بتلك اللحظة. كــأن الحب عندي مجرد خيال وبعض من ذكريات وهذيان , والتفاصيل تدور حولي كــمجرة كواكب لولبية , تصدر أصوات كــالطلاسم لا يفهم منها شيء , تلوي عنق النظرة تخطف منها آخر بريق , وتسقطني أسفل الورق كــتوقيع هامشي سحيق, كصتكاك العظام بالعظام تصتك الخيباتُ في أروقة الظلام ,تحلق في سمائي , تسقط الواحدة تلو الأخرى ,تفترشُ الطريق الممتد امامي , توصد كل الأبواب و تتركني لملاحقة الأصوات المخادعة وسط التيه , و يوجس قلبي خشية من مواء القطط في زوايا الطرقات و الشارع طويل كــاد يبتلعني ,فأتجمد مكاني كـالجليد يلفحني الصقيع , يوقظني صفير الريح ,يسرق شالي , و يتركني في العراء أشبه بمنديل ورقيّ وسط عاصفة من رماد , تطيرني الريح و تحط بي فوق زورق بلا أشرعة رفعت فوق قبته راية الوباء, لملمتُ بعضي و حين انتهيت قذفتني الأمواج إلى سيل الظلام, وسط نظراته و صمته السرمديّ المُميت, يبرُزُ لي التعب يتسربل إلى جسدي الهزيل, فأغرقُ في محيطات , أستفيق تحت الماء , أُقادُ وسط موكب كـــموكب عزاء إلى مدينة مُغرقة منذ عصور ..ويد خفية تشير إليّ أن اقرأ ما كتب أعلى بوابتها ...هنا قبر المرمر ... تَعِبَتْ من عيوني النظرات, كما أتْعَبت تفاصيلُ وجهي نَظرات العابرين المتسائلين عن عنوان بيتي , تفاصلٌ باتت تعرف كلَّ تعرجات الصدرِ وممرات القلب , تمرُ بصخبه الهادئ ,تَعترفُ بأنهُ الأجمل, تُشرِعُ أبوابها و تفتحُ كلَّ الشبابيك على أقصاها, تُحسِنُ بلورة اللحظة ,تَصقُلُ فيها من روح اللذة و العذاب معاً , فَتَسْكَرُ الساعة تراقصُ رقّاصها , تدُّق نواقيس الليل الحزين, يُشَكلُ الصمت دبابيسا تختترقُ السكونْ تنخرُ عُمق الانتظار الطويل ,يُرافقها السؤال يزاحم العدم يفترش الخوف طريقا , والرغبة خامده ,غدت كــالأساطير ,كــحكايا الجدات ,و الحلم يلتَمِعُ في الظلام كــالنحاس, يحاول ترويض جموحي , يَسقي عشقي باحساسي , و الصبر الشاحب يراقبني بأسى و العمرُ يئنُ ,وما أنا سوى ومضة حزينة , أنا يا زماني متعبة ,, لا تبالِ ان قلتُ اني له أشتاق, وأترُكني لهذياني , أسيرةُ حضور اللحظة الكبيرة, يا زماني أنا متعبةٌ فلا تبالِ , 16-09-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق