الاثنين، 16 مارس 2015

عبث



رسم القهوة علی شفة الفنجان كوجه جدتي وهي عائدة من الحقول تحمل سلة قشية فوق. رأسها وقد ملأتها بالبرتقال والليمون،كانت جدتي تدفن الليمون الأخضر في بطن الأرض وتتركه هناك حتی يصفر ويستوي،وكذلك تفعل أمي،لو بالإمكان دفن الأحلام الطفولية كالليمون حتی تبلغ ويستوي شوقنا.!

عبثًا حاولتُ  ضبط الموجة على صوتها كي يخرج دون كدَر،ليزداد الجو سوءًا مع ارتفاع ضجيج الشارع الصباحيّ أمام الحاجز وذبذبات اللاسلكيّ مثل طنين ذبابة قرّرت جزّ هدوء الإشراقة عنوةً، "بكرا  إنتَ وجاي رح زيّن الــ طن طن طن طن ري طن طن ح"حتّى الشّمس أبدت امتعاضها.
عند الحاجز جميعنا بلا أسماء، نتشابه في الصمت وأحيانًا يعدل الجنديّ بيننا زمن الإنتظار،بائع الكعك في مكانه المعتاد،كلّ شيء كما كان صباح الأمس إلا بائع القهوة ،لا أدري لمَ يبدّل مكانه مع أني أومأت له أنني سأعود كي أعبر الحاجز مرة اخرى غدًا،وظننتني أشرت عليه أن ينتظرني غدًا وفي نفس المكان.
جاء دوري،لم أعثر على بائع القهوة وفاتني شراء كعكة لاستراحة الظهيرة ومازلتُ أحاول ضبط الموجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق