الأحد، 14 ديسمبر 2014

زوجة ابن عمي



زوجة ابن عمي

امراة نحيفة طويلة،كانت ترتدي تنانير "المكسي" ملوّنة ،كثيرًا ما كنت الأسود والأزرق الداكن سيدا الألوان لديها،وكانت لها غرفة نوم واسعة جدًا،تفتح بابها على باحة الدّار تتوسطها شجرة لم أعد أذكر لأي فصيلة تنتمي،وعلى حواف"الحوش"دالية تتسلّق السور الإسمنتيّ،وأزهار كثيرة تلتفّ على أعناقها نباتات المدّادة.
في غرفة نومها كانت كوميدينا خشبية تشبه الأثاث العتيق بجوارير كبيرة،في الجارور العلوي كانت تضع أقراطها الكثيرة،الملوّنة والمزركشة والبرّاقة جدًا،منها الطويلة ومنها القصيرة بأحجام عديدة،ولعلّي كنتُ الطفلة الوحيدة المسموح لها بدخول غرفتهما في حضورهما وفي غيابهما،مما أتاح لي رؤية أشياء كثيرة غير الأقراط،ولكن،لم يستوقفني سواها.
زوجة ابن عمي كانت عراقيّة،شعرها سواد الليل وصوتها وحده مدّعاة للبكاء،لست أدري كيف نجا ابن عمي طيلة فترة زواجهما من الإصابة بالحزن الدائم،كنتُ أراها امرأة،وسيّدة،ولم أقس يومًا نسبة جمالها،لكنني سمعت كغيري من الأطفال"ما الذي يعجبه فيها وكان بإمكانه الزواج من امرأة جميلة.؟"


لماذا خطرت ببالي اليوم.؟
لستُ أدري،فأنا لم أتحدث عنها إلى أحد من قبل ولم أذكرها من قبل.
وبالطّبع ككلّ الأطفال كنتُ أغضب لسماع تلك الأحاديث السرّيّة عنها،ولم ترقني مقاييس الجمال لديهم،كان يكفيني منها ضحكتها كي أتأكد من أن الكون بخير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق