السبت، 6 ديسمبر 2014









انتظرته طويلًا،ربّما ساعة ناقصة دقيقة،ربّما أكثر،في المدن العربية مهما بلغ أهلها من التحضّر وبانت عليهم علامة الثقافة تظلّ بعض المعتقدات راسخة في عقولهم كما ألوانهم،أن تجلس امرأة بمفردها في مقهى يعني ذلك أنها متهمة ومسكينة خاب ظنّها وخان الوقت حبيبها،ومهما بلغت بثيابها من الحشمة تبقى ساقطة ما بين الكراسي وما بين مسافة باب المقهى.




لن أترك لهم فرصة للشماتة وسأظلّ أنتظره حتّى يأتي،لابد أن يجيء،ثم إن تأخره يمنحني فسحة لاحتساء قهوتي على مهل دون أن ترعبني نظراته الغيور وتفزع دخان سجائري،ودون أن يعاقبني على نظرات العابرين،تبًّا له،أحبه كما هو بكل عيوبه وقرفه وبمواعيده الخاطئة ببشاعة اعتذاره وعهر أسبابه ورغم ذلك لا يتوانى عن انتقاد كلّ تصرّفاتي من سجائري حتّى طريقة مشيتي.




هذا الحقير يتفنن تعذيبي،كم اشتهي أن يواعدني ويسبقني إلى حيث الموعد،لا بأس فمازال الوقت مبكرًا،ولم يتأخر اليوم،آخر مرة تأخر ساعة ونصف الساعة،حين يصل ،سأوبّخه ،سوف أهدده بقطع علاقتي به،لن أقبل دعوته مساء الأحد إن لم يتوقف عن التعامل معي بهذه الطريقة،سوف أضرب هذه العلاقة عرض السّخف.




تبًّا لي،جبانة لن أستطيع إلا أن أقبّله،وأن أدعوه ليبقى أكثر.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق