الأحد، 13 يوليو 2014

خربشات عابرة



دومًا هنالك متّسع من الوقت للموت،بينما الفرح أبدًا لا يؤجّل.




كلّما تهجّدت السّماء
تنفّست الحناء في الأيدي الصغيرة
رحلوا خلف الشواهد الصمّاء
فتقمّص الوطن الكهولة




زفّ الموت أرواحهم المتخمة بالوجع فتخضّبت السّماء







لا أريد شيئًا
كل شيء هنا على ما تروم الفجيعة
كلّ شيء كما كان
لا يوجع إلا أمي الحزينة
كلّ شيء كان هنا
إلا الاحياء الصغيرة
إلا أنت وأنا







الساعة تمام الإرتماء إلا كتف، وعلى مقاس فنجان قهوة مشتهى بعد ساعات عمل مرهقات،وهذا الليل يبول من مؤخرته دمًا مثلما يتبرّز مصاب بسرطان الأمعاء،عظامه بارزة كما تبرز عظام كهل تجلّدت الذكريات فوق وجهه مثل قطعة بلاستيكية أذيبت فوق خشبة صلبة.

شكرًا لوجودك البعيد عن متناول عناق في اللحظات الرّديئة،

"أنا بخير"
كنتُ أمارس الكذب الموجع،
لستُ بخير




صباح البارحة كان الأمس مليء بالشفقة منذ أوجاعنا المصلوبة على حافة الجحيم وصراط الجميع غير مستقيم ،يحول بيني وبينهم سبعون ألف جرحٍ وغصّة،دعونا ندخّن ونثمل قبل أن نموت أو نقتل فنموت.
كاسك يا عمر،كاسك يا إمي،كأسهم أبنائي الذين قتلتهم.
لا تفرطوا في تأملها،
اقرأوها بلذّة فقط.




نزفت كثيرًا وأنا أستحضرك،قفزتُ فوق الحواجز وعبرت أحراش الخوف بمفردي ليظلّ قلبي عصفورًا معلّقًا في خواء صدري،أتذكّر أنني ذات مرة فتحت فم الشيطان خلسةً وألتقطتُ منه قطعة حلوى مخفّفة السّكر،إلتهمتها على عجل وخِسّة فسقط سنّ من فمي وانكسر،سحقته بين شدقيّ،ظلّ المشهد يتكرّر مرة كلّ عام،وكلّ قطعة حلوى بسن إلى أن امتلأت بالأسى،وفقدتُ الثقة حتّى بشياطيني الّتي سوّلت إليّ أنني وأنك متحابان كما كنّا نعتقد،اللّعنة ،اللّعنة،أتفهمني.؟




لا عليك،اطمئن،لعنتُ شياطيني الخائنة وما عدتُ أشتاق إليك.

كل حرب وأنت بخير،
وإن لم،؟
مت قطعة واحدة.!




هنالك لكلّ مرض علاج وقاية ،ولحمّى الأمومة ليس أفضل من استئصال الرحم وقاية من الإصابة بها.

هكذا نضمن ألا شيء لنا أو بيننا نتحدث عنه.




سيأتي يوم تنبشون فيه قلبي ،جرحًا جرحًا،كما تنبش المقبرة،

كلوني حيّة نيئة،هنيئًا لمن كان الأول.







يحدث أن أفرط في ابتلاع سكاكر من وهم،
ومن ثمّ ألعن هذا الكون.

يحدث أن أضاجع جدارًا وأشد عليّ غطائي،
ومن ثمّ أجد البرد وقد صار لي زوجًا.
ويحدث أن أبكي ككلّ البشر وأركل كلّ العمر برأس إبهام ورّمه طول الدّرب كما الآن تمامًا.




نتطهر بالماء وهذي الأرض تغسل آثامها بالنفط والدماء.




حين يصبح هذا العالم مكبًا للنفايات
والسماء صندوقًا للمفاجآت يسفل كلّ مساء فوق بلادي
حدّثهم عن التنانير اللّاتي لم نرتديها في الأعراس
وعن عيد الخرافة
و أعواد الياسمين العرجاء
حدّثهم عن عجوز لا تفارقها حقيقة الجدار
ما ملّت تستغفر للبياض مدّ صيامها
وما أمهلها الأذان
إن أرهقك الرّجاء
اتلو عليهم نبأ الحزانى الراحلين
نبأ المسحوقين المكرّمين ببؤس الأرض
ليصبح الكون،أوسع،أوسع مكبٍّ للنفايات







دربونا منذ الصغر كيف نتضامن مع الفجائع في المسيرات التضامنية ،وكيف نضبط الميم في مكاتب التحقيق،ولقنونا أي اللباس أخلق للعزاء.
ما لم يعلمونا هو كيف ننام،وكيف نحب وأي الألوان أبهى للفرح،










لماذا ليس بمقدورنا الحصول على إضمامة صغيرة على مقاس عاهاتنا وإعاقاتنا دون دفع الثمن،لماذا ليس باستطاعتنا أن نكون بكل بساطة نحن دون مساحيق الصمود المقززة،
يا رب هب لنا أن يعيش لحظة كما يجب أن نعيش البشر،كي نموت مطمئنين على إنسانيتنا.
هذا العالم ليس لنا.
يليق بأبناء العاهرات فقط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق