السبت، 7 يونيو 2014

قهوة للغياب

قهوة للغياب




صباح البارحة حين تشاجرنا تنفّس الكون الصعداء،لم أكن أتخيّل أن ما يعتبره رفاقنا روتينًا ضروريًا لبقاء العلاقات وجعلها حميمية، صار نكتة حامضة ثم تحوّلت إلى ناموسة ليل تستقر على العنق وراء الأذن تمامًا،

هل من الضروري أن أتفق معك في جميع آرائك الّتي تعبر عنها باندفاع ومواقفك المتسرعة وأن تتزامن ساعتي البيولوجية مع ساعتك،؟

تعالَ نشاهد إحدى حلقات النمر الوردي،ولك أن تختار الحلقة،لا مشكلة لدي لطالما تضحكني جميعها،غدًا وبعد الغد،وبعد بعد غدٍ سآخذك في رحلة إلى داخل عينيّ كي ترى حيفا كما أراها،بالمناسبة،وضعت علبة القهوة وعلبة السّكر في صندوق السيارة كي لا أنسى،لا أحب نسيان بهارات الأمور،والقهوة بهار اللقاءات الخالدة.

وأنت تعد إبريق شاي معطّر لهذا الصباح البائس بعدًا،تحسس برفق وريقات النعناع وقبّلها قبل أن تلقيها إلى مصيرها النهائي وحتّى تمنحك مذاقًا كاملًا،كانت أمي تقول"النعناع لا يلقى في المغلي عكس الميرمية الصارمة المتوحّشة حتّى في موتها.

ما رأيك لو قمنا بزيارة الرفقاء هذا المساء،وقبل ذلك تعالَ نمر بعربة الكعك بزعتر،نشتري حاجتنا من الكعك ومناقيش الزعتر،ثم نمر بمحمص السّيّد بجنين نأخذ منه نكهة لآخر الليل،ونعرج على بائعة السكاكر،أعرف أن فكرة وجود أكثر منك معي تزعجك،كما أعرف أنانيتك ورغبتك باحتكار سهري معك،لكنني أعرف أيضًا أنه ربّما كانت الليلة آخر السهر.
تخيّل أن نقفّل عيوننا على سهرة ونفتحها فلا نعثر على رفاقنا،؟
ألا تعلم أن الموت يمازحنا بنكته السمجة فيلطّخ ضمائرنا بالمواعيد الّتي أخلفناها ويبقينا تعساء بذكريات تعكّر مزاج الكون وما تبقّى لنا.؟
تعالَ بكامل قسوتك،وتطفلك،وجبروت صمتك،تعالَ كما لن تجيء أبدًا.















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق