الأربعاء، 4 يونيو 2014

كأس أخرى




أحضرت زجاجة العرق وقنينة الماء،صحنًا مليئًا بقطعة اللّيمون الخالي من العصير،وراء الساعة المسكرة إلا أنت،أتصفّح جرائد اليوم السابق وأبذل جهدًا في التّركيز لوقتٍ طويلٍ في ساعات العمل الّتي أقضيها في حركة تشغلني طوال الوقت عن الذهاب إلى السينماء وزيارة الأصدقاء،أتناول علبة سجائري وأخرج واحدة برفق كما لو كانت قطعة حلوى صنعت من الجبن،أشعلها ثم أمجّها بشهوة لدفء عميق،أضعها في المنفضة فأكتشف أنني تركت منذ لحظات سيجارة أخرى.

تصوّر،كيف كانت  لتبدو الأمور لو ملكنا سلطان الوقت،ماذا لو جئتك الآن في مثل هذه الساعة الميتة من العمر،؟لم أكن يومًا قادرة على قول إذا ما كنت تعجبني أم لا،فمعرفتي بك ضئيلة ولا أحب المغامرة  كما أخشى التّعرض للسطو في شارع لا أعرف مخابئه ولا زقاقه المعتمة.

دعنا من الحديث عنك وعني هذا المساء،ما رأيك لو تواعدنا عند الشاطئ ذات مساء صيفيّ،أتنزل معي بملابسك إلى الماء،؟قد يبدو لك الأمر غير معقول،ويحمل غرابة كبيرة في بلد محتلٍّ كلّ شيء فيه رخيص ومبارح،تريد الحقيقة ،نحن لا نخاف التّعري إنما نخشى التّجرد من جلودنا.

اسكب لي كأسًا للحب،عانقني حتّى ينتهي العمر،سأحتفظ 
بعلب السكاكر،بباقة الزهور،بزجاجة العطر،وبمذاق النبيذ وآخر القبل،
أأخبرك بسر،أخاف فقدك،ترعبني فكرة أن تموت بعيدًا عني،تفزعني في الليالي كلّ رنّة لهاتفي،أخاف أن يجيء صوت لرفيق يخبرني أنني لن أمرّغ أنفي على صدرك مرة أخرى.

اسكب لي كأسًا أخرى،وأدعو الرّب أن لا يجيء غدًا،فلا قيمة للوقت طالما ليس لنا أن نختار


https://www.youtube.com/watch?v=it9I2Vg62rs

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق