الثلاثاء، 24 يونيو 2014

دم خفاش حار






الصفحة التالية الّتي كتبها المرحوم مواطن تشبه سردابًا جنائزيًا له ثغرات عديدة مفتوحة على حرارة صامتة كالّتي نشعرها في تمام أولى لحظات الغفوة،وتمتدّ بظلمتها إلى ما وراء كل شيء صامت،

عادة نتعثر بالأشياء الّتي تعنينا بالدرجة الأولى،والمصيبة أننا ننفق الكثير من الوقت بحثًا عنها، إلا أننا مصابون بالعمى،لا نراها،وإبهامنا دون عقل.

تذكرت، لماذا لم أفكر بشراء جراب داكن بامكانه تأمين حماية لطلاء أظافري حين أتعثّر كما يفعل الوقت الداكن لحماية الذكريات.

اعتدنا تدليك رؤوس أصابعنا حين نتعثّر،وقتئذ نشعر بنشوة ولذّة عميقة تلحقها رعشة تترنّح على أثرها أنفاسنا ويلفظ الصحو نفسه الأخير،فمن يدلّك رأس عقلي كلّما تعثّر،علّه ينام قليلًا.؟

"مش مهم"

المهم الآن أنني سكبت لنفس كأس عرق من نوع آخر،لم أكسره بماء ولم أقطّع الليمون،لكنني أحضرت قطعة كبيرة من الشكولاتة المحشوّة بعسل من النوع الذي تحبه الدّببة،حقيقة لم أجتهد في معرفة ما إذا كانت تلك المعلومة عن حب الدب للعسل حقيقة أم خرافة دسّوها في مسلسلات الكرتون.

لو أن لي أن أسافر الآن إلى أقرب شاطئ،أو إلى جبال الكرمل القريبة،كانت لتكون سهرتي حتّى آخر خرافة،كم تمنيت التأكد من حكايات أمي الّتي كانت تحكيها لنا ويا سلام قبل النوم،عن الغول وأبو رجل مسلوخة والشاطر حسن،يا إلهي،حتّى أمي لم تسلم من الكذب الآثم.

مستعدة أن أدفع عمري ثمنًا لمقطوعة موسيقيّة تليق بكأسي وبغيابك،تنسيني الغول الآتي من الضباب وشجارات حسن الشاطر مع زوجة أبيه الغولة ذات حوافر كحوافر حمار،كنت سأكتفي وربي بآلة واحدة ،تشيلّلو ،أو بيانو،أو جيتار أو بعض كمنجا مخمورة بأطراف أصابع ساحرة.وتلك الساحرة شبيهة بخفافيش الليل،بالمناسبة سمعت عن جدّتي أن من تنجب بنتًا وتريد لها أن تبقى بشرتها ناعمة كالآس خالية من الزّغب عليها أن تمرّغها بدم خفاش حار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق