الاثنين، 2 يونيو 2014

أنف الملح والماء وجاع الوطن


إلى محمود عبّاس




صديقة من عمّان،تسألني "هل تصومين رمضان.؟"

لا،ولسبب بسيط قد يراه البعض ذريعة قبيحة،دعنا لا نتحدث الآن عن صوم رمضان الممهور بالحسنات ومحو السيّئات،وتخسيس الوزن وكثرة اللقاءات العائلية الماتعة لمن يحب ضجيج أوعية المطبخ وسقوط الصحون بين الأقدام،واندلاق الشوربة على فخذ إحداهن لحظات قبل ضرب المدفع.

ماذا لو شعرت بالجوع طيلة نهار كامل،ولم تعثر على سيجارة حقيرة تدخّنها بلهفة الأمعاء لقطعة خبز مبتلّة بنتانة ريق،وشهيّ الطعام وهم يوزّع على المنام.

ماذا لو داهمك ألم المفاصل خلف الأبواب المغلّقة والهواء البارد يتدلّى من شقوق النافذة وينغرز في أسفل ظهرك،تمامًا في الفقرات القطنيّة ويهبط ليستقر في مؤخرتك،أوتقول للوجع حينها ما قالته هيفاء وهبي لكارهي هيفاء"Kiss my ass"

اخلع الصّبر كما لو كان قماطًا وأمكث حيث الوجع مقص يقصّ ظلك المتمدّد فوق مسطبة آسنة ورائحة الطعام تخترق سياج السّجن وتشقق سقف الزنزانة،سيراودك سؤال لطالما أرّقني في الآونة الأخيرة،هل يبول الجائع.؟

لا تكترث لما أقول ما رأيك لو تواعدنا في اليوم الأول من رمضان،والتقينا في إحدى الحانات أو المقاهي،نطلب طبقًا من شهيّ الملح والماء،نصغي إلى الموسيقى وندخّن بشراهة صائم.؟!


تخيّل،ماذا لو كان الجرح ثدي عاهرة مكتنز عليه نفائس نقش غجريّ كتمثال من ماء وملح،ألن تراودك غريزتك الحيوانيّة عن التّعفف.؟!


أنف الملح والماء وجاع الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق