الخميس، 15 مايو 2014

مدلّلتي.!





ما عدنا أشقياء كما كنّا،
كبُرنا يا إخوتي،وتلك الحزينة مازالت تحلم بليلة ليلاء تحكي لنا  قصة عن الغول وعن الشاطر حسن وعن أبو رجل مسلوخة.

أبوكمُ الذي عبّأ صدرها بالغبار وبالتّعب،كبر هو الآخر.

تذكّر حين كانت تذرع الجبال والأحراش وحيدة والضّبع يتربّص بتنورتها .....

تذكّر،
رعشة أصابعها فوق الطّين تحت المطر،بين البرد والشقاء.

تذكّر،
كم من حذاءٍ  وكم من حقيبة شرت لك براحتها.

كم مرة طردت من البيت وكم مرة هربت ..
هل تراجعت،هل خافت من الوحوش حين كانت تلج الغابات بحثًا عن رمقٍ تسدّ به حلقك.؟
أنا لا أطلب منكَ شيئًا،ولا أستعطفك،
فقط تذكّر،
فأنت في كلّ عام تستحضر ذاكرتك كي تحتفل بأول مرة قابلت فيها حبيبة وأول مرة قبّلتها،وأول مرة تركت ذراعك ممدودة لتنام وتأمن من خوف.؟
"ولست أبرئ نفسي."

تذكّر،
كم مرة عادت غارقة لا تدري أيّ البلل عرقها وأيّه المطر.
وكم  مرة تسمّرت خوفًا من الرّصاص ومن الجند وغادرت راكضة وراء أحلامنا تحت الحصار فرارًا بنا من حظر التّجوال ومن الخطر.

كم مرة صحوت بعد منتصف الليل تفقدت قدميها المتشقّقة.
كم مرة.
حدّثتني ذات مرة حين كانت تهمّ بقطف بيت الزّعتر تحوّل إلى أفعى كادت تعضّ سبابتها،تضع يدها اليمنى على أقصى اليسار "يمّا يا حبيبتي"كذلك كانت تفزع.

كم  مرة فردت صدرك وقلت هاكِ قلبي،هنا هاهنا في أقصى اليسار تربّعي.
أنا لا أطلب منكَ شيئًا،
هذه الحزينة بلغت من التّعب عتيًّا ومن عمرها بعمر النّكبة ما رأيتها تضحك من قلبها ولو مرة.

أنا لا أطلب منكَ شيئًا،
كل ما أتمنّاه أن تتذكّر...
فغدًا سوف تغرب أمكمُ تحت التّراب ولن تكون لنا فرصة أخرى.


تذكّر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق