الخميس، 12 ديسمبر 2013

لوحة للفنان العربي العراقي عبد الأمير علوان أسميتها "مواعيد الأمس البعيدة"




اللّوحة المرفقة للفنان عبد الأمير علوان

لوحة للفنان العربي العراقي عبد الأمير علوان
أسميتها "مواعيد الأمس البعيدة"

يبدو النّظر مرهقًا كهذه المرآة المنطفئة بمقلتيها على وجهي،تعبة من طول التّحديق في شوارعنا الباردة.

يالحظي العاثر،ضلّت السحب طريقها وسلكت طرق الراحلين دون زاد،تلفظ أنفاسنا تارة،وأخرى تجترح خبيء النّفس تمجّه بشغف عاهرة ظامئة الجسد،تحوك من خطانا التائهة موآمرة تتسلّق بها على عثراتنا،وبتأن شديد تربّتُ على رعشة خفقاتنا وتكسرنا سهوًا،لتذكّرنا كم نحن متخمون بالصّقيع حدّ الشبع.

مشطي الذي كسّرَت حصباء الوقت أسنانه  تهاوى كأطلال الخراب،وعلب الحلوى الّتي تحوّلت إلى صناديق أحفظ فيها شعري المتساقط سرقته الجنّية وصنعت منه حبالًا  تربط بها العاشقين إلى المدى.

جدّتي الّتي ماتت قبل ألف عام همست في أذني وصيّتها الأخيرة"بنات التّعب لا ينبغي أن يعشقن رجال الحرس،والحكل الشّقيّ وشعرهن الطويل لا يجب أن يجدّل لحنًا خالدًا في جرم الهوى."

مواعيد الأمس البعيدة أغمضت أجفانها على جنائز العمر،ومن جوفها الفارغ وشغفنا بالأشياء الصغيرات أنجبت وليدنا المشوّه،خلسةً من الكون تحت رعشة السّماء،فراح يمتصّ ذواكرنا  كقلب عطش لا ينتظر فجرًا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق