الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

لا أحد هنا



لا أحد هنا،
لذا سأقول ما لم أقله من قبل،سوف أدعي أني قادمة من زمن الوباء بالحنّاء وبالكحل،وأن لي حبيبًا لا يفقه للموسيقى سرّا،ولا أهميّة حفظ اسم العطر المفضّل لدي،ولم يراقص امرأة ما،كل ما فعله حتّى الآن القتل،فرائحة البارود تَمْلُؤُ أنفي كلّما بعثر شعري بأطراف أصابعه الخشنة،ووخز نظري منظر جسده الموشوم بآثار الأعيرة النارية المخطئة.
أحلامه مكسورة الأجنحة،شراشفه منسيّة على شرفة الوطن،لكنّه دافئ كالجنة،وبريء كالطّفل الملقى على رصيف بارد دون أب.
أن تحارب رأس الشّر، كما تحارب المضادات الحيوية فيروسًا تسلل سرًا إلى خلايا الدّم،كذلك الحب حالة شيطانيّة بامتياز،ولم يكن يومًا حالة إنسانيّة.

لا أحد هنا،ليس بالضّرورة.


أخبرتك سابقًا كم "تضحكني فكرة الوسواس الخنّاس وأنا قادمة إليك وبحوزتي سلّة قشّ،فيها مائتين وخمسين مليونَ قُبلة لشفاهك المأساوية التّقبيل،"
وأنا لستُ جسدًا مشتهىً في مخيّلة أحدهم، أنا أرواح تمطّى على صدرك كقطّة لاذت بفرو،
أتدلّى كسعف النخيل وأنت تنقر الجذع كهفًا جديدًا لا ينخره سوس الإحتمال،
ومع ذلك شعرتني شهيّة جدًا حين أخبرتني العرّافة أني سوف ألد لك طائرًا أسودا.

رشفة قهوة صباحية،مسائية،قد لا تعني لك شيئًا،قد تبدو لك اسئلتي سخيفة عابثة،لكنّها تعني لي بجرأة نكهتها الثّابتة الّتي تتجلّى في استقامة عصا الألف واللام والكاف وطول الحلم، بِجَرَّاته الضّعيفة كالنهايات المدبّبة،تعني لي أن أنام وأن أصحو مرة واحدة في العمر مطمئنّة إليك غير مرعوبة ولا هاربة من قدر.

لا أحد يشبهك،أنت والرهب والموت المعلّق بيننا،
لكنّه جدّي أورثني الأسى،ونكهة القهر هبة الجدّة لحفيداتها الحزينات.

و،أتساءل بيني وبين شياطيني،كم علبة موروفين أحتاجها كي يهدأ الرّهاب الراكض في دمي،وكم سدّادة أحتاج لأخرس صوتك الساقط في أذني حينما كنتَ تردّدها دون ملَل"بحبك" يختفي الخوف،كم زجاجة نبيذ ستفي بنسيانك.!!!

لا أحد يكترث لوجودنا،وحين نموت ولم نحظ بحب لن يكترث أحد لغيابنا. فسيّان عندي إن عشتُ معك أو عشت بُعدك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق