السبت، 9 نوفمبر 2013

روح في جسد من الذعر والتوجس\قراءة في لوحة للفنان العربي الفلسطيني الأردني أحمد القزلي





مصلوب ذاك الهيكل تزاحمه الخيبات بانتظار فرصة لتصيبه في مقتل،
ساحر حدّ الدّهشة ،ساخر حدّ القهقهة، متشائم حدّ السّواد،ضائع حدّ أللاحدْ.
كذلك هذا المنبثق من الطّين والقشّ،كمسخ مفزوعٍ من قبيح الزّمان،يكتم شهقاته قبل انشقاقه عن جنس الإنسان،
انبثق فجلس فوق ثرى الأوهام الموؤودة بالخذلان بعد أن انطفأت شمعة أمل عرّته العَتمة وواراه العشب،كأنه على ضفّة نهر وموسم عزاء.

رفع يده يصدّ رياح الجوع عنه لعلّ الغافل تدركه إذا ما طوّقت عنق أطفاله كجرعة أفيون خام إذا ما أفاق منها مات ميتة فجائعية، لَعَمْري،جفّت مقله  وأقفَرّت روحه، طالَ به الأمد وما عاد يطيقُ مع القهر صَبرًا،أيروي زهرَ عُمره بدمعٍ مندفعٍ بخشونة الملح،أم يبقى نحو أعالي السماء طائرًا حرًا مُنتصرًا،وإن كان النّصر وهمًا؟!

ويح عُمره الراكض  كمُهرةٍ تُسابقُ الزَّمَن خيبة تليها خيبة،والليالي تَحبو عِجافًا، وَيكأنه يحياها في الرَّمَقِ الأخير و أوجع،أيُّ كنفٍ ذاكَ الذي قُدّرَ لَهُ أن يَحوي روحًا ناصبة متيبّسة،وأيم الله ما عادتُ انسانًا ضاقت به الجمادات ذَرعا.!

ويمتدّ ما شاء له البنّي وشاء وعاء الدّم المقلوب،دم القبائل المغليّ فوق نار الأصالة منذ أزل الرّجولة ،وكمن يحاول ستر حقيقته كي لا يتورّط في علاقات حرجة مع الأرض يعلم مسبقًا نهايتها،جلس اجتثاثًا لروحه الّتي لم تهبط من السّماء بعد،فتوحّد فيه الذّعر والتّوجس معًا،واغتيل المشهد في حدقاته المطبقة وتوارى قلبه خلف أضلعه،لا نبض،لا إشارة صوت،ولا يوجعه سوى لونه التّرابيّ،تنزوي روحه بأوجاعها في حين تنتحب الأرض بصمت.








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق